TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فخامته واعظاً

فخامته واعظاً

نشر في: 25 يوليو, 2015: 09:01 م

سؤال: ما هي أفضل طريقة للهروب من مواجهة الحاضر وقضاياه العالقة؟ جواب: أن تبحث في دفاترك عن حكايات قديمة تنفض عنها التراب لتقدمها كمواعظ وحكم، وسؤال آخر: إذا كان على المسؤول العراقي أن يختار بين مناقشة قضية الموصل التي بسببها هجر الملايين وقتل الآلاف واختطفت مدن، وبين البحث عن قانون يمنع نشاطات شبابية يعتبرها البعض خروجا على الملة والدين، فماذا سيختار؟ قد يبدو السؤال عبثيا وقد يسارع البعض ليقول، إنك ياعزيزي تخلط الجد بالهزل.. لكن ياسادة الكلام شيء والأفعال والنوايا شيء آخر.
مناسبة أسئلتي الساذجة ربما والسطحية بنظر البعض هي أنني منذ اسابيع اشاهد السيد نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي يتجول بين الفضائيات ناصحا وواعظا، متنصلا من أخطاء الماضي، يروج لنموذج حكم مستمد من تجربته خلال السنوات الثمانية الماضية ، والتي يعتقد انصاره انها افضل مرحلة مر بها العراق ، حسب تصريح طريف ولطيف للنائب حسن السنيد، فيما نموذجه الذي شارك في صناعته بنفسه، قائم أمامنا ولم يحصد منه المواطن المسكين سوى الخراب والدمار وضياع ثروات البلد !
يتحدث المالكي عن رؤية مستنيرة لما يعرف بمفهوم الشراكة الوطنية ، فيما هو ومقربوه أول من أزهق الاتفاق مع الشركاء تحت شعار "ما ننطيها"، ينفي مسؤوليته عن ما جرى في الانبار والموصل وتكريت، ثم يقول إنه كان يضع الخطط لتحرير الموصل، ويسمي مواطنيه من أبناء الانبار والموصل وتكريت بالفقاعات، ثم يعود ليقول إنه أكثر مسؤول دافع عن استقرار هذه المدن، ثم يؤكد حواريه اننا شعب ناكر للجميل بحيث بلغت بنا الوقاحة مبلغا جعلتنا ننكر على السيد المالكي الانجازات العظيمة التي قدمها خلال السنوات القصيرة الماضية، صرفنا جهدنا في تقليب دفاتر فخامته ، فيما الرجل كان يقدم في كل يوم انجازا جعل من العراق بلدا بمصاف الدول المتقدمة
لم يخطئ المالكي حين وصف المشككين بانجازات حكومته بأنهم قوم يعانون من انحرافات عقلية وفكرية تجعلهم لا يصغون إلى رئيس وزرائهم السابق وهو يحلف بأغلظ الأيمان ان حكومته قطعت أشواطا طيبة في طريق بناء الدولة واستعادة الكرامة والحرية
شاء المالكي أم أبى، فلا يمكن القول غير جملة واحدة وهي : أن هذا الذي يجري اليوم في العراق هو ثمار سياسته، وليس من حقه أن يترك كل ذلك وراء ظهره، ويتحرك دون أن يجد ثقل الماضي يحد من حركته ويعرقل خطوته.
رجاء لا تصغوا الى السيد نوري المالكي يتحدث عن المستقبل، قبل أن يصارحكم بأخطاء الماضي، ويجيب على سؤال: لماذا كل هذا الخراب ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د عادل على

    المالكى سوف يدخل التاريخ العراقى من ابوابه الخلفيه--------المالكى لم يقدم شيئا للشعب العراقى----المالكى سبب محنة الموصل وتكريت والرمادى لانه كان يريد حل المساله السنيه بالقوة فقط-----القوة تولد عكس القوة وبنفس المقدار وضد الاتجاه-----المسالة السنيه لا يم

  2. بغداد

    عاش من اطلق على نوري بابا الهالكي كذاب العصر . من إنجازات نوري بابا انه خلف الملعون كلب طلع العن من اباه خلف ابنه الحرامي حمودي ابو البطولات مع المقاول في المنطقة الخضراء عندما ذكر بطولات رامبو حمودي العصر وهجومه على بيت المقاول واسترج ٦ مليارات ومائة

  3. خليلو...

    في إحدى مؤتمرات القمة العربية،وسط المناكفات الكلامية المعتادة بين الرؤساء عرض الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-عليهم إحضار طبيب نفسي للكشف على الصحة النفسية عليهم جميعا ، وكان العقيد القذافي بينهم فما كان منه أن يهتف بأعلى صوته قائلا: انا مستعد أن أكون

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram