اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > ثغرة بين البلاط وأعوان الهاشمي

ثغرة بين البلاط وأعوان الهاشمي

نشر في: 3 يناير, 2010: 02:58 م

عبد القادر البراككانت اجتماعات الصليخ (ردة فعل) للانتخابات النيابية التي اجرتها وزارة علي جودة الايوبي وهي اول انتخابات تجرى في عهد الملك غازي فقد حز في نفس رشيد عالي الكيلاني. ان يلعب الايوبي اكبر لعبة في الصراع على الحكم فالايوبي الذي نصح الملك غازي يوم كان رئيسا للديوان الملكي بعدم الاستجابة لاشتراط الكيلاني حل المجلس النيابي القائم آنذاك
 والشروع بانتخابات جديدة تجريها وزارة ما بحجة عدم ملاءمة الظروف عمد الى ذلك ليقطع عليه طريق استلام الحكم وتامين الطريق لان يتولى هو رئاسة الوزارة مع الاحتفاظ بمنصبه في البلاط واعتبار الظروف الملائمة في وقت قصير ليجري اسوأ انتخابات عرفها تاريخ العراق جمع الايوبي فيها الكثير من الاعوان والانصار من غير المسبوقين بالحصول على النيابة واستبعاد الكثير من الشخصيات السياسية المعروفة بولائها لياسين الهاشمي وحكمة سليمان ورشيد عالي الكيلاني وهم اقطاب حزب الاخاء الوطني!وهنا تزعم الكيلاني المعارضة في مجلس الاعيان فوجه الى وزارة الايوبي اعنف الحملات تمثلت احسن تمثيل في العريضة الجوابية على خطاب العرش التي كتبها الكيلاني بنفسه ورفعتها رئاسة الاعيان الى (السيدة الملكية) واتصل بصديقه ونسيبه حكمة سليمان ليتولى تاليب العشائر التي يرتبط رؤساؤها بهما ارتباطا وثيقا للاخلال بالامن واشغال وزارة الايوبي الضعيفة بحيث لا تستطيع الاستمرار في الحكم واقتصر نشاط الهاشمي على التنديد بالوزارة في المجالس التي يرتادها الى جانب اشرافه على المقالات التي تكتبها جريدة الحزب التي كان يساهم فيها فهمي المدرس ورفائيل بطي وباقر الشبيبي وغيرهم وقد اتسمت بالشدة والعنف وتسببت بإقامة الدعاوي الجزائية ضد المدير المسؤول للجريدة وتعطيل غيرها من التي صدرت بديلا عنها!ويبدو ان الهاشمي لم يتصل مبكرا باجتماعات الصليخ التي كانت تعقد في دار حكمة سليمان مرة وفي دار الكيلاني مرة اخرى وحين اطلع الهاشمي على انباء هذه الاجتماعات اتصل بهما فتخليا له عن (الزعامة) بعد ان ازداد عدد رؤساء العشائر من اصدقاء الهاشمي الذين اخذوا يتوافدون لحضور هذه الاجتماعات ولم تكن الحكومة التي الفها المدفعي واعقبه الايوبي ثم المدفعي ثانية والتي سميت بوزارة الاحد عشر يوما تجهل هذه الاجتماعات وما يدور فيها ولكن انشغالها بقمع الحركات العشائرية وقصر مدة اضطلاعها بالمسؤوليات لم يمكناها من الحد من هذه الاجتماعات. ففي احدى جلسات مجلس الاعيان وبعد تولي الهاشمي الوزارة هاجم المدفعي مؤتمرات الصليخ واعتبرها من عوامل تضعضع الامن والاستقرار في البلاد وقال انه كان يعلم بها لكن الهاشمي اجابه بنفي ما اتهم به في اجتماعات الصليخ وقال انه-أي المدفعي- كان مقصرا حين لم يبادر الى مساءلة المجتمعين في الصليخ!اعود فاقول ان الهاشمي كان يندد بحكومات الايوبي والمدفعي ونظام الحكم مما حمل البعض على الظن انه يريد تبديل نظام الحكم ولعل احد المحسوبين على الحكومة اشاع ذلك لاحداث ثغرة بين البلاط واعوان الهاشمي! ولقد علمت ان الشيخ حبيب الخيزران وكان مبعدا عن النيابة بسبب اندفاعه في المعارضة خلال عضويته بالهاشمي وسليمان فكان طبيعيا ان يحضر مؤتمرات الصليخ ويساهم فيها ولان الخيزران من ذوي الذكاء، فقد سال الهاشمي عما اذا كان الإصلاح سيتم بابدال نظام الحكم فاستشعر الثاني بالحرج واكد حرصه على النظام والدستور والهيئات التشريعية والتنفيذية!وقيل لي ان النائب (سماوي الجلوب) من عشائر الفتلة في الهندية اعترض سلفا على تمكين فلان وفلان من دخول المجلس النيابي لانهم لم يساعدوا المعارضة في أعمالها فأجابه الهاشمي بلباقة ان مجلس الامة قد وجد لجميع ابناء البلاد المؤهلين لذلك ولا يكفي ان يكون احدهم قد اطلق خمس طلقات ليكون في موقع اقتدار وشاء القدران يكون (سماوي الجلوب) من الاعيان ويساهم بحركة تآمر ضد وزارة حكمة سليمان بعد الانقلاب ولكنه مات قبل ان تسقط الحصانة البرلمانية عنه كما رفعت عن محسن ابو طبيخ وعبد الواحد الحاج سكر فسيقا الى المحاكم وزجا في سجن السليمانية!لقد تسربت الي معلومات عن بعض ما دار في مؤتمرات الصليخ قبل ان يتولى الهاشمي الوزارة التي لم يشترك فيها حكمة سليمان بسبب عدم توليه وزارة الداخلية التي طلب اليه (جماعة الاهالي) ان يشترط توليها اذا ما شارك في الحكم فقد علمت ان مؤتمرات الصليخ استمرت في الانعقاد بشكل او اخر فأسهمت فيها جماعة جعفر ابو التمن وكامل الجادرجي وجماعة الاهالي حتى استطاع حكمة سليمان ان يجتذب اليها الفريق بكر صدقي الذي قام بالانقلاب المعروف ضد وزارة الهاشمي والاتيان بحكمة سليمان.بقي ان اقول ان ياسين الهاشمي قد نفض يديه من اعتماده على رؤساء العشائر الذين اخذوا يتنافسون على (النيابات) قبل ان تؤدي مؤتمرات الصليخ الى تبوئه رئاسة الوزراء ولكي يتحلل من الوعود التي قطعها لاعوانه في الحزب والمؤتمرات السالفة الذكر ولكي لا يتحمل منة الاتيان للحكم من قبل رؤساء العشائر وكان هذا السبب مضافا الى اسباب اخرى دفعة الى حل حزبه (الاخاء الوطني) وحل بقية الاحزاب وهي سنة آخذ بها في ما بعد نوري السعيد حين اجهز على الحياة الحزبية برمتها ليتخلص من الذين كانوا يتسابقون على تولي الوزارات حين يدعون اليها دون استشارته ودون العودة الى الحزب (حزب الاتحاد الدستوري

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram