مدينة الفاو في محافظة البصرة ، استغاثت ، لم يسمع صوتها مسؤول ، او سياسي ، دخلت المدينة في مرحلة الانقراض ، جراء الاهمال المقصود لمحافظة البصرة الفيحاء ، عاصمة العراق الاقتصادية بحسب وصف المتفائلين بمستقبل المدينة ، المعروفة بين اهلها بانها ممر كل الحروب القديمة والحديثة والمستقبلية ، المظهر البارز في بصرة اليوم ، خراب في كل شيء ، يكفي منع فرق الخشابة من التغني بنخيلهم وبحرهم ، وليالي الكورنيش على شط العرب.
شركة الفاو المختصة بتنفيذ مشاريع البناء ، اطلقت صرخة استغاثة ، لم تصل بعد الى العاصمة بغداد ، ليلتفت المسؤولون الى معالجة مشكلة منتسبي الشركة ، بعد حرمانهم من تسلم مستحقاتهم المالية لثلاثة اشهر ، العاملون في الشركة المعروفة بانها شيدت جسر الطابقين ، وساعة بغداد ، وابنية مقار حكومية وغيرها من المشاريع في جميع المحافظات ، امضوا عيدهم بضائقة مالية ، منهم من اعتمد على وعود المسؤولين بتسلم الراتب في غضون الايام المقبلة ، فلجأ الى اقتراض مصروف عائلته من مصادر مختلفة ، على أمل تسديدها ، حين يثبت المسؤولون في الوزارة صدق وعودهم ، ثم الحصول على الاجر والثواب .
مايخشاه العاملون في الشركة تعامل اصحاب القرار مع استغاثتهم بطريقة التعاطي مع مشكلات الفاو المدينة ، مثل هذا التوجه الرسمي ليس مستبعدا في ظل اجراءات التقشف وتقليص الانفاق الحكومي ، بطريقة الكيل بمكيالين ، اجراءات التقشف حرمت معظم العراقيين من الحصول على ادنى مستوى من الخدمات ، تعطلت مشاريع الصرف الصحي وانشاء محطات انتاج الطاقة الكهربائية ، وبسياط التقشف ، هناك من هدد المتظاهرين المحتجين المطالبين بتطبيق العدالة في نظام القطع المبرمج ، المتظاهر في البصرة او في اية محافظة اخرى مازال مطاردا بتهمة الخروج على القانون ، والارتباط بجهات خارجية تحاول تقويض النظام الديمقراطي، العاملون في شركة الفاو نظموا حملة عبر شبكة التواصل الاجتماعي لصرف رواتبهم ، لكي يؤكدوا انهم يدعمون الحكومة الحالية ،والاطراف المشاركة فيها ، وعلى وفق الشعارات السابقة المستهلكة ، "نعلن دعمنا وتأييدنا للقيادة الحكيمة " حين يتوصل الحكماء المسؤولون من فئة الرموز الوطنية التاريخية الى قرار يعالج مشكلة شركات التمويل الذاتي.
التقشف في العراق هذه الايام اخذ بعدا سياسيا فحين يطالب عراقي بتوفير الخدمات ، ومنحه حقه في الحصول على راتبه الشهري ينزعج المسؤول من رفع سقف المطالب ، وهو يعلم قبل غيره بان الاداء الحكومي طيلة السنوات السابقة جعل الكثير من المشاكل عالقة ، وبطريقة الترقيع يحاول ان يستجيب للمطالب ، لحسابات انتخابية مستقبلية ، يعمل على اصدار" قرار ثوري" فيزف بشرى صرف الرواتب المتوقفة لمنتسبي شركة الفاو لايفاء ما بذمتهم من ديون غرقوا فيها الى حد الاذان ،فلم يعد احد يسمع هلاهل زف البشرى عبر شاشة التلفزيون الرسمي.
الفاو تستغيث
[post-views]
نشر في: 22 يوليو, 2015: 09:01 م