"من الضروري معرفة الآليات للتظاهر، وان تحمل اجازة قانونية، وانا متأكد ان الشعب العراقي سوف لن يشارك في هذه التظاهرات، لانها ترفع شعارات ضد الدين وضد العلماء ، وهذا يعني ان الهدف من ورائها ليست مطالب خدمية أو اصلاحية، وانما شعارات تندد برجال الدين والعودة الى الحكم اللاديني''.
لن تحزروا من هو الذي يحذر ويطالب باجازة قانونية للتظاهرات، واتمنى ان لايأخذكم الظن بعيدا وتتوهمون انه وزير الداخلية، ولن تحزروا ايضا من هو الذي لديه يقين كامل بان الناس لن تخرج منددة بالفساد وسرقة احلامها ، إلا إذا كنتم لا تزالون تتابعون خطب الجمعة التي يلقيها السيد صدر الدين القبانجي.
يفقد البعض في لحظات النشوة الخطابية الصلة بالواقع، ونراه يحاول جاهدا ان يمنع الناس عن السمع والنظر.. ويصر على ان يطبق على مستمعيه طريقة تفكيره ثم ينظر الى نفسه فيقرر ان يطبق على المستمعين طريقة لباسه، تتذكرون الحاج خير الله طلفاح قائد حملة "انما الامم الاخلاق" كان الحاج يعاني من قلة شعيرات رأسه، فألقى ذات يوم خطبة عصماء تنتقد الشباب الذين يطلقون لشعر رأسهم العنان، هذه امثلة ليست للمقارنة ، حتى لا يزعل السيد القبانجي منا ولكنها للتذكير.
إن حديث السيد القبانجي عن استهداف الدين يعني بشكل واضح أن الذين خرجوا للتظاهر في معظم مدن العراق متهمون بمعاداة الدين، وهو حديث للاسف يفضح كل ما كان مخفيا من شعارات عن الديمقراطية وحق المواطن العراقي بالخدمات ومحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين.
والغريب ان خطيب جمعة النجف ، يريد ان يختطف القضية بعيدا عن جوهرها الحقيقي، ويعيد تسويقها للناس على انها معركة اسلام ضد علمانية، ، أو وفقا لحالة الغضب التى ظهر عليها امس ، انها معركة بين مؤمنين وكفار، وغير خاف ما لمصطلح "الحكم اللاديني" من دلالات، كما أن الرجل لم يتمالك نفسه فاعتبر أن العراق أصبح بلد رجال الدين فقط وعلى الآخرين أن يبحثوا عن تأشيرة هجرة الى بلاد الكفار ، إذا لم يعجبهم الامر .
أية ديمقراطية هذه التي تكفر المختلف معك ؟، أية ديمقراطية في التحذير من محاسبة سراق ثروات البلد؟، أية ديمقراطية في تصدير وهم أن المسؤولين الحاليين هم الإسلام وأن مناصرتهم مناصرة للدين؟ ومعارضتهم معارضة للدين؟، أية ديمقراطية هذه التي يريد بها البعض ان يمارس من خلالها وصاية على عقول الشعب تجعل الخروج بتظاهرة تندد بالخراب والبؤس معناها محاربة الدين الاسلامي؟
ياسيدي الخطيب ألا يحزنك أن تسمع أن 600 مليار سرقت من ثروات هذا الشعب الذي يفتقد الى ابسط شروط العيش الكريم؟ .
مؤامرة.. طبعا مؤامرة !!
[post-views]
نشر في: 7 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
د عادل على
في عهد عبدالكريم قاسم كانت الجماهير تهتف ماكو مؤامرة اتصير-------عين الشعب مفتوحه-بالرغم من الجماهير الهاتفه وعددها بالمليون---استطاع البعث من السيطرة على الحكم بثمانيه دبابات وطائرتان------انها كانت المؤامرة التي ساندتها الولايات المتحدة التي كانت تعطى
خليلو...
حتى تتم القناعة لدى الشارع أن لا وسطية في عقيدتهم السياسية فالرجل يمثل التيار الذي ينبري قادته دائما في الخطابة في كل ما لايختلف الناس فيه الى درجة اننا امسينا نرتجي منه ما لا نرتجيه من غيره من الأحزاب الدينية الأخرى ولكننا صرنا نسمع صدى .....كفر والحا
ابراهيم
هذا بالدقة ما قاله المخلصون لهذا البلد، ان لا ديمقراطية مع تسلط الأحزاب الاسلامية التي تعتبر اي اختلاف مع توجهاتها خلافا مع الدين وخصاما مع الله أليس هذا ما جرى في ايران وفي مصر والسودان وغيرها لا ديمقراطية مع ولاية الفقيه، سواء كانت قبنجية او جعفرية ا
حسين العبادى
يوم بعد يوم تتكشف عوراتهم جلال الدين الصغير غرد بهذا المعنى من خلال خطبته بجامع براثالايهمهم عذاب الناس وفقرهم وتبديد ثروة الشعب بل مايهمهم بقائهم اسيادا وبقائنا عبيد