لا اقصد اصحاب العُقد الطائفية الذين اذا مسهم ضر الدواعش صاحوا اين هو الحشد، وان لبّى دعواهم تصارخوا: خلصونا منه. ولا اقصد أيضا أولئك الجالسين في الفنادق والمنتجعات السياحية يتاجرون ببضاعة الكراهية ليضمنوا لأنفسهم رغد العيش. هؤلاء اعلم جيدا انه لو علك لهم الحشد العشرة شمع فهم له كارهون.
الذين اقصدهم هم أولئك الذين يهددوننا بالحشد كلما رفعنا صوتنا للمطالبة باحترام خصوصيات الناس وحرياتهم الشخصية. يهددونا وليس فيهم من حمل بندقية او جر مدفعا وراح به صوب الدواعش ليطهر الأرض من دنسهم. ادخلوا صفحاتهم على فيسبوك وستجدونهم هناك 24 ساعة يهذون. أبناء الحشد الشعبي الأبطال يقضون تلك الساعات يقاتلون على الأرض وفي الصحارى والجبال لا على صفحات التواصل الاجتماعي.
بعض هؤلاء يهددنا، وهو جالس في بيته تحت التبريد ولم يذق لهيب المعارك ولا حرارة شمسها، ان اصبروا قليلا وسيلقنكم الحشد الشعبي درسا يا "مفسدين". ما الفرق بين هؤلاء وبين الامهات الاميات اللواتي كنا اذا جن علينا الليل ولم ننم صحن بنا: تنامون لو اجيبلكم الشرطي؟
ان الحشد الشعبي الذي نعرفه ليس حشدا لشرطة الآداب التي وضع بيضتها الأولى بالعراق عزت الدوري في حملاته "الأخلاقية" في اول سني حكم البعث، لتحتضنها فيما بعد دجاجة "الحملة الايمانية"، ثم لتفقس "داعش" التي ترونها اليوم. والحشد ليس هو الجيش الشعبي الذي خرج من رحم الفاشية لينتقم منا. حشدنا الشعبي ولد من رحم العراق النقي فهزته الغيرة على وطنه وأهله ليضحي بحياته من اجل تحرير ارض احتلها سفاح او سبية اغتصبها كلب اسود الخلقة.
هل من المعقول ان ابطال الحشد الذين باعوا الحياة بالموت سيكون همهم ملاحقة شابة غنت او شاب عبر فرحه بالرقص ليقتلهما؟ من يحارب دعاة الظلام والموت لا يحارب الذين ينشدون الفرح والحياة. هذا شغل داعش وليس شغل الحشد.
يامن تهددون الناس بالحشد وأنتم مختبئون خلف الكومبيوترات او في غرف النوم المنعشة وبعضكم فايخ في دول الغرب ونعمائها: كذبتم والله في دعوى مناصرته. انهم أولادنا ونحن نعرفهم جيدا. لقد هدّوا على الدواعش من اجل ان يبتسم العراق ومن اجل ان تفرح العراقية. هل نسيتم ذلك البطل الذي رقص رقصة الفرح بالانتصار مع اخته يوم تحرير ناحية العلم؟ فبأي آلاء، اذن، تتهمون الحشد بما هو ليس فيه؟ والله انه اكبر من عقدكم السادية ومن عقولكم الفاشوشية.
لا تسيئوا للحشد
[post-views]
نشر في: 26 يوليو, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
محمدسعيد العضب
كل شئ في العراق يتحول او حوله البعض الي تجاره مربحه ولاغراض مريبه. فهل الحشد الشعبي مثلا ( لا نعرف حقا مقتضيات ضروراته الحقه وغير المفتعله لمارب اخري ) امتداد لايام زمان المقاومه الشعبيه او الحرس القومي وغيرها من افاعيل هيمنه وسيطره قوي معينه او ت