TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تظاهرات المنطقة الخضراء!!

تظاهرات المنطقة الخضراء!!

نشر في: 3 أغسطس, 2015: 09:01 م

الكذب انواع، لكن اكثرها سخفا وايلاما الكذب السياسي، وأسوأها هو قلب الحقائق، واعتبار ما كنت ترفضه بالأمس مقبولا، صبيحة هذا اليوم، أما الأسوأ من الكذب، فهو الإصرار على أن الشعب مجموعة من السذّج.
في كتاب ممتع بعنوان "لاتدع الآخرين يخدعونك" لعالم النفس الاميركي ديفيد ليبرمان يحدد لنا فيه كيف ان الانسان حين يكذب يأتي ببعض التصرفات التي لا يستطيع التحكم فيها، مثل القيام بحركات لا ارادية او النظر بعيدا عن عيني الآخر، او احمرار الوجه،، وهو يسمي هذا النوع من الكذب بالتلقائي، ويضيف صاحبنا ليبرمان من ان هناك نوعا من الكذب غايته خداع الآخر، والى هذا النوع تنتمي اكاذيب السياسيين.
يقول ليبرمان ان الكذب مسألة مرهقة للناس، لكنها تسعد السياسي وتجعله يخترع كل يوم انواعا جديدة من الكذب، الغرض منها ان تنسي الناس الاكاذيب السابقة.
منذ يوم الجمعة الذي تفجرت فيه تظاهرات الشباب، والعديد من سياسيينا منشغلون في توصيف وتسمية ذلك الذي حدث، هل هو تظاهرات وقتية وستنتهي حالما تعلن الانواء الجوية انحسار موجة الحر؟، أم مجرد شباب متحمسون يريدون ان يهتفوا ضد ما يجري؟، ام هي انتفاضة حقيقية ضد الفساد والمفسدين؟، وفي هذه الحالة علينا ان نقف في الصفوف الامامية لنعلن اننا منذ عام 2005 ونحن نحارب الفساد الى جانب مقاومتنا للارهاب، واضف اليها اصرارنا على ان نعيد للعراق سيادته التي اراد برايمر واعوانه سرقتها.
ولهذا اصيب المواطن العراقي بالدهشة أو الحيرة حين وجد المسؤولين عن الخراب ينددون بالفساد، ويلوحون بايديهم مطالبين بالقصاص من كل من تجرأ وسرق ثروات البلاد.
يريدون من المواطن ان يصدق، انهم، اي الساسة، يدافعون عن حق الفقراء وأن معاركهم التى يعبرون عنها في الفضائيات ليست صراعا من اجل الكراسي، ولا مكان فيه للمواطن وحقوقه، يريدون من المواطن ان يصدق انهم ضد التضييق على الحريات، وهم الذين ظلوا حتى الاشهر الاخيرة يجتمعون من اجل اصدار قانون يحد من حرية التعبير، وانهم اصحاب مقولة: "تظاهرات 2011 بعثية وتحركها اجندات خارجية".
يريدون من المواطن ان يصدق، أن المسؤول يدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان، وهو الذي ساهم بتقديم الصورة السيئة حين تاجر بشعارات الديمقراطية، وهو الذي فتح باب النزاعات الطائفية والتخندقات المذهبية، وهو الذي استغل الديمقراطية للدوس على رقاب البسطاء.
يريدون من المواطن ان يصدق ان البرلمان السابق والحكومات السابقة كانت تريد اعلاما نزيها ومهنيا، وهم الذين اسسوا لاعلام غارق في التحريض والتخوين وتزوير الحقائق.
ايها المواطن العزيز اذا كنت تصدق ان المالكي والنجيفي والاعرجي والمطلك والصيادي والفتلاوي يريدون فتح ابواب للمستقبل، فاتمنى عليك من كل قلبي ان تذهب صباح الجمعة الى شارع المتنبي وتشتري نسخة من كتاب المستر ليبرمان لتعرف ان للكذب انواعا واساليب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. بغداد

    ( لا تدع الآخرين يخدعوك)؟! معناها لا تدع المنافقين يخدعوك ؟! شكراً لك يا ايها الكاتب العراقي الشهم يا علي حسين على مقال اليوم بخصوص المظاهرات التي غطت جنوب العراق وبغداد التي قام بها ابطال شباب العراق وشيوخه وكل من رفض العبودية الفهلوية الكنفوشية المتل

  2. ابو سجاد

    نتمنى ياسيد علي ان تكون انت وجميع المثقفين الذين يصارعون الفساد ان تتواجدوا مع المتظاهرين لتشدوا على ايديهم وتازروهم حتى يشعروا انهم ليسوا وحدهم في الميدان وستكونون قوة اضافية لهم هذا مانتمناه لاننا الان نعيش ايام فارقة في تاريخ العراق

  3. د عادل على

    كنا كصبايا نقول---------مدينه حمراء ----اسوارها حضراء---------سكانها عبيد----------مفتاحها حد يد-------السياسيون عادة أناس يتصورون انهم مختارون من الشعب ومن الهة---------لانقاد البلد وشعبه من كل الاخطار وانهم جديرون بخدمة الشعب------سكان المدينه الخضر

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram