TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: (هذا ذنب عتيك)

هواء في شبك: (هذا ذنب عتيك)

نشر في: 3 يناير, 2010: 07:20 م

عبدالله السكوتي يحكى ان احد المجرمين سأل احد رجال الدين عن مدى معاقبة الله تعالى للمجرم في الدنيا ؟ فأجاب: ان اقصى مدى هو اربعون عاما، ففرح بهذه الاجابة، وطمع في حلم الله وصمم على المضي في اجرامه مادام امد الحساب في الدنيا بعيد جدا، وفي الليلة ذاتها التي سأل فيها المجرم رجل الدين سرق احدى الدور كسابق عادته ،
 وفي اليوم التالي سقط من السلّم وكسرت ساقه، فاستدعى رجل الدين الى داره واخبره عن سرقته في الليلة الماضية ، وبما حصل له من سقوطه من السلّم وكسر رجله، وطلب منه ان يجيبه عن التباين بين قوله بالامس وما حدث له اليوم، فاجابه رجل الدين:ان الذي اصابك ليس عن الذنب الذي ارتكبته في الليلة الماضية وانما هو عن ذنب (عتيك).لا احد لم يعرف ما قامت به شركة بلاك ووتر الامنية التي قتلت في ساحة النسور (17) مدنياً بريئاً ، لتتصاعد بعدها الاصوات مطالبة بمعاقبة الجناة ، خالطتها تصريحات للنواب وتهديدات من قبل الحكومة بأنها ستحاكم القتلة في محاكم عراقية ، لأن الدم عراقي والارض عراقية ، لكن ما ادهش الشعب واستفزه تبرئة هؤلاء مع وصفهم بالشجاعة من قبل احد محامي الدفاع في المحكمة الاميركية.القضاء العراقي بقي صامتا ولم يتابع من جهته القضية ولم يحاول المطالبة بشهادة الشهود ولا احد سلط الضوء على سير المحاكمة او احضار ذوي الشهداء للمطالبة بحقهم، فقط سمعنا عن طريق الاعلام ان محكمة اميركية حكمت ببراءة هؤلاء ، ونحن صامتون ننتظر ان يعاقبوا على ذنب (عتيك) من جرائمهم التي ارتكبوها في العراق والتي زادت على الثلاثين جريمة.اوديرنو الرجل شخص الخلل وقال: ان هؤلاء ليسوا من المارينز ولا من البحرية وليسوا جنودا اميركان انهم شركات امنية خاصة، أي انه صرح ضمنا ان امورا كثيرة تتعلق بمحاكمتهم ، فهم افراد غير خاضعين للمحاكمة العسكرية ، بقيت القضية تدور وتدور في اروقة القضاء الاميركي بعيدا عن ساحة الجريمة التي هي آخر من يعلم.الأجدر بالجهات التنفيذية ان تكون مواكبة للاحداث وتطالب بتجريم ألقت لة فهي تمتلك السيادة على ارضها كما تدعي ، ما يحتم عليها الا تفرط بقطرة دم عراقية تذهب هباء ، وهي صاحبة الدعوى وعليها المضي بها حتى ان استوجب الامر ان تستأنف القضية وتطالب بمحاكمة الجناة في العراق مع حضور الشهود وذوي الضحايا.هل ننتظر ان يعاقب الله هؤلاء على ذنب (عتيك)  ربما تأخذ المسألة وقتا طويلا يصل الى سنوات ، وعندها يكون الدم العراقي قد برد وضاعت ارواح المساكين(هواء في شبك).علينا ان ندافع عن مبادئنا ونبقى نطالب ونطالب حتى نثبت حقنا في الحياة كباقي الشعوب. لكنني حين استذكرت الحق والكرامة عدت رويدا رويدا الى حسين في رواية بلابوش دنيا في جزئها الاول الزناد حين ذهب سعدون بن مهلهل ليأتي (بكرك الشيخه). حيث ادرج  اشطرا من الشعر قال (ابو كاطع) انها لشاعر اسمه (ابو الغمسي):(يا حمد خل الصبايا يالرهنمايعرفن هورهن من برهنام العلا بالسيف ماهي بالرهنغصب علباشا يودي كركنه )عندها استثيرت حمية خلف الدواح حتى قال:(غصب على شيبه وشيب ابوه وده على ابن مهلهل) وختم حسين : (بركعوهن بالمطارج والبطنبديرة العدوان خاطن والبطنلاتكولش خيل ابو فدعم بطنلحكن المديون واستافن مِنَه)

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram