عبر درجة حرارة تقارب شواظ تنور مسجر ، تتناهى من مسامات الروح علامة استفهام ضخمة . سؤال خطير ، مبهم ، عويص الإجابة . بدلالة السكوت عن طرحه ، والتغاضي عن الولوج في تيه مداخله ومخارجه .
لماذا وحتى متى كتب على العراقي ، هذا الواقع المر ، وعيش الكفاف ، والمصير المجهول ؟
………………..
تتوارى معظم المواضيع المصيرية الراهنة — استحياء — ربما احتجاجا ، أمام أخبار متواترة من الموصل عن إعدام (٥٣ )طبيبا ، و(٣ )محاميات ، و(٢٠) شابا ، من مختلف الأعمار والمشارب والانتماءات، و…التهم جاهزة ،
انتهى الخبر .
نفزع لتنويه يكذب النبأ ، دون جدوى ، لا ، ليس الخبر منتحلا ولا مدسوسا ، او لمجرد الإثارة . او لتبيان سطوة داعش ، فالخبر موثق على لسان السيد( غياث سورجي ) مسؤول الإعلام في مركز الموصل للاتحاد الوطني الكردستاني ، عبر تصريح صحفي .
…….
كلمة لماذا ؟ واحدة من اعمدة المعرفة الراسخة :: متى وأين وكيف وماذا ولماذا ؟
لماذا وقف القضاء في دساتير وقوانين العالم الحر - وغير الحر - على دعائم اربعة ، لو انهدم عمود منها لأصيب القضاء بشرخ ليس لفتقه رتق !
دعائم القضاء ومدرجاتها : البداءة ، الاستئناف ، التمييز ، واضيف إليها لترسيخ العدالة عمود رابع هو تصحيح القرار . والذي لا يكتفى فيه بقاض واحد ، ولا بثلاثة ، ولا بخمسة ، إنما يقتضي إصدار القرار من قبل الهيئة التمييزية العليا التي قد يتجاوز عدد القضاة فيها السبعة او اكثر من المتمرسين ذوي الخبرة .
لماذا ضمنت القوانين الوضعية للمتخاصمين هذا القدر من درجات المحاكم ؟
تحسبا من جور حاكم ، او انحيازه ومحاباته لطرف ، او تردده او جهله او ضعفه
……..
إن القضاء والإجهاز على هذا العدد الكبير من الأطباء والخريجين — وهم أحد منابع ثروة العراق — . بقرار ربما فردي او كيدي او متسرع - دون محاكمة ، دون استئناف او تمييز او تصحيح قرار ، انما هو قرار عسف جائر ، لا يسنده قانون وضعي ولا شرعي ولا إنساني …. فمن بوسعه إيقاف شلالات الدم تنهمر جزافا في زمن شح وتعكر فيه الماء الصالح للشرب ، زمن أصبح فيه ثمن قنينة
ماء ، أغلى من جردل دم .
لماذا وحتى متى ؟!
[post-views]
نشر في: 9 أغسطس, 2015: 09:01 م