صفية المغيريكثـرة الهموم ودواعيها وتشعب انسيابها ومسبباتها أمست تثقل كاهل الفرد بالشكل الذي دفع البعض إلى الإفصاح عن نفاد صبره بوسائل شتى، تراوحت بين الاحتكام إلى العقل وبين الترقب والتذبذب في الرأي والتصرف.
كثرت هذه الهموم وكبرت مساحة المصاعب لان لقمة العيش ورغيف الخبز وقدر العائلة الذي يحتوي على وجبة غذائهم وأقدس من سواها من احتياجات الفرد حتى صار السعي للحصول على قوت أفراد الأسرة جهادا محسوبا فكان أن وجدنا هموم الناس في معاناتهم من الارتفاع الحاصل في أسعار الخضروات والفواكه وما تحتاج إليه ربة البيت في تبضعها اليومي لوجبة طعام أطفالها ورأينا أن نبدا الاستدلال في موضوعنا: من بيت بغدادي واقع تحت طائلة تلك المعاناة أسوة بغيره تقول (أم سيف) إنا ربة بيت مسؤولة عن تهيئة احتياجات زوجي وأطفالي لكنني كثيرا اجد نفسي محرجة أمام زوجي واخجل من الإلحاح عليه في زيادة المصروف اليومي باستمرار لمواجهة الأسعار وعدم استقرار السوق.انا على علم بمحدودية راتبه الشهري وتقول: إذ شئنا إن نقسم الراتب على عدد أيام الشهر فلم يتبق شئ منه لهذا نحن نضطر للاقتراض حينا أو الضغط على نفسنا والتنازل عن بعض احتياجاتنا حينا أخر ومازال الحديث لام سيف: ثم إني أود أن أتساءل أين صار دور الدولة في دعم الموظف وما سبب غياب دعم الدولة لشريحة الموظفين. أما المواطنة أسيل إبراهيم (موظفة) قالت لنا: أفرحتنا كثيرا لزيادة رواتبنا واستطعنا إنا وزوجي شراء بعض الحاجات الضرورية للبيت ولكن شيئا فشيئا بدأنا نشعر بان هذه الفرحة لم تدم وان زيادة الرواتب رافقتها زيادة في الأسعار مع ازدياد المتطلبات وأمسى بناء الحال أن نجمع راتبنا عسى إن نصل إلى نهاية الشهر دون أن نحتاج إلى الاقتراض أما أذا حصل مالم يكن في الحسبان فان الأمر سيختلف بالتأكيد وذلك مثل مرض احد الأطفال أو زيارة الضيوف التي اوجب الدين علينا الترحيب بهم وحسن ضيافتهم وإكرامهم. وتقول: لقد ارتفعت أسعار الخضروات بشكل غير معقول واغلب هذه المواد غير مستوردة وهي عراقية ولا ادري ماسبب ذلك اهو الفلاح أم البقال أم من ارتفاع أجرة النقل أم ماذا والى من تتوجه لمعالجة المشاكل وهل هناك من يسمع صوتنا ؟ في علوة الشعلة لبيع الفواكه والخضر قال لنا المواطن (حسين لفتة) صاحب مكتب لبيع بالجملة لاعلاقة لنا بارتفاع الأسعار أو انخفاضها فعملنا يقتصر على استقبال الفلاحين بما يحملون من نتاجهم من الخضروات والفواكه ونقوم بعملية العرض والوزن والبيع مقابل نسبة محددة يعرفها الجميع ولايحق لنا التدخل في مسالة السعر أو مسالة الناقل أو الوسيط ويقول: أسباب نعرفها بحكم علاقتنا المباشرة مع الفلاحين واحتياجاتهم.ويمكن ايجازها بعدة نقاط بدا من ارتفاع اسعارالاسمدة واحتياجات الزراعة.......الخ من الأسباب.يقول الفلاح (جليل سوادي) الذي كان يقف جنب سلعته من الطماطة: إننا أشبه (بالسمك فهو مأكول مذموم) في الوقت نفسه برغم مانعانيه من جهد وتعب طوال الموسم الزراعي وحتى نأتي بالحاصل إلى المواطن فإننا نسمع كل مايقال عنا وكأننا نريد إيذاء الناس ونرفع الأسعار بلا سبب والجميع ربما يعلم ويدعي انه يعلم فمثلا ارتفاع أسعار النقل (نقل الحاصل) من الحقل إلى العلوة أو انه يفرض أسعارا غير معقولة ونحن مضطرون بالتالي للقبول بذلك لإيصال سلعتنا , إضافة لذلك فان ماحصل هو ارتفاع أسعار الأسمدة الكيمياوية التي أصبحنا نعتمد على أنفسنا في تجهيزها إضافة إلى إدامة مضخات الماء وتصليحها وشراء المعدات التي نحتاج إليها طوال الموسم الزراعي.
الـمــواطـــن والاسعــار.. هـمــوم يـوميــة
نشر في: 3 يناير, 2010: 03:46 م