TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > تكاتف الشرفاء

تكاتف الشرفاء

نشر في: 3 يناير, 2010: 03:44 م

كاظم الجماسي كثيرا مانقرأ ونشاهد و نسمع، سيما في السنتين الماضيتين، ان الحرب على الفساد قد بدأت، منطلقة من حقيقة مسلم بها من قبل الجميع، عدا المفسدين والفاسدين طبعا، ان الفساد يمثل الوجه الاخر للارهاب وهو في الوقت نفسه الشريان الحيوي الذي يغذي العمليات الارهابية ويديم زخمها.
واوجدت الحكومة من أجل ذلك اجهزة وهيآت ومكاتب توزعت مختلف الوزارات والدوائر الحكومية، ورصدت لها أرصدة ضخمة من ميزانية المال العام، الذي من المأمول ان تقوم تلك الجهات بالحفاظ عليه من جرائم الفساد ومخالب الفاسدين. الى هنا والكلام جميل وحلو ومنطقي، ولكن هل ان الحرب على الفساد بدأت فعلا؟ لقد قامت، وكلاً من جهتها، هيئة النزاهة العامة، ولجنة النزاهة في مجلس النواب، ودائرة المفتش العام والاجهزة الاستخبارية المختلفة، بجهود ملحوظة في رصد كثير من حالات الفساد المتسرطنة كأخطر نوع من انواع السرطان، وتم الكشف عن عدد منها، وقدم للقضاء بعض من تلك الحالات، ولكن ماحجم القضايا المحسومة منها نسبة للقضايا المعروضة على القضاء ؟.. وماحجم الحالات المبرهن على حدوثها والتي كان بالامكان دفعها أمام القضاء، ولم تقدم لذرائع متعددة ؟ وتستطيل قائمة الاسئلة في وجدان المواطن.. مثل مامصير عدد ضخم من المجالس التحقيقية المعلن عنها وغير المعلن ؟ وأين وصلت مراحل بعض من المحاكمات سيما ماهز ضمير الرأي العام من مثل محاكمة وزير التجارة ؟ وما نتائج التحقيق في حادثة مصرف الزوية ؟  وما جدوى أن تعمل مكاتب المفتشين العامين من دون أن يسفر عملها ذاك عن نتائج ملموسة ؟ وكم من فاسد ومفسد لاذ بالفرار او لاذ بعباءة حزبه او وزيره او قريبه المسؤول ؟...نحن اليوم على اعتاب عام جديد من عمر العراق، ودائما ما تستيقظ الامال في هكذا مناسبة، والامل بعراق مستقر آمن مزدهر متجدد في نفوس العراقيين يؤكد حقيقة ساطعة سطوع الشمس، ان هذا الشعب المعطاء يرفع جبينه وضاء على الدوام من برك الدم ومستنقعات الفساد الاسنة وجهنم الالام اليومية، عاشقا لكل نبضة في قلب الحياة، متأهبا شديد البأس والعزم لبناء افقه الذي طالما انطوت اجنحته عليه.كثيرا ما تصدق نوايا المتصدي للحرب على الارهاب، غير أنها ترتطم بجدران صلدة وعالية من نفوذ المتنفذين عبر سلطات ( الدين المنافق ) والسياسة والمال، فيروح جهاده في تلك الحرب هواء في شبك. ولكن ليس على المؤمن بقضية حقيقية ان يخيب وييأس، وليس عليه الا ان يجعل من ايمانه بتلك القضية معادلا بالضبط لحياته والميدان سجال بين الشرفاء وبين الفاسدين، وهي دعوة صادقة لتضامن وتكاتف الشرفاء للانتصار لهذا الشعب في هذه الحرب الشرسة. واليد الواحدة لاتصفق.kjamasi59@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram