احمد نوفل السوق العراقية ومنذ بدء التغيير طفحت بشتى انواع السلع والبضائع التي كانت لا تخطر على بال المواطن في يوم من الايام. بعض اجهزة الكهرباء واجهزة الاتصالات اقتصرت معرفتها من خلال شاشة التلفزيون والصحف والمجلات لاغير.
سلع وبضائع وفواكه وخضروات امتلات بها اسواقنا بصورة قل لها نظيروحتى الادوية صارت متوفرة على رصيف الشارع بدل الصيدلية وباعتها اختزلوا دور الطبيب المختص والصيدلاني في وصفها لطالبي العلاج.سوق البضائع سوق متعاف ومميز ولاشك في ذلك، ويوفر للمواطن كل ما يريد ويتمنى وباسعار زهيدة حتى ليعجب احدنا كيف يمكن للمورد ان يجد هامشا للربح فيها ؟ فراولة ,وكيوي وفواكه صيفية ,بدلات رجالية ونسائية جديدة ومستعملة عمرت فيها اغلب المحلات التجارية.سلع متوفرة وباسعار زهيدة، هذا ما كان يريده المواطن ويتمناه. ولكن بالمقابل المواطن لايعلم ما يعنيه ذلك.فالملابس الرخيصة المستوردة قديمها وجديدها يعني ايقاف عجلة المنتج العراقي وتعطل مصانع كانت بالامس القريب تدور عجلاتها فتنتج وتعمل وتستوعب العاطلين عن العامل الذين يمثلون مشكلة كبيرة الان للمجتمع الذي بلغت نسب البطالة فيه اعلى درجاتها.عندما طالعنا كتب التاريخ والحروب التي رافقت قيام الدول الكبيرة عرفنا ان اكثر الحروب كان سببها السباق على توفير الاسواق لتصريف صناعة البلدان المنتجة، اي ما معناه ان توفر المستهلك كانت ضرورة لقيام وتنامي الصناعة.السوق العراقية فتحت ذراعيها لصناعات دول ليس لها باع يذكر في تصدير صناعة او منتوج لكنها وجدت في السوق العراقي المستهلك الذي يمكن ان يستقبل ما تصدره بغض النظر عن مواصفات معتمدة او فساد المنتج.المواطن البسيط يغريه السعر المتهاون للبضاعة فلا يلفت نظره مقدار متانتها او عمر استخدامها المفترض. ولكن بالمقابل لايعلم مقدار الضرر الذي يكتنف هذه العملية من حيث كونها لاتساعد على قيام صناعة وطنية يمكن لها ان تغطي احتياجات المواطن وفقا لمعايير السوق. وهذا يعني تحول البلد الى سوق استهلاكي لمنتوجات الدول الاخرى وبالتالي اشاعة البطالة بين ابنائه. هذا جانب من القضية اما الجانب الاخر فأن هذه الدول التي وجدت في العراق سوقا استهلاكيا لمنتجاتها كان من المفترض ان تقوم على تمتين علاقات طيبة مع العراق واهله حفاظا على مصالحها ولكن ذلك ما لانجده في هذا المجال. اذ ان اغلب هذه الدول المصدرة لصناعاتها من الدول المناوئة للتجربة العراقية وتحاول بشتى الطرق التأثير سلبا على العراق وشعبه.ان التشجيع على قيام صناعة وطنية مطلب لابد منه، ما دمنا لانستخدم هذا المجال الحيوي سلاحا لاحترام الارادة الوطنية من خلال منع استيراد بضائع مصدرة لنا من دول تعمل بشتى الطرق من اجل اجهاض تجربتنا التي يتطلع ان تكون تجربة ذات ابعاد انسانية ووطنية يسود فيها السلام والتآخي الذي هو الهدف المنشود لكل العراقيين.سوقنا عامر بالسلع، لكن عمالنا يشكون البطالة وفلاحينا لايجدون من يشتري محاصيلهم، وان وجد فبالاسعار التي لايتمنونها.
سوق وعمال وفلاحون!
نشر في: 3 يناير, 2010: 03:43 م