اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعد ان ادمنها الشباب والكبار ..الاركيلة في متناول ايدي المرهقات و المراهقين

بعد ان ادمنها الشباب والكبار ..الاركيلة في متناول ايدي المرهقات و المراهقين

نشر في: 9 أغسطس, 2015: 12:01 ص

عن طريق الصدفة وانا ابحث في موقع اليوتيوب عن اغنية علاها تزيل بعض هموم اليوم من شحة الكهرباء وقلة الخدمات اثناء ذلك لفت انتباهي مقطع لطفل لم يبلغ الخامسة من عمره يجلس في حديقة او مزرعة مع عائلته او اشخاص يعودون له بالقربى، الطقل يمسك بخرطوم الاركيل

عن طريق الصدفة وانا ابحث في موقع اليوتيوب عن اغنية علاها تزيل بعض هموم اليوم من شحة الكهرباء وقلة الخدمات اثناء ذلك لفت انتباهي مقطع لطفل لم يبلغ الخامسة من عمره يجلس في حديقة او مزرعة مع عائلته او اشخاص يعودون له بالقربى، الطقل يمسك بخرطوم الاركيلة ويسحب هواء مستنشقا السموم او ما يوضع فيها من بعض انواع المخدرات و ما هي الا دقائق حتى بانت ملامح الاعياء والتعب على وجه الطفل الذي سرعان ما سقط على الارض وهو يطلب المساعدة لكن الشخص الذي كان يجلس معه يحثه على النهوض والاستمرار لكن الطفل لم يقو على الاستمرار فسقط مغشيا عليه. لم اعد اتمالك نفسي باضافة هم اخر الى الهموم الانفة الذكر.

 

 

عوائل تبارك اولادها 

 البركة في الاهل هذا ما بدأ به حديثه خالد محمد موظف حيث يقول :اذا كان في البيت الواحد اكثر من اركيلة ويتناولها الاب والابناء وضيوفهم ويبدو الامر طبيعيا وكأنه لايحمل مضار صحية ولااخلاقية فكيف يمكن ان يجلس الابن بجانب والده يدخن في حين سابقا كانت هناك عادات وتقاليد تحدد تصرفاتهم ولايمكن ان يحمل سيكارة بيده الامور كلها تغيرت واصبحت بعيدة عن المألوف بسبب التغيرات التي طرأت على المجتمع العراقي برمته . مضيفا: ان الاركيلة ان لم تدخل البيت العراقي الا بعد 2003 مع دخول الفوضى والانحلال الى المجمتع العراقي.
 
 
توعية الاهل اولا 
الباحثة الاجتماعية وفاء حسين تحدثت للمدى قائلة : يجب محاسبة المقاهي التي تقدم الاركيلة والمشروبات الروحية للأطفال والأشخاص غير البالغين  فضلا عن عدم وجود اهتمام  من الاهل او حتى وجود لافتات في الشوارع تبين مخاطرها وتحذر فمن الطبيعي ان نرى هكذا مناظر. ومع الاسف ان نفتح اغلب المواقع الاكترونية مثل (اليوتيوب ) يعرض فيه لقطات لاطفال يشربون الاركيلة والاهل يصورهم ويضحكون ويشجعوهم على ذلك ، الطفل لايعي ما يفعل ومع الأسف ان يجد من يوجه الى الخطأ وليس الصواب وهذه الافعال نتائجها سيئة طبعا في المستقبل على الطفل والمجتمع برمته .
 
