TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > حكومة " التفويض الشعبي

حكومة " التفويض الشعبي

نشر في: 9 أغسطس, 2015: 09:01 م

مطالبة المتظاهرين رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بتشكيل حكومة التفويض الشعبي بعد حصوله على دعم المرجعية الدينية في النجف ، يبدو خيارا فنطازيا ، لكنه ليس مستحيلا ، حين تعلن القوى السياسية بصدق وحسن نية، انها تدعم وتساند المتظاهرين ، وتتخلى عن التعاطي مع القضية باسلوب ادارة الازمة ، تصريحات الصقور ، تختلف عن اقوال الحمائم ، لاغراض التسويف وكسب الزمن حتى تمر العاصفة بسلام ، ليبقى كل مستفيد محتفظا بموقعه ومنصبه وحضوره في المشهد السياسي .
حلم حكومة التفويض الشعبي خيار العبادي الوحيد للتعبير عن استعداده الحقيقي لتنفيذ مطالب المحتجين ، شريطة حصوله على دعم مجلس النواب الحالي ، علما ان رئيسه سليم الجبوري اعلن عقب تظاهرات الجمعة الماضية استعداد المجلس لمحاسبة المفسدين ، مثل هذا التصريح ليس جديدا ، ومن واجب البرلمان ضمن صلاحياته محاسبة المسؤولين المفسدين مهما كانت مواقعهم ، ومناصبهم ، المتظاهرون كانوا ينتظرون من الجبوري تصريحا يتعلق باتخاذ اجراءات سريعة لتشريع قانون الاحزاب ، ثم اعداد قانون جديد للانتخابات ، يلبي طموحات العراقيين في اجراء التغيير .
جميع الكتل النيابية والاطراف المشاركة في الحكومة الحالية ، اعلنت دعمها للتظاهرات بطريقة شراء "طابع ابو المية" يوضع اسفل العريضة المرسلة لصاحب القرار تبارك خطواته الثورية "تسعيركم الشلغم اثلج صدورنا" ، وسائل الاعلام التابعة لاحزاب متنفذة مررت هذه الاكذوبة بتوجيه رسالة الى الرأي العام بانها اي تلك الاحزاب مع اجراءات التغيير الشامل ، للقضاء على المحاصصة الطائفية والمذهبية .
الاطراف المشاركة في الحكومة خاضت قبل تشكيلها مفاوضات ماراثونية لتقاسم الحقائب الوزارية ، تبدو اليوم غير مستعدة للتنازل عنها ارضاء لطلبات المتظاهرين ، والكتل النيابية في البرلمان هي الاخرى ترفض منح العبادي فرصة التأييد الشعبي بتشكيل حكومة جديدة تضم شخصيات مستقلة ، فبرزت تساؤلات بين المحتجين تتعلق بإمكانية ان يعلن نوري المالكي وصالح المطلك واياد علاوي ، وبهاء الاعرجي وهوشيار زيباري ، وعادل عبد المهدي وغيرهم ، استقالاتهم لدعم خطوات العبادي الاصلاحية ، ليؤكدوا بصريح العبارة انهم مع مطالب المتظاهرين بتشكيل حكومة تستمد شرعيتها من التفويض الشعبي .
مجلس النواب الخاضع لارادة الكتل النيابية ، سيقف ضد المحاولات الاصلاحية ، لانها تخترق الدستور ، تحت هذه الذريعة ، سيتناول المتنفذون شراب الطاقة لافشال حكومة التفويض الشعبي الفنطازية ، أما تعديل قانون الانتخابات فهو خط احمر ، لايجوز الاقتراب منه حفاظا على حضور الرموز الوطنية في المشهد السياسي .
ما يعلن عبر المنابر وشاشات فضائيات الاحزاب المشاركة في الحكومة يحتاج الى مواقف داخل مجلس النواب لدعم العبادي في تلبية مطالب المتظاهرين ، التحالف الوطني العاجز عن اختيار رئيسه ، يتحمل مسؤولية اكبر ، بوصفه يقود الحكومة الحالية ، بدعم خطوات العبادي سواء بإجراء تعديل وزاري او تحقيق حلم المتظاهرين بتشكل حكومة التفويض الشعبي او توزيع الشلغم ضمن مفردات الحصة التموينية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram