بلغت الدراما العربية خلال هذا الموسم، كامل خبرتها ونضجها.. وتنافست باهمية موضوعاتها والطريقة المتفقة بعرضها.
لم تعد دراما واحدة هي المتسيدة على الشاشة فقد دخلت جهات اخرى هذه الساحة لتنافس على الافضل.. فحتى وقت قريب كانت الدراما المصرية لها القول الفصل في ذلك، الا ان الدخول القوي للدراما السورية والخليجية بوصفها قطاعات انتاجية جديدة اطلق اشارة التنافس التي كان لها بلاشك الفضل الاول في ان تصل الدراما هذا المستوى من الصناعة.
وان المستفيد الاول من هذه المزاحمة هو الشاهد الذي اصبح جلب اهتمامه في عصر السماوات المفتوحة امرا مطلوبا تحقيقه حتى لا يعرض عن برامج قنوات اخرى.
ما يقرب من سبعين عملا توزعت على الفضائيات العربية.. لا ندعي انها كانت على مستوى فني واحد ولكنها بالإجمال خطت خطوة كبيرة باتجاه الافضل، حيث التطور الملحوظ في كل مفاصل الصنعة الدرامية.
فلم تعد هذه الدراما بنسق واحد، وذات موضوع تقليدي، بل تنوعت موضوعاتها واختلفت اساليب معالجتها.. لم نعد نشاهد في هذا الموسم مسلسلا يقوم على شهرة ونجومية بطله كما حدث سابقا بل ان البطولة كانت جماعية او بمعنى اصح ان البطولة كانت للحدث او للموضوع الذي يقوم على ادائه الشباب الذي قدمت دراما هذا الموسم العديد منهم.
موضوعات هذه الاعمال لم تعد تقليدية ومسطحة بل ذهبت الى تفاصيل الهموم الاجتماعية والسياسية في الوطن العربي. واستطاعت ان تقدم خلاصات لمجمل ما يعانيه المجتمع العربي.. وربما لهذا السبب حظيت بمتابعة واسعة.
والامر الآخر ان الموضوعات التي كانت حتى وقت قريب محرمة على كتاب الدراما بل وتدخل في باب التابوات، صارت الان متاحة في التناول وطريقة الطرح.. فالشخصية اليهودية افلتت من نمطيتها التي حبست بها على مدى سبعة عقود من الزمن ونتعرف عليها الان باعتبارها (ابنة الوطن) الطبيعية التي لها ان تمارس ما يمارسه المواطن العادي ونتعرف على ثقافتها وتقاليدها.. في (حارة اليهود) تكتشف اي مكون خسرنا ذات يوم.
فعلى الرغم من الكم الوفير للإنتاج الدرامي المحلي، الا انه لم يستطع ان يحقق حضوراً متميزاً، إلا أذا استثنينا بعض الأعمال وهي لا تتناسب على أية حال كنوع مع كم الإنتاج، وإذا ما استسلمنا للمنطق السائد بأن التراكم الكمي لابد ان يخلق نوعاً متميزاً بالضرورة (على قلته) نرى ان ذلك لم يتحقق في هذا المجال لأسباب عديدة لعل في مقدمتها بل وأهمها هو (السوق) الذي وفرته كثرة الفضائيات العربية وهو ما لا يصح ان يكون قياساً لنجاح هذا العمل او ذلك، فان كان منطق الجودة وجماهيرية العمل هي التي تتحكم بـ(تسويق) الأعمال الدرامية وتجعل منها بضاعة مرغوبة في قنوات البث التلفزيوني العربي، فان سيادة الفضائيات وكثرتها ومن ثم اتساع مساحة البث أقصت مثل هذه الاشتراطات في مقابل قبول الكثير من الأعمال (على رداءة بعضها) لملء ساعات البث التلفزيوني التي تبدو أحياناً مثل (محرقة) لكثير من المواد، وهو الأمر الذي يجب ان لا يغيب عن بال القائمين على هذه الأعمال كي لا يقعوا في فخ ان أعمالهم تتهافت عليها القنوات الفضائية وان البعض منها يسوق قبل الانتهاء من تصويره.
دراما رمضان.. حضورٌ قوي
[post-views]
نشر في: 22 يوليو, 2015: 09:01 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...