 
الأسرة والطفل والتوعية 
رئيسة لجنة الاسرة والمرأة والطفولة انتصار الجبوري ذكرت (للمدى) يجب ان تقوم الاسرة بدورها الرئيس في نشر التوعية وتعليم اولادهم الصواب فضلا عن نشر التوعية الصحية وزيادة الاهتمام بالاطفال ومحاسبة من يقوم ببيع الاركيلة  الى الاطفال . مبينة : ان المادة ( 9 ) من قانون التدخين الصادر لسنة 2012 الذي يشير الى محاسبة من يقوم او يسمح ببيع هذه السموم الى غير البالغين .
واضافت الجبوري: يجب الاهتمام بشريحة الاطفال بشكل اوسع من خلال نشر التوعية من مخاطر التدخين بصورة عامة والاركيلة بشكل خاص لما تسببه من مضار لاحدود لها على صحة الطفل. مطالبة بفرض غرامات مالية وعقوبات بالسجن وغلق الكازينو او المقهى الذي يسمح بجلوس الاطفال. واسترسلت الجبوري في دول كثيرة من العالم لايسمح بالتدخين داخل المنزل خوفا على الطفل والاسرة؛ لأننا وللاسف لاتوجد لدينا مثل هذه القوانين التي يجب ان تفعل جديا .
 
 
اطفال الاركيلة
بين اونة واخرى تنشر صور اطفال ومراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) يشربون (الاركلية ) ،يتباهون بعملهم هذا ويباركون فعلتهم ، كيف يمكن السكوت على هذا الامر،هل هذه ثقافة او تباه من قبل الاهل وتشجيع اولادهم على فعل الخطأ ،حيث شهدت حدائق ومتنزهات  بغداد اطفال دون سن (10) سنوات على اغرب ثقافة ليست علمية ولا فنية ولا حتى رياضية ، بل هي ثقافة شرب الاركيلة تحت انظار ورؤى المئات من العوائل التي تعطيهم المال والضوء الاخضر لفعل ذلك .
يقول الطفل عبد الله الذي لايتجاوز عمره ( 11 ) سنوات انه تعلم شرب الاركيلة بعد ان شاهد والده يفعل ذلك في البيت وبدأ تدريجيا بالتعود عليها عندما بدأ يطلب والده منه ان يحضرها له وهكذا اصبح لايستطيع الاستغناءعنها. عبدالله يجالس الكثير من الاصدقاء في المقاهي التي توجد في منطقتهم في حي الاعلام ويقدمون الاراكيل دون اي معارضة على عمرهم اما الطفل سعد الذي لايتجاوز عمره ( 11 ) عاما قال: تعودت على الاركيلة حتى صرت غير قادر على الاستغناء عنها، ويعلمون اهلي بأني اقوم بتدخينها ولايحاسبني اخوتي فانا اقوم بشربها من مصروفي اليومي ووالدي متوف اضافة الى ان اخوتي يشربون اركيلة كل يوم ولا يعترضون على ان يشاركهم ذلك واكد في كلامه انه يعاني من صداع دائم في الرأس الا انه لايستطيع الاستغناء عنها. بينما قال علي البالغ من العمر( 12 ) عاما انه تعلم على شرب الاركيلة من اصدقائه واذا لم يقم بتدخينها كل يوم يشعر بصداع في الرأس وهو يعاني من الم في صدره ايضا لكنه لايستطيع تركها.
 
 
ضعف الرقابة الامنية 
الدكتور ظافر سلمان طبيب اختصاص قال: ان انتشار الامراض بسبب شرب الاركيلة او السكائر يعتبر كارثة لما يحمله من نتائج صحية خطيرة فالاطفال اكثر عرضة للاصابة بالامراض السرطانية والتنفسية ولو كان هناك رقابة صحية وامنية على الكازينوهات والمقاهي التي لاتحمل اجازات ممارسة المهنة  التي تسمح لهم للاطفال والاحداث بالتدخين وفرض عقوبة عليهم لكان الاطفال في مأمن من الاصابة بالامراض ومع الاسف الشديد ان يسمح الاهل لهم ايضا فأين المراقبة والتوعية والعقوبة على فعل ذلك . هناك زيادة واضحة لحالات سرطان البلعوم والجهاز التنفسي والفم خاصة الفئات العمرية الاصغر سنا.
 
