طوال ايام عقبت انتهاء امتحانات الصفوف المنتهية الاعداية، رافق القلق والخوف العوائل العراقية، وما ان اعلنت حتى دخلت تلك العوائل في هاجس اخر تمثل بالفرح والحزن. بعد ان تم الاعلان النهائي لنتائج السادس الاعدادي، البعض فرح والاخر ينتظر فرصة ثانية فى حين كان الاخير مصاب بخيبة أمل نتيجة تدهور المستويات لالوف الطلبة ، بل وصل الامر الى وجود خمسة طلاب حصلوا على نسبة النجاح من اصل ( 120 ) طالبا فى مدرسة واحدة. العديد هنا يتساءل هل كانت نتيجة الامتحانات للسنة الحالية هو المقياس الحقيقي لمستوى الدراسة فى البلاد لاسيما أن هناك ( 182 ) طالبا قد حصلوا على نسبة الاوائل فى البلاد فى حين تراجعت مستويات العديد من ادارات المدارس الى مستويات لاتختفر. البعض يتهم الطلبة واولياء الامور الذين لم يبادروا بجهد لمتابعة الطلبة فى السنة الدراسة والاخر يتهم التدرسيين والمستويات الضعيفة للبعض منهم ، (المدى) استطلعت أراء العديد من اصحاب الشأن لتصل الى القارئ الكريم بنتيجة عسى ان تسهم فى حل قضية مهمة يعاني منها المجمتع العراقي.

 

 

محاسبة ادارات المدارس 

المواطن سلمان مظفر يشير الى أن ادارات المدارس تتحمل نتيجة التدهور الكبير الحاصل فى مستويات النجاح في كل عام وعلى سبيل المثال ثانوية السويس للبنين التابعة الى تربية الرصافة الاولى فقد ظهرت نسبة النجاح ( 13 ) طالبا من مجموع (132) طالبا متسائلا: هل أن جميع اولياء امور الطلبة يتحملون المسؤولية ولا يتابعون اولادهم؟ ولماذا لاتبادر وزارة التربية فى محاسبة ادارات المدارس التي تحصل على نسب نجاح متدنية. 

مظفر اشار الى موضوع النقص الحاصل فى عدد المدرسين في اختصاصات مهمة بل والذي يصل في بعض الاحيان الى منتصف العام الدراسي. موضحا: ان بعض ادارات المدارس تسد النقص بمدرس بديل ليس من اختصاصه وهذا يشكل مشكلة اكبر من سابقتها. مطالباً أن تشدد التربية على موضوع النقص الحاصل فى الكادر التدريسي خاصة ان هناك الالاف من التدريسيين الخريجين لايجدون فرص توظيف.

 

 

المسؤولية يتحملها الجميع 

علي علوان والد الطالبة سارة التي حصلت على معدل( 97% ) ثانوية الكرامة / الرصافة الاولى. يوضح أن الحصول على مستويات عالية ونجاح اي طالب يكون مسؤولية مشتركة من العائلة وادارة المدرسة، من اليوم الدراسي الاول والى اخر يوم من الامتحانات النهائية. مشددا على اهمية المتابعة الاسرية اليومية لدروس الابناء ومتابعة مستوياتهم وفقا للنتائج الشهرية. اما ادارات المدارس فعليها تهيئة جميع المستلزمات ومتابعة المناهج الدراسية والكادر التدريسي مع تقييم الطلبة للوصول الى مستويات مرضية للجميع العائلة والمدرسة والطالب.

واسترسل علوان مع قرب الامتحانات النهائية خاصة للصفوف المنتهية تعيش العائلة في وضع عصبي وضغوط نفسية كبيرة، خاصة ان تعب سنة كاملة وتحمل نفقات ومتابعة وجهد كبير، ربما يفقد في غضون ايام الامتحانات التي يتخوف الكثير من العوائل ان ترافقها احداث مفاجئة.

 

 

درس الاحياء ونسب النجاح 

وزير التربية اقبال محمد اعلن فى المؤتمر الصحفي الخاص بالاعلان النتائج والذي حضرته ( المدى ) ان مادة الاحياء هي المادة التى شهدت اقل نسبة من النجاح وبمعدل (45% ) فى حين حصلت العديد من المواد نسب نجاح متفاوتة بعض المواد حصلت على نسبة اكثر (80% ) والاخرى اقل من هذه المعدلات .

عبد الكريم العاني مدرس مادة الاحياء اوضح ان هناك مشاكل عديدة تواجه طلبة المرحلة المنتهية فى هذه المادة لاسباب عديدة منها عدم رغبة الطالب فى تقبل فهم المادة والاخرى تتعلق باسلوب التدريس وفهم المادة وثالثة تتعلق بالمواظبة اليومية على درس المواد من اجل استيعابها بشكل مبسط ولكن الذي حصل فى العام الدراسي هو طبيعة الاسئلة التى اثرت على الطالب منذ اللحظات الاولى مما سببت احباطا كبيرا لكن لو تم اعادة قراءتها لمرات عديدة كان يمكن الاجابة عليها ،علما ان جميع الاسئلة من المنهاج .

 

 

الثواب والعقاب 

مدرس اللغة الانكليزية عصام محمد طالب وزارة التربية بتوجيه اقصى العقوبات للمدرسين الذين اظهرت النتائج حصول مواد تدريسهم على نسب متدنية ومعرفة اسباب ذلك. موضحاً ان احد أسباب فشل العملية التربوية فى البلاد بسبب مجاملة المعنيين فى ادارات التربية على نسب النجاح وهذا مخجل جداً. مضيفاً ان السمعة التى اصابت الهيئات التدرسية الان هي عدم المحاسبة وعليه اطالب وزارة التربية باجراء سريع لمعاقبة المدرسين وادارات المدارس التي حصلت على نسب نجاح متدنية، بالمقابل تكريم المدرسين والادارات التي حصلت على نسب نجاح عالية. المواطنة سهاد عبد الكريم سلمان اشادت بموقف مجلس النواب الخاص بتكريم الطلبة الاوائل. معتبرة اياه ضروري ليس لاعتبار مالي وانما لتحفيز الطلبة على النجاح والتركيز على حياتهم العلمية. مطالبة الحكومة بالاهتمام بالطلبة الاوائل وتوفير كل سبل النجاح والتطور لهم من اجل بناء جيل شبابي قادر على تحمل اعباء المرحلة وبناء الوطن.

 

 

المستوى المعيشي والنقال 

همام طالب فى السادس ادبي يوضح أن احد ألاسباب المهمة لتدني المستوى العام هو الحالة المعيشية سواء للطالب او المدرس لانه حين ينظر الطالب الى مدرسه ويجد ان حالته المعيشية سيئة ينعكس الامر سلبيا على حالته.همام اوضح ان ظهور اجهزة الهواتف النقالة هو سبب تدني الوضع والمستوى الدراسي حيث ترى الطالب يهتم بمحموله و مشاهدة شبكات التواصل الاجتماعي والالعاب اكثر دروسه وهذا يؤثر سلبا على مستواه الدراسي. 

فى حين يرى السيد انيس كمال ان تدني المستوى العلمي للطلبة في كافة المراحل يعود الى عدة اسباب في مقدمتها اولياء امور الطلبة والبيئة التي يعيش فيها الطالب والهيئات التعليمية والمناهج ورغبة الطالب في الدراسة كل هذه الاسباب واسباب اخرى لها تأثيراتها . وهذا ماحصل فى الاعوام السابقة والعام الحالي حين ظهرت النتائج للجميع اذ تباينت نسب النجاح والمستويات حتى كان التأثير واضحا فى المحافظات ذات الخصوصية الدينية اذ احتلت محافظة كربلاء الترتيب الحادي عشر للعام الحالي .

 

 

العطل والمناسبات 

الخبير التربوي المتقاعد فاضل عباس يوضح انه لايمكن ان يتم محاسبة اي ادارة مدرسة عن اسباب تدني المستوى الدراسي بسبب الجو العام الذي يمر به البلد اذ تشكل العطل الرسمية وغير الرسمية بالتحديد الدينية منها عائقا امام اكمال المنهج. مضيفا: ان مشكلة اكمال المنهاج المقررة والتزام الطلبة ومواظبتهم على الدراسة بشكل اصولي ، عادا الفساد احد المشاكل الكبرى التي تسببت بتدني مستوى التعليم في البلاد بشكل عام.

 

ترتيب المحافظات 

اعلان النتائج هو الاخر اعطى المستويات الحقيقية لاداء مديريات التربية اذ حصلت تربية الكرخ الاولي فى الفرع العلمي على المرتبة الاولى فيما حصلت تربية ميسان على المرتبة الاولى للفرع الادبي فى حين حصلت محافظات كربلاء والرصافة الثانية وتربية دیالى والقادسیة و ذى قار على الترتيب الاخير فى الفرع العلمي . في حين حصلت على الترتيب الاخير لمحافظات القادسیة وتربية الكرخ الثانية وكركوك والمثنى .

محمد عبد المهدي مشرف تربوي اشار الى اهمية مجالس الاباء والاجتماعات الدورية التي تحصل مع ادارات المدارس من اجل تأشير الحالات السلبية التي تسبب تدني مستوى التعليم ونسب النجاح. مطالبا بضرورة انشاء رابطة الاباء والمدرسين في كل مدارس البلاد من اجل وضع الحلول للكثير من المشاكل والاشكالات التي ترافق العملية التربوية.

 

 

الدروس الخصوصية ؟

فهد سعد والد لثلاثة طلاب اشار الى ظاهرة الدروس الخصوصية التي اصبحت عملية غير تربوية لانها تظهر المعلم امام طلابه بمظهر التاجر المستغل ولانها تفقد الطلبة قدرتهم في الاعتماد على النفس. مبينا: ان الدروس الخصوصية لم تأت من فراغ وانما اتت من داخل النظام التعليمي نفسه وقد تفاقمت خطورتها بالنسبة للعملية التربوية لتصبح محددا رئيسيا من محددات المستقبل المدرسي مما يكرس الطابع الطبقي للمؤسسات التعليمية ويحيل تكافؤ الفرص الى مجرد شعار واعتقد ان التسامح مع هذه الظاهرة سيؤدي الى الكثير من النتائج السلبية على النظام التربوي في العراق .