"المبرد الرفيع" وصف او مصطلح سمعته لأول مرة من رفيق الشعراء الشعبيين الغنائيين "لفتة أبو الريحة". كان المرحوم لفتة واحدا من اعلام الصالحية في السبعينات حيث مبنى الإذاعة والتلفزيون. المرحوم كان موسوعة بحفظ الدارميات حتى انه رغم ضعف وضعه المادي يغط أحيانا للأرياف ليأتينا بأبيات جديدة. آه يا زمن.
مرت بنا في تلك الأيام موجة ادمان على لعب "الدنبلة" التي تقيمها النوادي الاجتماعية وحتى الثقافية. كان عند لفتة جدول بالأيام لتلك النوادي من السبت الى السبت. من نادي النفط الى الاعلام وعشتار والعلوية واسالة الماء والسكك والتعارف والعمال وغيرها. كان جدول لفتة بوصلتنا وكان يسبقنا كي يحجز لنا الطاولات والكراسي لان الاقبال الشعبي على لعبة "الدنبلة" كان كثيفا جدا في آنها.
ذات يوم اختفى لفتة فجأة فضيعنا البوصلة وصرنا راس يردم راس. أسبوع مرّ ولفتة لم يمر. ذات ظهيرة، وبالصدفة، ألقينا القبض عليه في "شريف وحداد". ها ولك لفتة وين هالغيبة؟ بطلت بعد ما العب. ليش؟ قال لأنه اكتشف بان "الدنبلة" مبرد رفيع يزرف الجيب من دون ان يحس به صاحبه. وضح يا اخينا. قال ببساطة: لان الذي نصرفه عليها يبدو قليلا لكن الصرف اليومي كخلايا السرطان تأكل الجيوب بصمت وبدون الم أحيانا، ولو يجي مدري منو بعد ما العب.
تذكرت لفتة وانا اطالع قرار رئيس الوزراء بغلق الصحف والمجلات التابعة للمؤسسات الحكومية. قرار شخص مبردا خشنا. لكن هناك مبارد رفيعة أكثر استنزافا لجيب الدولة اخترعتها شبكة الاعلام العراقي ومن خلال قناة "العراقية" بالذات. اكثرها نعومة وايذاء مبرد فتح مكاتب للقناة في الدول الأخرى والبذخ عليها بالمخصصات والصرفيات الطائلة. قنوات عالمية اهم وانشط من العراقية لم تلعب هذه اللعبة. ليش؟ لانها تدار باموال خاصة لا باموال عامة. والمال العام ينطبق عليه قول "مال عمك ما يهمك". سأضرب مثلا واحدا لتلك القنوات وهي "الحرة العراق". عندما تحتاج ضيفا تؤجر له ستوديو بالساعات وابوكم الله يرحمه. كذلك تفعل البي بي سي صعودا الى السي ان ان.
ارجو ان لا اتهم باني اريد قطع ارزاق الناس. انا ادعو الى غلق تلك المكاتب والاستفادة من الذين فيها ككادر للشبكة. بصراحة أستطيع التحدث عن مكتب العراقية في لندن وفي القاهرة لاني أعيش بينهما. انها مكاتب للبذخ والبطالة وترس جيوب الاقارب والحبايب، ولأشياء اتجنب ذكرها هنا. لا خوفا من أحد بل من باب الستر. الأهم في أيام الإصلاح هذه هو ان نعمل معا على كشف كل زرف في جيب ميزانية الدولة ورتقه. والى لقاء في حديث عن مبرد رفيع آخر.
مبرد قناة "العراقية" الرفيع
[post-views]
نشر في: 12 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ام رشا
يقال مزرف رفيع وليس مبرد رفيع يا فطحل
هاشم العقابي
الاخت ام رشا ان لم اقل يقال ولم اتطرق للمثل بل الى مصطلح استعمله انسان نعرفه بالوسط الشعري. لذا قلت لاول مرة اسمعه منهىني اعتدت على سماع مزرف . وهذه هي الامانة. فالفطحل هو وليس انا يا اخت ان كان لابد من استعمال كلمة فطحل. تحياتي