أعلن الاتحاد الأوربي، أمس الأحد، عن تخصيص 25 بالمئة من مبلغ التسعين يورو التي خصصها لمساعدة النازحين في العراق إلى كركوك، وفي حين عد أن المدينة،(250 كم شمال العاصمة بغداد)، قدمت نموذجا إنسانياً "رائعاً يٌحتذى به تجاه النازحين برغم المخاطر والمصاعب ال
أعلن الاتحاد الأوربي، أمس الأحد، عن تخصيص 25 بالمئة من مبلغ التسعين يورو التي خصصها لمساعدة النازحين في العراق إلى كركوك، وفي حين عد أن المدينة،(250 كم شمال العاصمة بغداد)، قدمت نموذجا إنسانياً "رائعاً يٌحتذى به تجاه النازحين برغم المخاطر والمصاعب المحدقة بها"، كشف عن تشكيل لجنة مشتركة مع المنظمات الدولية المعنية لمساعدة النازحين في كركوك بإشراف المحافظ، وسعيه تهيئة الظروف المناسبة لعودتهم "الآمنة" لمناطقهم المحررة بالتعاون مع الحكومة العراقية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده محافظ كركوك، نجم الدين كريم، مع وفد الاتحاد الأوربي في مقر المحافظة، وسط كركوك، في أعقاب لقائه بهم، الذي ضم المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، كريستوس ستايليانيدس، وسفيرة الاتحاد الأوروبي في العراق، يانا هيباشكوفا، ومجموعة أخرى من مسؤولي الاتحاد، حضرته (المدى برس). وقال كريم، إن "الاتحاد الأوروبي خصص لمدينة كركوك ما نسبته 25 بالمئة من الميزانية المخصصة لإغاثة النازحين في العراق"، عاداً أن ذلك "الدعم أول بادرة حقيقة للمدينة في هذا المجال وهو محل اعتزاز مواطني كركوك وإدارتها". وأضاف المحافظ، أن "مدينة كركوك هي الوحيدة التي صمدت بوجه الإرهابيين بسبب تضحيات قوات البيشمركة التي ضربت خندقاً أمنياً حولها ودحرت محاولاتهم الخائبة كلها بالتعاون مع قوات التحالف"، مبيناً أن "البيشمركة تمكنت من تطهير عدة مناطق من دنس داعش وإبعاد خطره عن المدينة وترسيخ الأمن فيها بالتعاون مع قوات الشرطة المحلية والاسايش".
وأوضح كريم، أن "كركوك استقبلت أكثر من نصف مليون نازح ووفرت لهم ما يحتاجون من خدمات فضلا عن استيعاب 60 ألف طالب وطالبة من أبناء النازحين في مدارسها ومعاهدها وكلياتها، فضلاً عن احتضانها لفروع لجامعتي الموصل وتكريت بالرغم من قلة دعم الحكومة الاتحادية لها وحرمانها من مستحقاتها المالية"، شاكياً من "بطء عودة النازحين لمناطقهم المحررة وعدم وجود خطة مناسبة لدى الحكومة الاتحادية، تضمن إعادتهم بأمان لديارهم". وأكد المحافظ، أن "وجود ذلك العدد الكبير من النازحين شكل ضغطاً كبيراً على الخدمات في كركوك لاسيما الماء والكهرباء"، مستدركاً "لكن الخدمات في كركوك أفضل من مثيلاتها في باقي محافظات العراق، بالرغم من ذلك كله". من جانبه أثنى المفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، على "النموذج الإنساني الذي قدمته إدارة كركوك في دعم النازحين ومساعدتهم"، مبيناً أن "كركوك قدمت نموذجا إنسانياً رائعاُ يحتذى به برغم المخاطر والمصاعب المحدقة بها". وتعهد ستايليانيدس، بأن "يسهم الاتحاد الأوربي بتخفيف العبء على مدينة كركوك بملف النازحين، والبحث عن آلية مناسبة بالتعاون مع الحكومة الاتحادية لضمان عودة النازحين لمناطقهم المحررة".
إلى ذلك قالت سفيرة الاتحاد الأوربي في العراق، إن "الاتحاد خصص 90 مليون يورو لمساعدة النازحين في العراق 25 بالمئة منها، أي 22 مليون و500 ألف يورو، لأولئك الذين تستضيفهم كركوك"، معلنة عن "تشكيل لجنة مشتركة بين الاتحاد الاوروبي والمنظمات الدولية NGO لمساعدة النازحين في كركوك بإشراف المحافظ".
وذكرت هيباشكوفا، أن "الاتحاد الاوروبي يعمل على تهيئة الظروف المناسبة لضمان العودة الآمنة للنازحين إلى مناطقهم المحررة بالتعاون مع الحكومة العراقية".
يذكر أن مناطق جنوبي كركوك وغربيها تخضع لسيطرة (داعش) منذ (العاشر من حزيران 2014 المنصرم).