في رد من صديق سابق، حول عمودي "بين داعشين"، وردني عتاب لا يخلو من اعتراض. زبدة عتبه علي هو اعتقاده انني صرت اعترض على تطبيق "قوانين" الشريعة. سألني بالنص: لماذا لا تطالبنا بترك الصلاة ايضا لأن داعش يصلي؟
عندما اعترضنا على الهجمة المالكية الأولى على اتحاد الادباء استنادا لقانون حملة صدام الايمانية قالوا أيضا: أتريدوننا أن نترك الشريعة او الصلاة لأن صدام كان يطبقها؟ اجبناهم بوقتها وسأجيب اليوم صاحب الرد الجديد:
أولا، كنا نتحدث عن فرض القناعات الشخصية على الغير من الناس بالعنف، سواء كان بجزّ الرؤوس او تهديد بالمسدسات. اما الصلاة فشأن شخصي بين العبد وربه. لسنا فاشيون حتى نتدخل بين الناس وما يعبدون. نحن لم نكره الدواعش لأنهم يصلون. بل كرهناهم لانهم يفرضون علينا اعتقاداتهم بالسكاكين والمفخخات. والا ليصلوا على مدار الساعة.
ثانيا، اتركونا من الدواعش وخلونا بربعنا الذي يعتبرون الرقص والغناء منكرا وعليهم تغييره باليد وليس باللسان او القلب. اعرف ان هناك قاعدة قرآنية تقول "الزموهم بما الزموا به انفسهم". صح لو غلطان؟ كل الأحزاب العراقية، الدينية وغير الدنية، وكذلك الناس الذين انتخبوهم الزموا انفسهم بالدستور العراقي. تلك الأحزاب كتبت الدستور بأيديها ثم سارت فرحة لصناديق الانتخابات التي بنيت وفقا له. ولولا الدستور لما صارت لهم مكانة ومناصب ولما صار منهم رؤساء ووزراء ومصدر رزق يعيشون عليه احلى عيشة. طيب لماذا ارتضوا العيش على ما يدر به الدستور عليهم من مكتسبات وهو يدعو جهارا نهارا الى احترام الحريات الشخصية بشكل واضح؟ لماذا هرولتم في ركاب دستور يضمن للناس حق الفرح والرقص ان ارادوا ذلك ويلزم الدولة والحكومة بشكل خاص ان تحمي هؤلاء الذين يعبرون عن حبهم للحياة؟
تطبيق الشريعة لا يعني "ابوي ما يكدر غير على امي". بتعبير افصح، ان كنتم ترون في ممارسة الناس لحرياتها الشخصية والعامة "منكرا" فأتركوا مناصبكم وغادروا العملية السياسية لأن الدستور الذي صيّركم مسؤولين هو ذاته الذي كفل للعراقيين حق الرقص والغناء والفرح. ثم اذهبوا لتغيير الدستور أولا سواء بلسانكم او قلوبكم او أيديكم ان كنتم قادرين. خلي نشوف!
حاط "الدستور" بيني وبينكم
[post-views]
نشر في: 25 يوليو, 2015: 09:01 م