مثلما نقول ان الإنسان اعلى قيمة من الأرض فهو بالضرورة اعلى مكانة من الدستور. أية خطوة مهما كان شكلها ونوعها لرفع الظلم عن المواطن لا يمكن ان نقول عنها مخالفة دستورية الا اذا كان الدستور قد شرع اساسا لنشر الظلم. ملايين المظلومين الذين صاحوا الغوث من غطرسة المتحكمين بقوت الشعب ومستقبله من البصرة الى بغداد يشكلون قانونا شعبيا للطوارئ. والطوارئ ضرورة. وللضرورة احكامها الخاصة.
هؤلاء المتباكون اليوم على الدستور بحجة ان العبادي اخترقه دعوهم يبكون فوالله ان بكاءهم ليطربني اكثر مما كانت تطربني ام كلثوم. دعوني آخذهم على قدر عقولهم لعلهم يستيقظون. بالمناسبة كلهم يقرون ان الفساد وصل الهامات. وفيهم من كان هو السبب في تبديد 800 مليار دولار تكفي لان تحول العراقيين كلهم الى اغنياء. اوصلوا الشعب المغلوب الى ان تجد فيه طبقات تعتاش على ما تمّن به عليها قلابيات القمامة، واطفاله تبيع قناني الماء والكلينكس في الطرقات وتحت حر الشمس وكأنهم لاجئون في بلدهم. متظاهر صاح بأعلى صوته وهو اصدق الصادقين: بأي ذنب يقتلنا الجوع؟
هنا اسألهم: لو اني لمحت أحدا ينوي سرقة امرأة كبيرة السن اجبرها الفقر على ان تبيع السكائر من اجل ان ينعم "أبو حميد" بالخضراء على سرير من الدولارات دون ان يقدم عملا واحدا فيه خير للناس، هل اساعدها واقبض عليه ام أقول لنفسي ان هذا خرق دستوري وقانوني؟ الا تعلمون ان الضرورات تبيح المحظورات ام تغشمون نفسكم؟
اوكي، مثل آخر لمن يدعي التدين فيهم: لو انك كنت في وسط الصلاة وتناهى لسمعك صوت أيزيدية تستغيث بك لتخلصها من يد داعشي قذر. أتعتذر لان صلاتك اوجب ام تقطعها وتنجد الأيزيدية لان انقاذ حياة الانسان عند الله اهم من الصلاة في تلك اللحظة؟ ماذا تقول عزيزي القارئ لو جاء فايخ ليقول لك ان قطعك للصلاة خرق لدستور الامة الذي هو القرآن الآمر بالصلاة؟ بشرفك شراح تجاوبه؟ اذهب بجوابك هذا للتظاهرات القادمة واسمعه لهم بطور الغافلي لو سمحت.
هذا هو حال العراق اليوم: منهوب مسلوب وبناته سبايا وحالة خزينته تدمي القلب والفقر مس حتى عظام الناس. فو الله والله ان خرق الدستور لو أعاد درهما واحدا لخزينة الناس سيكون اشرف خرق. فما بالكم لو ان قرارات العبادي الأخيرة ستعيد المليارات للشعب من جيوب ما كان تستحق دينارا واحدا يدخلها لان أصحابها عطالة بطالة وعالة ثقيلة على المال العام. الدستور الوحيد الذي يجب ان لا يخرق او يخترق هو كرامة العراقي ولقمة عيشه الكريمة وحريته الشخصية والعامة. اما السراق واللصوص والكذابون فضربهم حلال شرعا وقانونا حتى وان لم يكن هناك نص دستوري يجيز ضربهم. أيها العبادي، واصل ضرباتك الحديدية على رؤوسهم باسم الشعب فإنه معك.
خرق الدستور ولا خرق كرامة الإنسان
[post-views]
نشر في: 11 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
abbas
استاد هاشم العقابي تحيه اجلال واكبار لك ولشعب العراقي ومانديلا العراق الذي بداء حربه علئ المفسدين ويجب محاكمتهم باشراف قضاة مهنيين ونزيهين وليس اعضاء محكمة الاتحاديه الذين لم يطالب باستراد ايهم السامرائي الا اليوم ولماذا تسويف كل هذه السنين مع خالص التق