كغيرهم من البشر يحلم اصحاب السيادة والجلالة والسمو حكام بلدان المنطقة العربية ، منهم من يستعين بمفسري الاحلام لمساعدته في اتخاذ القرار المناسب اثناء اندلاع الازمات ، وصنف آخر من الحكام يتجاهل احلامه ولا يذكرها حتى امام السيدة الاولى، لقناعته بان الاوضاع في بلاده تسير على وفق منهج مدروس، فضلا عن رفضه كل اشكال وانواع الخرافات والدجل كقراءة الكف والطالع.
الاشقاء المصريون كانوا يتداولون طرفة "نكتة" تقول ان الرئيس المخلوع حسني مبارك يوم كان يتولى منصب الرئيس، حلم في احد الايام بانه قابل نظيره السوداني فحصلت مشادة بين الجانبين حول منطقة حدودية متنازع عليها، النكتة المصرية فسرت حلم مبارك بانه سيحصل على الخرطوم بكل ما "يحمل من ايحاءات غير صالحة للنشر" بدلا من منطقة حلايب، الرئيس المخلوع وكل اجهزته الامنية في ذلك الوقت مع استخدام"البعران" في مواجهة انتفاضة المصريين فشل في سلب ارادة ابناء شعبه، حين تعالى هتافهم الشعب يريد اسقاط النظام، ووصل الى دول اخرى في المنطقة جربت اسلوبا آخر في قمع التظاهرات فرفعت شعار "النظام يضرب تحت الحزام" لكي يبقى الزعماء بعقلهم وعمائمهم وجراوياتهم وطرابيشهم في مناصبهم، يتمتعون بحق الاحتفاظ بالسلطة حتى يوم القيامة، لا يعكر نومهم حلم مرعب او كابوس من فئة خرطوم الفيل يجعلهم يشاهدون النجوم في رابعة النهار.
معظم حكام دول المنطقة العربية لاشيء يقلقهم في حياتهم مع وجود مؤسسة عسكرية مسخرة لحماية السلطة، فضلا عن قواعد عسكرية اجنبية على استعداد لشن غارات متواصلة تستهدف تظاهرة محتجين في الصحراء او في منطقة حدودية نائية، الزمن هو العدو الوحيد للحكام فهم يخشون تقادم العمر وما يخلفه من امراض بدءا من التهاب البروستات مرورا بالسكري وارتفاع ضغط الدم الى الزهايمر.
احلام الزعماء ثيمة تناولتها اعمال ادبية اجنبية وعربية ، في المسرح كانت لها الحصة الاكبر في الكثير من الاعمال الكوميدية، تسخر من الطبقة الحاكمة، تترك انطباعا لدى الجمهور بان الحاكم او الزعيم مجرد فزاعة استقوى بالآخرين فجعل من نفسه رمزا تاريخيا من ضرورات المرحلة، باستطاعة ناشطين عبر شبكة التواصل الاجتماعي ازاحته والحاقه بمنتدى الرؤساء العرب المخلوعين.
"النظام يضرب تحت الحزام" منهج تبنته انظمة تدعي الديمقراطية، لكنها تعمل بتشريعات قديمة مادامت تمنح السلطة حق ملاحقة المحتجين على سوء اوضاعهم المطالبين بتحسين الاداء الحكومي، شعارهم الشعب يريد اصلاح النظام، ولاتعنيه احلام الحكام سواء كانت تعيسة من نوع الكوابيس او وردية سعيدة لاتثير القلق والمخاوف من احتمال تنفيذ انقلاب عسكري.
في ضوء احداث شهدتها المنطقة العربية ليس من المستبعد اطلاقا ان يتعرض احد الزعماء لملاحقة خرطوم الفيل، ليصبح مادة درامية تصلح للمسرحيات الكوميدية، حين يخرج الشعب محتجا على سوء اوضاعه.
احلام الزعماء
[post-views]
نشر في: 28 يوليو, 2015: 09:01 م