احتفى نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بالشاعر زعيم نصار بمناسبة صدور كتابه (الحياة في غلطتها) متضمناً قصائد نثرية كتبت ما بين الأعوام 86 ـ 91 يسعى خلالها لاكتشاف غلطة الحياة والوجود. وبيّن مقدم الجلسة ميثم الحربي ان اللغة النثرية لدى نص

احتفى نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بالشاعر زعيم نصار بمناسبة صدور كتابه (الحياة في غلطتها) متضمناً قصائد نثرية كتبت ما بين الأعوام 86 ـ 91 يسعى خلالها لاكتشاف غلطة الحياة والوجود. وبيّن مقدم الجلسة ميثم الحربي ان اللغة النثرية لدى نصار تتسم بطابع تجريدي يستثمر الأثر المثيولوجي من خلال مفردات الحرية والخلاص والآثام المتوالدة من الخطأ الجسيم الذي يحدث في منظومة القيم الإنسانية، معتمداً بصورة اساسية على النبرة الناشئة من آصرة الكلمات داخل النظام النحوي الثري بالصمت والحكايا، مقترباً في تجربته من البروق المنفتحة على أسرار الوجود. وقال: تتكثف نصوص المجموعة على شكل حدوس كائن مغدور، كلما أخطأت الحياة حواليه تدفع البراءة الجريحة فاتورة باهظة تحت شمس المتاهة.
وفي حديثه بيّن نصار انه سيقدم رؤية بتصور فلسفي حول الكتاب تحت عنوان (فراديس الاخطاء) متسائلاً عن امكانية التوصل الى فكرة واضحة عن الشيء الحقيقي من خلال التفكير بنقاط الاختلاف بين الواقع والخيال. مشيراً الى ان ما تنتجه المخيلة هي اشياء حقيقية، ونحن في الحياة لا نحرز الشيء الحقيقي، وما نصل اليه هو الفكرة التي تقنعنا بتجسيد سلوك يسير وفقها، لنقول بايجاز اننا وصلنا الى الاعتقاد الذي إن قبلنا به سينهي حياتنا قبل الآوان. موضحاً ان الاعتقاد مريح لكنه بمعنى ما يعد عدواً للحقيقة، لأنه يخمد التساؤل، وما دام الناس لا يمكنهم احراز اليقين الكامل فيما يتعلق بأسئلة الحقيقة فان الوضع الذهني الملائم للانسان لا بد ان يكون قابلاً للقطع. وقال: في قناعتي ان صناعة فراديس جديدة او خلق جنات واقعية او كتابة قصائد حديثة تتم من هذا التوجه. وهي محاولة لايجاد مطابقة أكثر دقة بين الواقع الذي هو خيال والخيال الذي هو واقع.
وفي مداخلته ، بيّن الناقد أحمد الظفيري ان قصيدة النثر وتحديداً الثمانينية لم تأخذ حيزاً كبيراً من المتابعة والدراسة لأسباب أبرزها انها قصيدة محبوكة فكرياً وفلسفياً اكثر من الجانب الفني. في حين نجد المتلقي يبحث عن الذائقة الصوتية والبلاغية وما شاكلها.
فيما أوضح الشاعر والناقد الفريد سمعان انه من التجاوز على الشعر ان نعد قصيدة النثر شعراً. مشيراً الى انه في عشرينات القرن الماضي عدها البعض نثراً فنياً في حين وصفها حسين مردان بالنثر المركز. ولكن أودونيس وجماعة شعر أرادوا تأكيد مواقفهم فدعوها بقصيدة نثر. وقال: المعروف عن الشعر ان يكون الشاعر ممتلئاً وذا أفق واسع عميق. مبيناً ان قصيدة النثر اعطت مجالاً للكثيرين من الذين لا يفهمون الشعر يدعون انهم يكتبون شعراً. وتساءل: في كل عصر ظهر شعراء منذ زمن الجاهلية وما تلاه، وفي كل حقبة ظهر متميزون اثبتوا وجودهم. فمن هم شعراء النثر منذ خمسين سنة وحتى الآن. لافتاً الى ان الذين يكتبون قصيدة النثر يجب ان يكونوا حذرين وان يعطوا للقصيدة حقها وهي تتضمن اشياء كثيرة ومعرفة واسعة وشاملة وليست مجرد كلام فيما اتفق.
من جانبه ، اشار الشاعر عبد الزهرة زكي الى الحرية التي يتم استنفاد امكانياتها داخل الشعر، لابد لها في الوقت ذاته من رؤية في الشعر. وقال: وبالقدرة التي نتمكن بها من استثمار الحرية في الشعر يتطلب الأمر ان نكون ايضاً احراراً في نظرنا الى الشعر. وزعيم نصار منذ عرفته في مطلع الثمانينات كان دائماً حراً في رؤيته للشعر والتي تكرست في منتصف الثمانينات وكرست معها تصورات عن الكتابة الشعرية. وكان من بين هذه التصورات ان الشعر لا ينبغي ان يعبأ بالمعنى وبايصال رسالة. الا ان نصار تحرر من سطوة هذا المفهوم وظل حريصاً ومعتنياً بقيمة المعنى فيما يكتب.