لا يختلف اثنان على أن الرياضة العراقية بجميع مفاصلها تعيش حالة من التراجع والإنحدار لم يسبق لها ان وصلتها بهذه الصورة المرعبة التي تُنذر بانهيار المنظومة الرياضة تماما وتستدعي اليوم قبل أي وقت آخر وقفة جادة من اعلى الهرم في الدولة العراقية لانتشال الرياضة ومفاهيمها من قعر هوّة عميقة يغلفها الفساد والظلام والجهل من كل جانب حتى غدت المؤسسات الرياضية من اهم الوسائل النفعية للإثراء والإيغال بالمال الحرام على حساب الموهبة والإنجاز وتسلق الجهلة والمنتفعين الى اعلى الهرم الرياضي واستفحلت سلطتهم بمجال التخطيط والتنظير والتصرف بالمقدرات واصبح لزاما على الجهات الراعية للقرار خارج الوسط الرياضي ان تتدخل بقوة ازاء الاولمبية والاتحادات والاندية وجميع المؤسسات وألا يبالوا بالتهديد بتبعات خارجية تؤثر على مسيرتنا في البطولات الخارجية ، فقد وصلت الاحوال الى مفترق الطرق وتقطـَّعت بنا السُبل عن العالم بين حصار وحظر , ولم تعد الرياضة تعني وتترجم اسمها ،بل صارت من أوجه الشبهات المؤطرة بالتزوير والابتزاز والسرقة والتلاعب بمقدرات وسمعة البلد والمتاجرة بآهات جماهيره، والأكثر ان لعنة الحظر والحصار باتت تغذى وتنشط من الداخل اكثر منه من خارج البلاد بالأمس اكتوينا بنار المدرب الاجنبي حاجي وتلاعبه بنا بطريقة غريبة ليس القصد منها اذا ما صحت نظرية فطاحل الاتحاد لدينا سوى ايجاد المسوغات لاستمرار فرض الحظر المفروض على ملاعبنا ونقل صورة مشوَّهة جدا عن العراق عموما وليس الرياضة في العراق فقط. فهل يجوز لنا النسيان والتناسي وغض الطرف كما حصل مع لاتزاروني وأكرم سلمان وغيرهما أم ان هناك مَن يقف ويتصدى لهذه المنظومة التي تعبث ينا وباللعبة الاولى في العراق وجدلية الأجنبي والمحلي التي ستستمر دوما حالها حال عِلل الدهر والتاريخ والحل الوحيد يكمن بقطع دابرها وانهاء اسوأ ملفات الفساد في الرياضة العراقية التي لم تعرف الاستقرار بكرة القدم تحديداً طوال سنوات كثيرة أوصلتنا اليوم الى مرحلة التلاعب والابتزاز والتزوير الذي يتندّر به اصحاب الوكالات الخبرية ومواقع التواصل الاجتماعي بوثائق دامغة طالت منتخبات الشباب والناشئين وما زالت مستمرة علناً. وعلى رأي المثل المصري الشهير (الي ما يشتري يتفرج) وتمرُّ جميعها مرور الكرام وكأنها ليست بجريمة معلنة , والحقيقة أنني حين أتحدث عن اتحاد الكرة وأم المهازل بعقد حاجي الوهمي فان الحال الصعب يطال الاتحادات الرياضية الاخرى التي ربما أسعفها الحظ ولم تنل شهرة كرة القدم وإلا فإن أحوالها وما يحصل فيها قد يفوق أحوال الكرة عشرات المرات كما انه ليس ببعيد عن المؤسسات الرياضية الأخرى ومنها وزارة الشباب التي اعلنت منذ ايام رسميا إلغاء 41 نادياً وهمياً اُسست لأجل الكسب غير المشروع وربما زاد العدد الى الضعف مستقبلا وهي حالة مشخَّصة منذ سنوات يوم تناسلت الاندية وازداد عددها الى ارقام مخيفة وليس الآن , وكل ما نتمناه ان تمضي الوزارة قُدُماً في علاج هذه الحالة الشاذة ولا تمهل أصحابها تحت ذرائع غير مقنعة كما حصل خلال السنوات السابقة فكانت النتائج مخيبة وأثرت بصورة مباشرة على جيل من الرياضيين صُودِرَت حقوقهم في تطوير مواهبهم وأكثرهم في اندية الأقضية والنواحي النائية فلم تكن هناك اندية حقيقية ترعاهم، بل وهمية صادرت حقوقهم , هذا باختصار شديد واقع رياضتنا اليوم وما خُفِيَ كان أعظم ، فهل ستُلبي الحكومة مطالب الجماهير وتضع حداً لكل هذه التجاوزات وملفات الفساد التي ترهلت بمكاتبها أم أنها ستنتظر ثورة شعبية رياضية شبيهة بثورة الكهرباء لكي يصحو البرلمان والحكومة على أحد المفاصل الحيوية التي ينخرُها الفساد بقسوة؟!
الرياضة والكهرباء وجهـان!
[post-views]
نشر في: 9 أغسطس, 2015: 09:01 م