حين يرخي الليل سدوله . ويأوي كل من في القصر الكبير لمضجعه ، تهرع سيدة قارب عمرها التسعين ، نحو الغرف والممرات التي خلت من الحاشية والخدم ، لتتأكد إن احدا منهم ما سها عن إطفاء المصابيح الرئيسية او نسي إغلاق مفتاح موقد .
تلك السيدة هي اليزابيث الثانية ، ملكة بريطانيا . اغنى النساء في العالم ، ومالكة الماسة ( كوهي نور ) ذات الخمسة والعشرين قيراطا . والعدد الكبير من اللوحات الأثرية والمجوهرات ناهيك عن ملكيتها لمساحات واسعة من الأراضي والعقارات وإصطبلات الخيل ،،و،،و،، تلك الثروة هي ملك التاج البريطاني ، لا يمكن التفريط بها ببيع او رهن او … تهريب ،
………
في واحدة من اللقطات المصورة - المستعادة - توقف شاب يانع امام فترينة مخزن ، يدقق في سعر هدية تذكارية ، ويسأل البائع إن كان يشملها الخصم المعلن ، ذاك الشاب هو حفيد الإمبراطور غليوم الأول والملكة دلهمينا ، وإبن ملكة هولندا (بياتريس )، والتي تمتلك حصصا كبرى في شركات فيليبس وجنرال الكتريك الكهربائية ، وشركة الطيران الهولندية ( كي ،إيل ، آيم ) لم نقرأ عن الملكة إنها هربت جزءاً من ثروتها لبنوك سويسرا لزيادة الأمان !
…….
اجرت احدى المجلات المتخصصة ، تحقيقا مصورا في واحد من قصور الأثرياء ، العرب ، وصورت مقابض الأبواب الذهب ، والحنفيات الذهب ، والصواني والصحون الموشاة بالذهب ، والستائر المنقوشة بخالص خيوط الذهب ، والثياب المركونة المزينة آكمامها باللؤلؤ النادر وفصوص العقيق ، ونوه التقرير عن إسطول السيارات الفريدة القابعة في المرآب . ولم ينس التقرير الإشادة بكرم وبذخ الثري بتصوير بركة السباحة الملحقة والتي كثيرا ما سكبت بها عشرات بل مئات زجاجات الشمبانيا ، لزيادة أستمتاع الضيوف !!
………..
باهت زوجة مسؤول عراقي زميلاتها، بما تحقق لها من حظوة حين خفض لها الصائغ نسبة كبيرة من مبلغ العقد الماسي . الذي لم يكلفها غير عشرين آلف دولار فقط .! يا للصفقة . زوجة المسؤول تتكتم عن سعر العقار الذي إشتراه الزوج في قلب منطقة جيلسي . مرتع الآثرياء .
…………
شوهد نفر من الأطفال والصبية المهجرين. شاحبي الوجوه ، مهلهلي الثياب . يتجولون بين مكبات المزابل ، يبحثون عن بقايا رغيف ، عن تفاحة مقضومة ، عن مضغة لحم ملتصقة بقاع علبة . عن مزقة ثوب ، .. لم يردعهم موت صبي منهم ، قضى نحبه منذ آيام مما تناوله من موائد المزبلة ..
…….
اللعنة .. اللعنة ولكن على من ؟؟؟