بغداد/ أفراح شوقيتصوير/مهدي الخالدي لم تزل مشاتل الورود والنباتات الطبيعية، تحظى بطلب كبير ورواج وخصوصاً في مواسم الأعياد والمناسبات، وبالرغم من ارتفاع أسعارها والذي علله أصحاب المشاتل بانخفاض الانتاج المحلي واللجوء الى المستورد منها، وارتفاع الايجارات ونفقات المعيشة أيضاً، الا انها لاتزال الهدية الأمثل لمناسبة ما أو عيادة مريض.
(اخيرة المدى) قامت بجولة في عدد من مشاتل النباتات الطبيعية المنتشرة في بغداد، واستمتعت بالمناظر الخلابة التي شكلها تناسق وتناغم انواع كثيرة من الزهور، والشتلات بأحجامها المتنوعة. أبو مؤيد صاحب مشتل (ابن عليان) في منطقة السيدية اخبرنا انه غالبا ما يعتري سوق العمل كساد يستمر لفترة ليست بالقصيرة، بسبب برودة الجو أو حرارته، لكن الاقبال كبير في مواسم الأعياد، فما تعبر عنه الوردة الطبيعية أو النبتة الجميلة لا يضاهي ما تمنحه الاصطناعية منها، وعن سبب ارتفاع اسعار معروضاته بالقياس الى الأعوام الماضية قال: هناك شحة كبيرة في الانتاج المحلي، فقد كانت مشاتل الكريعات تزودنا باحتياجاتنا ولكنها غدت غير كافية بسبب عزوف الكثير من اصحاب المشاتل هناك عن ممارسة العمل نتيجة سوء الاوضاع الأمنية للفترة الماضية، وكذلك ارتفاع بدلات ايجار المشاتل، وشحة مياه السقي وتكاليف النقل وارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة الكيماوية، علاوة على زيادة أجور الأيدي العاملة. ابو طارق من المشتل المجاور كان يحتفط بأنواع كثيرة من الظليات التي يقول بأنها مستوردة وتحتاج الى نمط من الرعاية للمحافظة عليها، و يستعينون أحيانا بالمدافئ لأجل الحفاظ على درجة حرارة مناسبة. وبالرغم من ارتفاع اسعارها الا انها مطلوبة خصوصاً من قبل المكاتب الأهلية ومقرات الأحزاب والبعض من مؤسسات الدولة. ومن أبرز معروضاته زهور الجعفري والجوري والرازقي وعين البزون وهناك أنواع من المتسلقات منها اللبلاب العراقي والايراني والأردني والسوري،وكذلك شتلة المطاط الكبيرة وتمتاز بألوانها الخضرواتساع أوراقها وغلاء أسعارها. وهناك أنواع أخرى مطلوبة مثل رجل البطة وأصابع العروس ودمعة الطفل والعنكبوت ودم العاشق والثلجي واليهودي وغيرها، وهي مسميات محلية متداولة لأسماء عالمية معروفة، وعموماً فأن الأجواء المحلية في العراق تعد صعبة نوعاً ما لديمومة استمرار هذه النباتات ولابد من رعايتها رعاية خاصة لتوفير بيئة مناسبة لها. أبو حيدر صاحب احد المشاتل الواقعة في الأعظمية قال: اننا لا نبيع فقط الزهور بل نتخصص أيضاً في بستنة المدينة وحدائق بيوتها وممارسة بعض الأعمال المشابهة مثل القضاء على حشرة الأرضة بطرق حديثة وقطع الأشجار وعمل النافورات والديكورات الطبيعية من مادة الحجر المطلوب حالياً وغيرها لأجل كسب العيش. وتحدث أبو حيدر عن حبه لهذه المهنة التي يمارسها أباً عن جد رغم ان ارض مشتله لا يملكها وانما يستأجرها منذ فترة طويلة. وهو بالرغم من مرضه وكبر سنه الا انه لايقدر على مفارقة النباتات التي يعدها كأولاده. وتعد منطقة الكريعات من أشهر ضواحي بغداد المطلة على نهر دجلة، في انتاج الشتلات والنباتات الطبيعية، اذ يصطف نحو الف مشتل الواحد امام الآخر على جانبي الطريق ما يخلق فيها مناخاً شبه خاص بها، مناخاً قد يكون عاملاً مساعداً في المستقبل على استعادة نشاطها السياحي بإعادة إحياء مطاعمها الشهيرة لتقديم طبق (المسكوف). كما يزيد في نظافة جوها، مع اشتداد الحر، وجود المئات من اشجار النخيل.