(1-2)
انطوت ايام الشهر الفضيل رمضان ، وعدنا لكي نلتقط الانفاس ونتأمل ما قدم من برامج ومسلسلات ولقاءات ومنوعات الهدف منها التسلية والترفيه والتثقيف مستفيدين من بركة شهر رمضان وطقوسه في تجمع الأسر العراقية حول مائدة الافطار ومن تجمعهم في مواعيد السحور
(1-2)
انطوت ايام الشهر الفضيل رمضان ، وعدنا لكي نلتقط الانفاس ونتأمل ما قدم من برامج ومسلسلات ولقاءات ومنوعات الهدف منها التسلية والترفيه والتثقيف مستفيدين من بركة شهر رمضان وطقوسه في تجمع الأسر العراقية حول مائدة الافطار ومن تجمعهم في مواعيد السحور وما يعنيه ذلك التجمع من ألفة وتوادد وتقارب
في مثل هذه الايام المباركة يصبح التلفاز وسيلة مهمة للمتابعة والاصغاء والتعرف على ما يدور من حولنا وما يتم توقعه واستشرافه للمقبل من الايام من خلال تلك الفعاليات المقدمة أيا كان نوعها كوميدية او تراجيدية او منفلتة بهدف الاضحاك والسخرية لسبب ايديولوجي او لسبب اجتماعي او لدونما سبب يصل حد التهريج والتسفيه والابتذال !! ولأننا ننوي الحديث عن الدراما وقيمها ومستواها الفني والفكري لا نريد الذهاب الى قنوات اخرى اسهمت بتقديم اعمال وبرامجيات ومسلسلات مثل قنوات الشرقية والسومرية والبغدادية وعدد من قنوات جديدة ظهرت على المتلقين والمتابعين على حين غرة وبعض من هذه القنوات انتج عددا محدودا من الاعمال الدرامية العراقية واكتفى بشراء اعمال درامية عربية بثت في قنوات عربية اخرى ولكن بأوقات مختلفة . لكننا سنتوقف للحديث عن شبكة الاعلام العراقية والتي قدمت عددا من المسلسلات الدرامية التي تفاوتت في مستوياتها الفنية والفكرية والجمالية والتي جمعت من خلال هذه الاعمال مجموعة من فناني العراق من أجيال مختلفة ما بين رواد والجيل الوسطي وجيل الشباب وتميزت بأنها قدمت أعمالا زادت على ما قدمته بقية القنوات العراقية على المستوى الكمي ، وقد تميزت الشبكة خلال السنوات الثلاث الماضية أنها استطاعت ان تحدث قفزة نوعية في مستوى ما تقدم من مسلسلات درامية كما استطاعت ان تستقطب لها وبنجاح نجوم الفن العراقي وان تكون حاضنة مؤثرة لتفعيل الحرك الدرامي في العراق وحتى أنها نجحت في سحب البساط من فضائيات عراقية أخرى وتهيأت لمرحلة جديدة من مهماتها وهي تسويق العمل الدرامي العراقي الى فضائيات عربية متنوعة لاسيما وانها انفتحت على التعاون والعمل العربي المشترك فاستعانت بمخرجين وممثلين عرب ، ولكن الموسم الجديد لاعمال 2015 أظهر مشاكل ونكوصا في توجه وعمل الشبكة وبان ذلك جليا فيما قدم خلال شهر رمضان وما قبله !!
شبكة الإعلام العراقي .. حضور الارتجال وغياب التخطيط
رغم كل المحاولات الجادة التي بذلتها شبكة الاعلام العراقي للنهوض بواقع الدراما العراقية ورغم اللقاءات التداولية التي عقدها مدير عام الشبكة الاستاذ عبد الجبار الشبوط لايجاد آلية اشتغال سليمة يركن اليها في عمل الشبكة وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق لثلاث مواسم عمل سابقه ، الا ان الارتجال وغياب التخطيط واناطة مهمات الاشراف على الانتاج الدرامي لشخصيات ادارية وفنية لا تمتلك الكفاءة والمهنية في النهوض بمسؤلياتها واعتماد الشللية والكواليس الخلفية في تبادل المنافع والمصالح والقوموسيونات ادى الى تلكؤ ونكوص في عمل الشبكة واساء الى المنتج الدرامي الذي ظهر في عدد من المسلسلات المقدمة واضحا ولعل العلة الاولى في ذلك الضعف والتساهل هو وجود المنتج المنفذ الذي كان سببا اخر من اسباب التراجع ، اضافة الى تكرار الوجوه وتوزعها على كافة الاعمال وحرمان ممثلين وكفاءات عراقية من أخذ فرصتها في العمل والمشاركة وليس هناك من يتابع او يعترض أو يحاسب على جملة اموروممارسات خاطئة حدثت لابد من سوقها والوقوف عندها ما دمنا في صدد الحديث عن آلية اشتغال وتنظيم عمل يفترض توفر فرص العدالة والتنويع والانصاف فيه وليس تكريسه لاسماء وجهات بعينها دون اخرى وتغييب اسماء معروفة وكفاءات مشهود لها وكأن الدافع لذلك شخصي وليس فنيا او مهنيا !!
