بعد خمسين عاما من الصمت ، صدرت التكملة المنتظرة لرواية ( لاتقتلوا الطائر الساخر ) المنشورة في الرابع عشر من تموز الفائت للروائية هاربر لي ، ومن المتوقع ان تصبح الحدث الادبي الاكثر نجاحا لعام 2015 في الولايات المتحدة ...فبعد كل تلك العقود ، مازالت روا
بعد خمسين عاما من الصمت ، صدرت التكملة المنتظرة لرواية ( لاتقتلوا الطائر الساخر ) المنشورة في الرابع عشر من تموز الفائت للروائية هاربر لي ، ومن المتوقع ان تصبح الحدث الادبي الاكثر نجاحا لعام 2015 في الولايات المتحدة ...
فبعد كل تلك العقود ، مازالت رواية (لاتقتلوا الطائر الساخر ) التي بيع منها لدى نشرها اكثر من 30 مليون نسخة تسحر القراء ويتابعون بشغف مغامرات المحامي المناهض للعنصرية آتيكوس وابنته الصغيرة سكاوت ..وكانت سلسلة المكتبات الامريكية (بارينز ونوبل ) قد اعلنت مؤخرا بأن الرواية الثانية لهاربر لي (فلتعين لك حارسا ) حطمت كل الارقام القياسية في فئة كتب الخيال للكبار منذ نزولها الى المكتبات ...ولم تعط الشركة الموزعة وهي الرائدة الاولى في عالم الكتب في الولايات المتحدة الارقام لكنها اعلنت بان الرواية كانت قد ضربت الرقم القياسي السابق المسجل من قبل افضل المبيعات عن رواية (الرمز المفقود) للكاتب دان براون في عام 2009 ..كما وتربعت رواية لي ايضا على قمة كتب الامازون...وفي ضوء هذه الارقام الاستثنائية فان رواية (فلتعين لك حارسا ) ربما ستكون اكثر الكتب نجاحا في المكتبات لعام 2015 في الولايات المتحدة ..
لقد هز الاعلان عن صدور هذه المخطوطة في شهر شباط الفائت عالم الادب وتساءل الكثيرون عن الكيفية التي تم الحصول بها على هذا النص من المؤلفة التي تبلغ من العمرحاليا 89 عاما وتعيش في دار للمسنين ويعتقد البعض انها تعاني من الخرف وفقدان الذاكرة ولاقى الاعلان ردود افعال تباينت بين الدهشة واللهفة وقدر من التشكيك بعد مرور زهاء نصف قرن على روايتها الاولى والوحيدة "لاتقتل الطائر الساخر" التي اصبحت من الاعمال الكلاسيكية في الادب الامريكي ، لكن صدور المخطوطة وضع حدا للشائعات ظهر بان الادعاءات حول الصحة العقلية للكاتبة لا اساس لها من الصحة ...وكانت الكاتبة لي قد صرحت لصحيفة نيويرك تايمز قائلة :"لم اكن اتخيل ان هذه المخطوطة موجودة ، لذا شعرت بسعادة غامرة حين عثرت عليها صديقتي ومحاميتي تونجا كارتر ، وبعد الكثير من التردد ، قرأتها لبعض اصدقائي الموثوق بهم واسعدتني آراؤهم بها وبانها تستحق النشر" ...من جهته قال اندرو نورمبرغ وكيل هاربر الادبي انه استقل طائرة مباشرة الى مدينة مونروفيل حيث تعيش هاربر حاليا حين سمع بوجود المخطوطة وحين قرأها اصابته الدهشة ونصحها بنشرها مباشرة ..
ومع صدور رواية ( فلتعين لك حارسا ) في منتصف تموز، لم تغلق متاجر الكتب ابوابها طوال الليل بسبب الاقبال الشديد على شراء الرواية ، اما في لندن فقد بيعت منها مئات النسخ ..وتجري احداث الرواية بعد عشرين عاما على احداث رواية لي الاولى ( لاتقتل طائرا ساخرا ) الحائزة على جائزة بوليتزر للأدب في عام 1960 ..ويتوقع مدراء التسويق انها ستكون الحدث الاهم في العام في مجال النشر ...
وقالت هاربر لي ان ناشرها حاول اقناعها بعد سنوات على صدور ونجاح روايتها (لاتقتلوا الطائر الساخر ) بكتابة رواية تصور الفتاة الصغيرة سكاوت وهي شابة وكيف ستكون وجهة نظرها ..وهكذا حاولت لي ان تعود لشخصيات روايتها في الجزء الاول فتقود البطلة الصغيرة سكاوت الى سن الشباب اذ ستصبح فتاة شابة تنادي بالحقوق المدنية وتنتمي لحركة مناهضة للتمييز العنصري ..ففي الجزء الاول من الرواية التي تناولت القضايا العرقية تناولت الكاتبة قضية العنصرية والظلم في الجنوب الامريكي خلال الخمسينات من وجهة نظر الفتاة سكاوت ابنة المحامي اتيكوس فينش الذي يدافع عن رجل اسود متهم باغتصاب امرأة بيضاء ، وفيها لم يكن من السهل على تلك الطفلة ان تدرك صراعات الكبار فالاشياء لديها اما خير او شر وليس بامكانها رؤية المساحات الرمادية كما انها لاتفهم آراء الكبار بالتمييزالعنصري ،اما حين تكبر الفتاة سكاوت وتصبح امرأة ناضجة في الرواية الثانية الصادرة حديثا ( فلتعين لك حارسا ) فسيمكنها ان تتعامل مع تلك الصراعات حين تعود لزيارة والدها فينش في ولاية الاباما ..
ويجد القراء ان قراءة الرواية هي رحلة حافلة بالاثارة والتشويق كما انها تمثل تاريخا ادبيا بتصوير شخصيات نشأوا على حبها ..وكانت لي قد كتبت الرواية عام 1957 ورفضها ناشرها فاعادت كتابتها كما اشار عليها خاصة بعد ان حققت روايتها الاولى نجاحا ساحقا واضيفت الى المناهج الدراسية في مدارس وكليات في انحاء العالم ..لذا صدرت الطبعة الاولى لرواية (فلتعين لك حارسا ) بمليوني نسخة في الولايات المتحدة وبدأ بيعها في 70 بلدا في وقت واحد وتوفرت مترجمة الى سبع لغات يوم صدورها .....