 
 منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية في دراسة لها عن اضرار الاركيلة بينت ان هذه الاضرار تفوق مخاطر التدخين الى ( 50 ) عاما حيث اظهرت النتائج ارتفاع معدلات ضربات القلب اكثراوكسيد الكربون بعد تدخين الاركيلة كما اثبتت ان معدل استنشاق الدخان كان بنحو( 48) مرة عند تدخين الاركيلة مقارنة بالسجائر علما انه مع اختلاف انهما يؤديان لامداد الجسم بالنيكوتين.
 الدكتورة سهام سالم تقول: ان شرب الأركيلة لمرة واحدة يعادل قرابة ( 12) سيجارة مبينة ان ظاهرة الاطفال وشرب الاركيلة خطيرة جدا وتؤثر على صحته ونفسيته في ظل الظروف الحرجة التي يعيشها البلد. داعية الجميع الى التصدي لهذه الظاهرة والحد منها من خلال نشر التوعية الصحية بهذا الشأن في المدارس والبيوت، وعلى الجميع التكاتف من أجل الحفاظ على أجيالنا بدءا من العائلة من خلال مراقبة أطفالهم وتوعيتهم بصورة مستمرة ومعاقبتهم عندما يتعدون حدود القيم والأخلاق.
 
 
الفتيات ايضا
الامر لم يتوقف عند الاطفال والمراهقين بل وصل الى البنات ايضا وها هي سرى عماد لم تبلغ ( 12 ) عاما بعد ، تدخن الاركيلة بكل طلاقة وهدوء فهي منذ سنتين تدخنها وبعلم والدتها التي تقول: انا اتحمل الخطأ فبعد ان وقعت به ذات مرة حين دعتني احدى صديقاتي الى تدخين الاركيلة في كوفي شوب قريبة من سكننا، استهويت الاركيلة واشتريت واحدة لكن الذي يبدو ان سرى كانت تراقبني واستغلت فرصة غيابي وقامت بالتدخين حتى ادمنته وها انا اجالسها لندخن سوية.
قبل ايام افتتح كوفي شوب خاصة بالنساء يقدم الاركيلية وبعض المشروبات الساخنة في اللحظة الاولى لدخول الكوفي ثمة مجموعة من النساء معالم الترف واضحة عليهن تجلس بينهن طفلتن احداهن بالعاشرة من عمرها واخرى تكبرها بعام او اكثر بقليل. حين سألت احدى النساء عن سبب مرافقة الطفلتين قالت احدهن هذه ابنتي تصاحبني في الكثير من جلساتي وزياراتي لصديقاتي وقريباتي، وحين استفسر منها عن مخاوفها اذ ما قامت بتدخين الاركيلة مستقبلا قالت: طبعا اخاف من ذلك خاصة انه بدأت تسال عن سبب تدخينها وما تفعلها، لكن ما باليد حيلة اخاف ان اتركها بالبيت وحدها مثلما اخاف عليها من خطر الاركيلة.
 
 
 احصائية عالمية 
حصيلة أبحاث أجرتها البحرية الأميركية في وقت سابق أثبتت ان ما يتراوح بين (30 ــ 40 ) % من أنابيب الاركيلة تحتوي على العصيات المسببة (للسل الرئوي) .وذكرت النتائج ان (30 ) % من مدخني الاركيلة على الأقل في الدول النامية سوف يصابون بهذا المرض على مدى العشرين سنة المقبلة .وأن ( 20) % من المشاركين في الدراسة كانت لديهم علامات مرض اللثة وهي عبارة عن التهاب واحمرار اللثة اضافة الى ان الدراسات الحديثة اثبتت  ان تدخين الشيشة يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من تدخين السجائر، وبذلك يكون الشخص أكثر عرضة للاصابة بأمراض القلب والرئة، ويساعد تدخين الشيشة على الاصابة بمرض السل ، وان اخصائيين في بحث علمي جديد نشر في نيويورك افادوا ان كل جلسة تدخين اركيلة قد تعرض المدخن لفترة دخان أطول من تدخين السجائر مؤكدا ان مدخن الاركيلة قد يستنشق خلال جلسة واحدة ما يستنشقه المدخن جراء 100 سيجارة أو أكثر. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram