دأبت الصحف المحلية منذ سنين عدة على تلقي أخبار الاتحادات المركزية التابعة الى اللجنة الأولمبية الوطنية عبر البريد الشخصي لمنسق الاتحاد المعني لتغطية انطلاق بطولة أو افتتاح دورة تدريبية أو بيان تفاصيل اجتماع الهيئة العامة للاتحاد، وكان للمكتب الإعلامي للجنة الأولمبية الدور الكبير في تنشيط جهود المنسقين من خلال توأمة عملهم بنشر سلة أخبارهم الى عموم وسائل الإعلام وليس الصحافة وحدها حتى وصلت الحال الى اعتماد بعض الصحف ما يرد من بريد المنسقين صباح كل يوم لنشر اخبار الاتحادات من دون زيادة او نقصان في الخبر، وتكاسل قسم منها في البحث عن معلومات جديدة ما وراء خبر المنسق.
وبعد مرور فترة على هذه الآلية التي التزم بها بعض المنسقين وليس كلهم ضعفت مراقبة المكتب الإعلامي للجنة الأولمبية لأداء المنسقين لاسيما أن قسماً كبيراً منهم أخذ ينشر اخبار اتحاده في الصحيفة أو الوكالة الاخبارية التي يعمل فيها لتحقيق هدفين الحصول على مكافأة من الصحيفة ( لمن يعمل بنظام القطعة ) ومنحها السبق الصحفي، واستدركت الأولمبية ذلك وحدّت من هذا السلوك اللامهني إلا أن الموضوع أُهمل ثانية حتى تمادى البعض في حجب أنشطة الاتحاد عن كل الصحف واقتصارها في صحيفة واحدة تعد الناطقة بلسان اللجنة الأولمبية الوطنية الزميلة (الملاعب) لكونها متخصصة وصادرة عن المؤسسة الراعية لجميع الاتحادات كما أنها ليست مسؤولة عن السلوك المهني للمنسق باعتبار ان اتحاده الجهة المباشرة لمساءلته عن مصير الخبر في بقية صحف البلاد واسباب حصره بصحيفة واحدة او اثنتين في الغالب أو عبر وكالته الاخبارية فقط؟!
حتى الآن يبدو ملف المنسقين مهملاً، بل منسياً من اللجنة الأولمبية الوطنية برغم أهميته التي لا تقل عن أي ملف آخر مطروح على طاولة المكتب التنفيذي ينتظر الحسم بعد انتهاء عطلة عيد الفطر المبارك لكونه يشكل حلقة الوصل المهمة بين اتحاد اللعبة والإعلام والجمهور ، مثلما يُعد المنسق مرآة الأولمبية لمراقبة اتحاداتها والإطلاع على فعالياتها أسوة بلجانها المتخصصة لتقييم واقع الاتحاد وأسباب إخفاقه في معالجة خلل ما، وإذا كانت الأولمبية تحاسب اتحاداتها على خروق مالية أو إخفاق في بطولة مهمة فلماذا تتغافل عن محاسبة الاتحادات التي لديها منسقون يتقاضون رواتباً ويتمتعون بمزايا مرافقة الوفود بكامل التغطية المادية ولأكثر من مرة بالسنة اذا لم يؤدوا واجبهم كاملاً وفي حصادهم الشهري 5 الى 7 أخبار في أفضل الأحوال اذا لم نقل صفراً ؟!
هل من المعقول أن يحقق رياضيون متميزون مثل البطلة فاطمة سعد الحاصلة على ذهبية القوس والسهم في بطولة العالم للشباب بأميركا ولا نعلم تفاصيل إنجازها إلا بعد مبادرة والدها بمهاتفة قناة فضائية أو صحيفة بالرغم من أهمية تلك البطولة، وكيف ينتزع قافز الزانة منتظر فالح المركز الرابع في بطولة العالم للناشئين بالعاب القوى بكولومبيا ولم نتلقَّ أيَّ خبرٍ يُشير الى ذلك إلا بعد مطالعتنا لصحيفتين أمس الأربعاء نشرتا نص تصريح مدربه فاضل الهلالي ولم نقرأ ذلك في أية صحيفة أخرى، حتى أننا استفسرنا من عضو المكتب الإعلامي للجنة الأولمبية الزميل رحيم الدراجي نفى تعميم هذا الخبر من المكتب !
حقيقة وجدنا تعاوناً كبيراً من المكتب الإعلامي للجنة الاولمبية الوطنية في السنين الماضية عبر حقائب الاخبار اليومية او الاسبوعية، لكن هذا لا يكفي من دون مراجعته ملف المنسقين لـ(23) اتحاداً أولمبياً و(20) غير أولمبي و(17) ممثلية في المحافظات مع العلم أن هناك الكثير من الاتحادات والممثليات ليس لها منسق ولا ندري كيف تسيّر شؤونها الإعلامية ؟ ربما تتعمد تغييبه لقلة أنشطتها وانحسار ممارسة اللعبة بالعاصمة وبعض المحافظات لكنها تنتفض وتزمجر وتهدد بالشكوى لدى الاولمبية الدولية إذا ما تقرر تخفيض ميزانياتها أو تعليق نشاطاتها لأسباب إدارية أو فنية أو قانونية !
في الوقت الذي ننبه عن عدم تعاطي بعض المنسقين الإعلاميين للاتحادات مع الواجبات الموكلة اليهم مثلما تقتضي المهمة لابد من الإشادة والثناء على الجهود القيّمة والمهنية العالية للزملاء احسان المرسومي منسق اتحاد كرة السلة وسيف المالكي منسق اتحاد رفع الاثقال وعباس علي هندي منسق اتحاد الكرة الطائرة وطه كمر هلال منسق اتحاد الجودو وأمير إبراهيم منسق اتحاد السباحة وأمير الداغستاني منسق اتحاد كرة القدم عن الفترة الماضية آملين النجاح لمن يواصل مهمته أو مَن يغادرها لأسباب خارجة عـن إرادته !
إنتقائية منسقي الاتحادات
[post-views]
نشر في: 22 يوليو, 2015: 09:01 م