التحية بنظر العراقيين من الجيل القديم يجب ان تكون واضحة مسموعة ، لان السلام الى الله سبحانه وتعالى ، لايجوز اختزاله بكلمة "مرحبة" او اية مفردة اخرى بعيدة عن القيم والاعراف السائدة ، ولاضير من التجاوز على قواعد النحو بتوجيه التحية بطريقة السلام عليكموووو، للتعبير عن حالة التآخي ونبذ الاصطفافات المذهبية والطائفية عبر التمسك بالمشروع الوطني استنادا الى تنظيرات ومواقف اطلقها ساسة العراق بعد الغزو الاميركي للبلاد ، للقضاء على الخراب المنتشر في كل مكان ، حتى وصل الى النفوس ففقد الكثير من العراقيين الأمل في انقاذ ما يمكن انقاذه .
السلام عليكمووووو يصلح ان يكون شعارا ستراتيجيا للاحزاب والقوى الدينية العراقية المشاركة في الحكومة الحالية ، لتشارك في تنفيذ البرنامج الحكومي المتعلق بمكافحة الفساد اولا ، ثم التوجه الى صوغ خريطة طريق تعتمد المصالح الوطنية لتجاوز اخطاء السنوات السابقة ، ومحاسبة من كان سببا في اعادة البلاد الى العصور الحجرية ، تجسدت مظاهرها بفقدان الخدمات الاساسية ، وتمثلت بحرمان احياء سكنية في العاصمة ومحافظات اخرى من التيار الكهربائي وسط ارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة تجاوزت الخمسين درجة في شهر تموز، جعلت الاشقاء السودانيين العاملين في منطقة البتاوين ، يرفضون الخروج من منازلهم ومزاولة اعمالهم في المطاعم والمقاهي ،لان ارتفاع درجات الحرارة في شهر تموز عكر مزاجهم واجبرهم على المكوث في اماكن اقامتهم ، لحين توفر الظروف المناخية الملائمة لاداء اعمالهم .
السلام عليكموووو ياسكان المنطقة الخضراء المحصنة غير المشمولة بنظام قطع التيار الكهربائي المبرمج ، لتوفير اجواء مريحة للساسة والمسؤولين لوضع الخطط المستقبلية للسنوات المقبلة ، وفي مقدمتها توحيد التحية بإعداد مسودة قانون ينظمها ، يشرعه مجلس النواب الموقر العاجز حاليا عن تمرير قوانين مهمة تنظم الحياة السياسية في العراق ، بسبب اتساع الخلاف بين الكتل النيابية حول عشرات المشاريع المعطلة منذ دورات تشريعية سابقة .
اللهجات المحلية في العراق وبلدان المنطقة تتضمن عبارات التحية ،" الله يكويك " اي" الله يقويك" يستخدمها سكان المناطق الغربية والجنوبية ، تختصر الرغبة في التعبير عن منح القوة للشخص القادم من مكان بعيد ، ثم يتلقى سيلا من عبارة صبحكم الله بالخير ، وشلونكم وشلونكم بعد ، بعد استراحة قصيرة يبدأ الحديث ، ثم يتوصل الحاضرون في المجلس الى قرار موحد حول قضية ما ، تخضع للمناقشة وتبادل الآراء ووجهات النظر تحسم بالتراضي ، باتفاق معلن ،مع مشاركة الجميع في تناول وليمة الغداء على شرف الضيف حلّال المشاكل .
"الله يكويك" يابرلمان العراق امامك مهمات صعبة ، لم يبرز تحت قبتك شخص يصلح ان يكون حلّال مشاكل مستعصية ، اصبحت مزمنة ، ليس من المستبعد ان تتحول الى وباء ينتقل الى الدورة التشريعية المقبلة بوجود كتل نيابية تصر على قول السلام عليكموووووو ، وزعلان الاسمر "ما يكلي مرحبا" .