ما الذي يجعل شبكة الاعلام العراقي تحيل انتاجها الى عدد من الاسماء الفنية والتي تعمل تحت مظلة شركات وهمية تظهر آنيا لاجل الحصول على فرص المنتج المنفذ ويقوم ذلك الفنان الذي انيطت به مهمة المنتج المنفذ بالتمثيل والاخراج والادارة الفنية والمالية للمسلسل ! واخر ياخذ على عاتقه لعب الدور الرئيسي وادارة الانتاج ويتعرض النص الجيد والذي يضع فيه الكاتب خلاصة فكره وبراعة اسلوبه الى الترهل وفقدان المصداقية وعجالة الانتاج ويحدد المخرج الذي أوكلت اليه مهمة الاخراج في حدود مواقع واحدة وفقر في توفير مستلزمات العمل من متابعة للاستمرارية وتصوير فوتغرافي يحفظ الحالات والانتقالات وينشغل المنتج المنفذ الذي اخذ على عاتقه لعب الشخصية الرئيسة والاخراج في ان واحد بالتمثيل دون ان يكون له الوقت الكافي كي يتفرغ لادارة العمل ومشاهدته جيدا على مستوى التصوير وقيادة فريق العمل والخروج من ضيق الاماكن وحصرها في مواقع متشابهة ومكررة الى افاق اوسع ورؤية تمتلك حضورها الدلالي عبر المرئي المعبر وليس المسطح والسائب ، والذي يزيد في فداحة الامر هو غياب الرقابة والمتابعة من قبل ادارة الشبكة والقائمين على امور الدراما فيها او انهم يخضعون للعلاقات والاخوانيات او المنافع الاخرى كي يغضوا النظر عما يحدث في كواليس الاعمال المقدمة ولا نريد ان نعري الامور اكثر كي لا يخرج علينا من يتهمنا باحدى التهم الجاهزة والمعروفة سلفا ضد كل حريص يتجرأ على التصدي لغياب المهنية ولم نقل لوجود الفساد !!!
قدمت الشبكة لهذا الموسم عددا من المسلسلات الدرامية نوردها كالاتي :
مسلسل (دولاب الدنيا) للمخرج جمال عبد جاسم
مسلسل (دنيا الورد) للمخرج جلال كامل
مسلسل (حرائق الرماد) للمخرج رضا المحمداوي
مسلسل (وادي السلام) للمخرج مهدي طالب
مسلسل (رازقية) للمخرج علي ابو سيف
وقد انتج عدد من تلك الاعمال في العام 2014 وتم تأجيل عرضها الى موسم رمضان 2015 ولم تستطع الشبكة ان تفكر بنتاج جديد بسبب سياسة التقشف التي حالت بينها وبين مهمتها الفنية والثقافية في جعل الدراما وسيلة معتمدة واساسية في التوجيه والتوعية والتثقيف وتأكيد اللحمة الوطنية للمجتمع العراقي ولا ندري حتى هذه اللحظة ما دور مجلس الأمناء في شبكة الاعلام العراقي هل هو دور رقابي ام دور تنظيمي ام دور تخطيطي ام هو دور اشرافي مالي واداري ،لانا لم نلمس له وجودا حقيقيا ومؤثرا في العمل الخاص بشبكة الاعلام لاعلى مستوى العمل الثقافي او السياسي او الوثائقي الا اذا كان وجود مجلس الأمناء كجزء من التكريس الطائفي وتوزيع المناصب والمصالح بين الاحزاب والكتل صاحبة النفوذ التي تقود البلد حاله حال أعضاء البرلمان العراقي !!
اذن لابد من طرح السؤال التالي : ما هو دور مجلس الادارة ومدير عام شبكة الاعلام وهم يتمتعون بالصلاحيات التي تتيح لهم التحرك والعمل داخل الشبكة وهل ثمة تعارض بين الجهتين ام ان الهدف هو تحديد وتوجيه سياسة الشبكة ضمن عمل ايديولوجي لايتعارض وسياسة وتوجه الاحزاب والكتل السياسية المشتركة في العملية السياسية وفي هذه الحالة تظل الشبكة بعيدة عن الاستقلالية في العمل والتخطيط خاضعة للأمزجة والاهداف والنوايا التي تفرضها المحاصصة السياسية!!