سؤال مباشر لرئيس مجلس الوزراء: هل سألت نفسك او مستشاريك عن السبب المباشر الذي أدى الى تحويل تظاهرات اهل الانبار الى كارثة داعشية؟ انا اجيبك: انه بطء الاستجابة لمطالب المتظاهرين والضحك عليهم باسم اللجان وإعداد الخطط. اول من أمس نستطيع القول ان العراق كله خرج للظلم كله. المظلوم يا حيدر العبادي أشد ما عليه ان يصبر على الظلم ولو ساعة.
الملايين المفجوعة والمحرومة التي تظاهرت تعرف الداء والدواء. وانت أيضا تعرفه. فما الذي ستسأل عنه مستشاريك؟ الفقراء والمحرومون قالوا لك بحناجرهم ان خيرات بلدهم سرقت باسم الدين. شخصوا لك أسماء بعينها. بعفويتهم وصدقهم ونبل عراقيتهم رسموا لك الخطة التي تبحث عنها. فعلام لم تخرج أمس لمخاطبتهم مباشرة؟ أمن الانصاف، ان تكتفي بالإيعاز لمكتبك ليعلن نيابة عنك التزامك بتوجيهات المرجعية؟ المرجعية قالت لك بوضوح كن أكثر جرأة وشجاعة. قالتها بالصوت وبالصورة امام الدنيا. فلم تلجأ انت لإصدار بيان مكتوب؟ اطلع حاجينا يا ريّس. لقد احزنتنا بعدم ظهورك مباشرة وتركت الساحة لبعض المفسدين يخاطبون الناس.
الخطط والمواعيد تذكرنا بلعبة الـ 100" يوم" التي ضحك بها على الناس سلفك. نريد قرارات لا مواعيد. الشجاع والجريء من يقرر. هذا إن كان يمتلك القدرة على اتخاذ القرار، او يترك منصبه ان لم يكن قادرا.
لقد ضيعت فرصة لحظة التظاهرات التي ارعبت كل مفسد. كان عليك ان تكون في وقتها على الهواء لتزيد الفاسدين ارتجافا. ولأنك لم تفعل استغلها المفسدون وشيوخهم فصاروا ينظّرون برأسك وبرؤوسنا أيضا. وصل الامر بمختار الحرامية ان يستنهضك لضرب الحرامية. فعلها لأنك لم تستعجل المريب بقاصمة ظهر ولأنك تأخرت في تنفيذ مطالب الناس وتوجيهات المرجعية. دع وزراءك ومستشاريك واقصد أي مقهى شعبي يرتاده الفقراء واتخذ قرارتك من هناك. ونصيحة من مجرب عتيق انصحك بأن لا تركن لدعاة الثقافة والاعلام الذين تعاملوا مع التظاهرة وكأنها "كيكة" ليتقاسموا منافعها فلاذوا بجهات مسلحة ليخيفوك. ان الذي وراءه الشعب والمرجعية عليه ان لا يخاف بعد اليوم. هؤلاء اللعبيون عيونهم على "الشبكة" وليس على الوطن. والحر تكفيه إشارة اختراع جاجيك "حديث الأربعاء" وتقديمه "مزة" للمختار.
لقد ضيعت ليلة نام بها الظالم آمنا والمظلوم مفجوعا، وهذا ليس عدلا. فأما عاجل يقول بعد قليل سيعلن رئيس الوزراء "القرار رقم 1" أو سنغني "تيتي .. تيتي" من جديد.