وصفت الصحف البريطانية التصعيد العسكري التركي الجوي ضد تنظيم (داعش) في سوريا ومواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق،بـ”تحول تاريخي في الشرق الأوسط وبداية لصحوة الدول السُنية الكبرى في المنطقة.وقالت صحيفة (إنديبندانت) اللندنية في تقرير نشر ف
وصفت الصحف البريطانية التصعيد العسكري التركي الجوي ضد تنظيم (داعش) في سوريا ومواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق،بـ”تحول تاريخي في الشرق الأوسط وبداية لصحوة الدول السُنية الكبرى في المنطقة.وقالت صحيفة (إنديبندانت) اللندنية في تقرير نشر في لندن ، يوم امس السبت، أن العمل العسكري التركي برغم تأخره خطوة تتسم بالشجاعة بعد أن اتضحت صعوبة هزيمة تنظيم الدولة بمعزل عن مشاركة الدولة العربية والإسلامية التي تمثل القوى السُنية الكبرى في المنطقة.واضافت الصحيفة ، إن “آمال دحر توسعات تنظيم (داعش) المتشدد تتعلق بشحذ دول مثل مصر والأردن همتها لمواجهة التنظيم وهو ما سيحفز “الصحوة السُنية” في المنطقة.وتابعت أن التفجير الذي وقع في سروج على الحدود التركية السورية قد يكون هو السبب وراء التغير الدرامي في أولويات السياسة التركية التي ظلت عيونها مركزة لسنوات على دمشق واطاحة بشار الأسد كشرط لنزع فتيل الأزمة في المنطقة حيث أدى إلى لفت نظر أنقرة إلى ان تنظيم داعش سيكون خارج السيطرة حال سقوط الأسد. وأشارت الصحيفة إلى أن المنعطف الجديد الذي اتخذته تركيا قد يكون سببا في زيادة التوتر وتزايد العمليات الارهابية داخل الأراضي التركية والتي سيدفع ثمنها مدنيون في الأغلب لكنه أيضا سيكون سببا في أن العالم سيكون مكان أكثر أمانا في وقت قريب.
من جهتها، رأت صحيفة (الغارديان) أن الغارات التي بدأتها تركيا على مواقع (داعش) في سوريا وسماح أنقرة للولايات المتحدة باستخدام قاعدة جوية لضرب التنظيم المتشدد “قد تشكل تحولا تاريخيا في منطقة الشرق الأوسط”. وتقول الصحيفة إن اتباع تركيا للتوجه الذي يدمج بين التحركات العسكرية وتزايد إحكام القبضة الأمنية واعتقال عدد من المشتبه بأنهم عملاء لتنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد قد يسفر بالفعل عن تعزيز نتائج الحملة الجوية وتقليص تدفق الأموال والأسلحة والراغبين في الانضمام إلى “داعش”. وأضافت أن تلك المكاسب لن تكون التبعات الوحيدة لهذا التوجه الذي سوف يسفر أيضا على نتائج أكثر تعقيدا على الأرض في تركيا. وأوضحت (الغارديان) أن المشكلة هي أن أنقرة منذ البداية كانت تحاول الحفاظ على حالة العداء بين تنظيم (داعش) وحزب العمال الكردستاني، وعلى الرغم من مفاوضاتها مع الحركة الانفصالية الكردية العريقة والزعيم المسجون عبد الله أوغلان، منذ العام 2012، إلا أنها أيضا سعت إلى تقوية شوكة تنظيم داعش في مواجهة الأكراد. وتضيف: لكن يبدو أن تركيا، خشيت مؤخرا من اندلاع القتال بين الحزب الكردي والتنظيم المتشدد على الاراضي التركية وخاصة بعد عملية سروج الانتحارية التي أسفرت عن مقتل 32 شخصا في بلدة بالقرب من الحدود السورية وأعقبت ذلك هجمات حزب العمال الكردستاني على الشرطة التركية، يفترض لفشلها في حماية الأكراد.واوضحت “الغارديان” ،أن المفتاح الرئيسي لفهم موقف تركيا المتناقض يتمثل في الخوف من احتمال انتصار الأكراد في نهاية المطاف الأمر الذي قد يشجعهم على المطالبة بالحكم الذاتي وهو ما ترفضه تركيا. وخلص التقرير إلى القول: إن السيناريو المثالي بالنسبة لتركيا بعد هزيمة (داعش) يتمثل في عودة العراق وسوريا دولا متماسكة وقوية تتولى حل أزمات أقليات الداخل بها وتترك تركيا لتواصل التفاوض مع الأكراد على أراضيها، كما توقعت أن تنعش الضربات الجوية آمال مفاوضات السلام بين أنقرة والحركة الإنفصالية الكردية (بي كي كي)