TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ساسة "الحواسم"

ساسة "الحواسم"

نشر في: 8 أغسطس, 2015: 09:01 م

باعتراف رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ، وبتصريح المتحدث باسم مكتبه الاعلامي سعد الحديثي ، ثبت شرعا ان الاطراف المشاركة في الحكومات المتعاقبة منذ الغزو الاميركي ، وحتى الآن ، مسؤولة بشكل مباشر وبدون استثناء عن سرقة المال العام ، فضلا عن ذلك انها تعرقل تنفيذ مبدأ "من اين لك هذا " وما يتعلق بالبرامج الحكومية المتعلقة بمكافحة الفساد وملاحقة المسؤولين المفسدين السابقين واللاحقين و"شرهم على الحبل " ليكونوا فرجة لأمة محمد ثم احالتهم الى القضاء .
في اطار استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين بخصوص مكافحة ظاهرة الفساد في العراق منحت هيئة النزاهة العليا صلاحيات واسعة ، بحسب تصريح الحديثي ، لكشف ذمم المسؤولين المالية في الدولة على اختلاف درجاتهم واقاربهم من الدرجة الاولى وبيان حجم ارصدتهم المالية في البنوك الخارجية ، ودعت الحكومة وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني لدعم خطواتها الاصلاحية، بمعنى آخر الحكومة تريد من الشعب مساعدتها ، ولا ضير في ذلك ، لكنها تمتلك كل المعلومات والوثائق بأسماء المفسدين من المسؤولين وابنائهم واقاربهم حتى الدرجة الرابعة ، وهيئة النزاهة على حد قول رئيسها الاسبق القاضي رحيم العكيلي تحتاج الى اجراءات "نزيهة " لتفعيل دورها وعتق رقبتها من هيمنة المسؤولين المتنفذين ، وزعماء تنظيمات سياسية رفعوا شعار الدفاع عن المفسدين باعتماد قاعدة " الوزير منا نحن دعاة الدفاع عن المظلومين " .
بفضل جهود" ساسة الحواسم " احتل العراق المرتبة المتقدمة في قائمة الدول الاكثر فسادا في العالم ، البرلمان الغارق في سابع نومة ، يشكو تعطيل دوره الرقابي والتشريعي ، الكتل النيابية دخلت حلبة المصارعة للحصول على لقب الفوز برئاسة احدى الهيئات المستقلة ، تنظر الى تحقيق مكاسبها من زاوية الادعاء بتلبية مطالب قواعدها الشعبية ، فتوصلت في سنوات سابقة الى ابتكار جديد بمنح عشرات المناصب بالوكالة لحين تحقيق التوافق .
الحكومة اعربت عن قلقها من وجود عقبات تعرقل تنفيذ مبدأ "من اين لك هذا " فهي تخشى" ساسة الحواسم " لان معظمهم يرتبط بجهات خارجية ، يمتلك وسائل اعلام بإمكان تسخيرها لتنظيم حملة واسعة لإفشال اي برنامج حكومي اصلاحي لملاحقة المفسدين بذريعة الاقصاء والتهميش ، في ضوء القلق الحكومي من محاولات افشال مشروعها ، لابد من تفعيل الاجراءات القضائية في ملاحقة المفسدين من صغيرهم الى كبيرهم ، فهل تستطيع السلطة القضائية تحقيق رغبة الجهات التنفيذية في مقاضاة ساسة الحواسم ؟!
في زمن سابق كانت اجراءات ملاحقة المفسدين تتلخص بعرض احدهم عبر شاشة التلفزيون الرسمي ، بمشاهد متعددة تنتهي بلقطة كبيرة تظهر المتهم حليق الرأس نمرة صفر لإعطاء رسالة واضحة الى ان الآخرين يمكن ان يتعرضوا الى المصير نفسه ، وبصرف النظر عن مدى صحة التهم الموجهة او الغايات الاخرى وراء العرض ، كانت تلك الطريقة رادعا للمفسدين من صغار المسؤولين ، اما الكبار منهم فيتمتعون بحصانة مستمدة من قوة صاحب القرار ، بهذه الطريقة مع الاحترام كل الاحترام لحقوق الانسان يمكن التخلص من ساسة الحواسم وباسم الدين باكونا الحرامية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram