TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حاط "الدستور" بيني وبينكم

حاط "الدستور" بيني وبينكم

نشر في: 25 يوليو, 2015: 09:01 م

في رد من صديق سابق، حول عمودي "بين داعشين"، وردني عتاب لا يخلو من اعتراض. زبدة عتبه علي هو اعتقاده انني صرت اعترض على تطبيق "قوانين" الشريعة. سألني بالنص: لماذا لا تطالبنا بترك الصلاة ايضا لأن داعش يصلي؟
عندما اعترضنا على الهجمة المالكية الأولى على اتحاد الادباء استنادا لقانون حملة صدام الايمانية قالوا أيضا: أتريدوننا أن نترك الشريعة او الصلاة لأن صدام كان يطبقها؟ اجبناهم بوقتها وسأجيب اليوم صاحب الرد الجديد:
أولا، كنا نتحدث عن فرض القناعات الشخصية على الغير من الناس بالعنف، سواء كان بجزّ الرؤوس او تهديد بالمسدسات. اما الصلاة فشأن شخصي بين العبد وربه. لسنا فاشيون حتى نتدخل بين الناس وما يعبدون. نحن لم نكره الدواعش لأنهم يصلون. بل كرهناهم لانهم يفرضون علينا اعتقاداتهم بالسكاكين والمفخخات. والا ليصلوا على مدار الساعة.
ثانيا، اتركونا من الدواعش وخلونا بربعنا الذي يعتبرون الرقص والغناء منكرا وعليهم تغييره باليد وليس باللسان او القلب. اعرف ان هناك قاعدة قرآنية تقول "الزموهم بما الزموا به انفسهم". صح لو غلطان؟ كل الأحزاب العراقية، الدينية وغير الدنية، وكذلك الناس الذين انتخبوهم الزموا انفسهم بالدستور العراقي. تلك الأحزاب كتبت الدستور بأيديها ثم سارت فرحة لصناديق الانتخابات التي بنيت وفقا له. ولولا الدستور لما صارت لهم مكانة ومناصب ولما صار منهم رؤساء ووزراء ومصدر رزق يعيشون عليه احلى عيشة. طيب لماذا ارتضوا العيش على ما يدر به الدستور عليهم من مكتسبات وهو يدعو جهارا نهارا الى احترام الحريات الشخصية بشكل واضح؟ لماذا هرولتم في ركاب دستور يضمن للناس حق الفرح والرقص ان ارادوا ذلك ويلزم الدولة والحكومة بشكل خاص ان تحمي هؤلاء الذين يعبرون عن حبهم للحياة؟
تطبيق الشريعة لا يعني "ابوي ما يكدر غير على امي". بتعبير افصح، ان كنتم ترون في ممارسة الناس لحرياتها الشخصية والعامة "منكرا" فأتركوا مناصبكم وغادروا العملية السياسية لأن الدستور الذي صيّركم مسؤولين هو ذاته الذي كفل للعراقيين حق الرقص والغناء والفرح. ثم اذهبوا لتغيير الدستور أولا سواء بلسانكم او قلوبكم او أيديكم ان كنتم قادرين. خلي نشوف!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram