TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مجسر "الصدرين" الحقيقة التي تحولت إلى حلم

مجسر "الصدرين" الحقيقة التي تحولت إلى حلم

نشر في: 13 أغسطس, 2015: 12:01 ص

خلو محافظة المثنى من مجسرات وتقاطعات نموذجية حتم عليها ان تضع خططا لمشاريع ضخمة لها علاقة بالأساليب الحديثة لتخطيط المدن، على أثر ذلك تم تنفيذ عدد من المشاريع إلا انها لا ترتقي إلى الطموح المنشود من قبل مواطني المحافظة وعلى مدى السنوات التي أعقبت الع

خلو محافظة المثنى من مجسرات وتقاطعات نموذجية حتم عليها ان تضع خططا لمشاريع ضخمة لها علاقة بالأساليب الحديثة لتخطيط المدن، على أثر ذلك تم تنفيذ عدد من المشاريع إلا انها لا ترتقي إلى الطموح المنشود من قبل مواطني المحافظة وعلى مدى السنوات التي أعقبت العام 2003 شهدت المحافظة العديد من المشاريع التي سرعان ما يتم إنشاء غيرها وعلى انقاض المشاريع السابقة وهذا كان واضحا من خلال الارصفة ورفعها وترقيعها ومن ثم اعادتها. حاجة المحافظة القصوى دعت أصحاب الشأن إلى رفع خطط تلائم حاجة المحافظة على ان تنفذ المشاريع ضمن موازنات الوزارات بعيدا عن موازنة المحافظة والتي تعتبر الافقر بين محافظات العراق وفقا لتقارير وزارة التخطيط العراقية.
 
 
ازمة ودوائر
في العام 2013 اعلنت محافظة المثنى عن انشاء مجسر الصدرين متعدد الطوابق والذي سيحل أزمة خانقة تعانيها الطرق الرئيسة الرابطة بين محافظة الناصرية والمدخل المؤدي الى وسط السماوة .
امتداد الطريق من الجانب الجنوبي إلى الشمالي ينتهي عند تقاطع كبير تقع على جانبه بناية مجلس المحافظة المتقابلة امام رئاسة محكمة استئناف السماوة مع مجموعة من الدوائر العدلية والخدمية، تواجد هذه الدوائر على طرفي الطريق ساهم بصناعة أزمة مرورية خانقة فضلا عن انتشار المعرقلات الامنية التي تمنع توقف السيارات .. 
ومنذ ما يقارب العام ونصف العام تشهد هذه المنطقة عمليات حفر كبيرة وقبلها كانت عملية ازاحة خزان ماء كبير عرف محليا (بتانكي الشرقي) لتكون محله ركائز كونكريتية ضخمة جدا وصفها مواطنو المحافظة بأنها غابة ركائز والتي من المؤمل ان تحمل المجسر الجديد الذي وصف بأنه الاضخم بين محافظات الوسط والجنوب ، لتتحول المنطقة إلى منطقة تراكم أنقاض ومخلفات بناء من جراء توقف العمل بالمشروع الذي ساهم بسوء كبير يعانيه ابناء المحافظة ومستخدمو الطريق العام .
 
 
65 مليار و 43 شهرا
يتكون المجسر الذي صممته شركة موستوستال البولندية من ثلاثة مستويات و ثلاثة جسور رئيسة حيث تخرج منها تفرعات تتوزع على طرق التقاطع، ويقول سعيد المشعان مدير المتابعة في محافظة المثنى لـ(المدى) يبدأ الجسر (1) من شارع المحافظة وينتهي بشارع الكراج الموحد وهو الأعلى ويتفرع باتجاه طريق محافظة الناصرية، اما الجسر رقم (2) فيبدأ من شارع الشيخ مهدي عند مدخل السوق العمودي وينتهي كذلك في شارع الكراج الموحد ويعتبر هذا الجسر المستوى الثاني ليخرج منه فرع باتجاه شارع الناصرية أيضا. 
ويوضح: فيما يخص رقم (3) فهو الاوطأ مبتدأ من شارع بغداد وينتهي في شارع طريق الناصرية، اما المسافة الكلية فقد بلغت (2250) م عدا المقتربات وبحسب الدوائر المعنية فأن كلفة المشروع المقرة من قبل وزارة البلديات والاشغال هي 65 مليار دينار عراقي وبفترة عمل تستمر لمدة 43 شهرا من العمل المتواصل، إلا أن العمل قد توقف. 
 
 
نقمة جاثمة
الطالب في كلية القانون وصفي وروار يصف مروره اليومي كل يوم صباحا اتجاه إلى المحكمة من أجل التدريب الصيفي إلا انني اضطر لإجراء جولة طويلة تستمر لمدة نصف ساعة كي اتمكن من الوصول إلى مكان عملي وهذا بسبب قطع الطرق المؤدية الى المحكمة من جراء عمليات الحفر وكذلك التغيير الذي اصاب الشوارع الغارقة بغبار الانقاض علما ان الوصول الى عملي لايأخذ اكثر من عشرة دقائق. مضيفا: ان مدينة السماوة قد تعودت على الغرق بالغبار فقبل اربع سنوات عانت المحافظة من مشكلات مشروع المجاري الذي قطع اوصالها واحالها إلى مدينة خربة ورغم انتهاء المشروع واكساء اغلب شوارع المدنية عاد بنا الامر من جديد من مجسر الصدرين الذي تحول إلى نقمة جاثمة على صدورنا .. 
 
 
افران واتربة
المواطن صفاء حسن صاحب افران لـ(المدى) يقول عن معاناته اليومية بسبب المشروع : نعاني من كثرة الاتربة ونحن نقوم كل يوم برش الماء امام الافران من أجل التخلص من تطاير الأتربة وتلويث منتوجاتنا من الصمون والمعجنات. مضيفا: هذا الامر اعاق وصول زبائننا اليوميين مما أدى تعثر العمل وكساد البضاعة الامر الذي تسبب بخسائر مادية.
 
 
المحافظة تطالب
إلى ذلك اعلنت الحكومة المحلية في المثنى عن توقف العمل بالمجسر وذلك لعدم وجود تخصيصات مالية من قبل وزارة البلديات، وقال محافظ المثنى ابراهيم الميالي في حديث لـ(المدى) التقشف المالي خلف مشكلة اخرى تضاف على كاهل المواطن السماوي اثناء توقف مشروع مجسر الصدرين في السماوة بعد سلسلة المشاريع الوزارية المتوقفة، مضيفا: كان المؤمل من المشروع اضافة خدمة عامة للمواطنين ويخفف من الزحامات المرورية التي تعانيها المحافظة الناتجة من عدم وجود مجسرات كافية وطرق فرعية في المدينة لكن الذي حصل ان المعاناة ازدادت.
وطالب محافظ المثنى ابراهيم الميالي: وزارة البلديات بالالتفات الى مشاريع المحافظة وتحديدا هذا المجسر الحيوي عادا اياه: بالحيوي والمهم في حركة التنقل والمرور داخل المحافظة وربطها مع المحافظات الاخرى وخاصة البصرة والناصرية. 
من جانبه طالب رئيس مجلس محافظة المثنى حاكم الياسري في حديث الى ( المدى برس )، الوزارة بالإسراع في إيجاد طرق أخرى لتمويل هذا المشروع وباقي المشاريع الاخرى كالاقتراض من المصارف المحلية او الدولية. مشيرا: الى ان الحكومة المحلية ستسعى للاقتراض او تنفيذ خططها بنظام الدفع بالآجل بضمان الحكومة المركزية لإكمال عمل المشروع ان اقتضت الضرورة.
 
 
الشركة تغادر 
وفي غضون ذلك قامت شركة أرض الساحل وهي الشركة المنفذة للمشروع بترك العمل ومغادرة المحافظة بعد ان صرفت ما يقارب الثلاثين مليار دنيار عراقي من أصل الكلفة الكلية دون استلامها اي مبلغ يذكر وبطبيعة الحال فأن هذا الامر لم يمكنها من المواصلة في التنفيذ، ويقول مدير دائرة المهندس المقيم في المشروع عماد محمد علي لـ(المدى) ان توقف العمل جاء قسريا بسبب الموازنة العامة وبحسب قرارات وزارتي التخطيط والمالية القاضية بتوقف صرف أموال كافة المشاريع الجاري فيها العمل الامر الذي أجبر الشركة على المغادرة واجراء بعض الامور الفنية التي من خلالها تنظيم الطرق الرابطة بالمجسر كونه يطل على سبعة شوارع مهمة وحيوية داخل مركز المدينة.
 
 
انجاز 30% 
واضاف المهندس علي: ان هذا المشروع لو اكتمل لكان من افضل مشاريع المنطقة كونه مصمم على مواصفات عالية جدا ويصل إرتفاعه إلى عشرين مترا بطوابقه المتعددة. منوها: اننا خاطبنا محافظة المثنى بضرورة ايجاد حل مناسب لان توقف العمل سيؤدي إلى مشكلات نحن في غنى عنها لتقوم المحافظة بدورها بمفاتحة وزارة البلديات بضرورة ايجاد ابواب صرف استثنائية من أجل تمشية الامر وتماثل المشروع الى التكامل فضلا عن انه وصل الى نسبة الثلاثين بالمائة وفي فترة وجيزة. 
كما اوضح المهندس المقيم: إن العمل كان سببا في رفع العديد من الارصفة الامر الذي ادى إلى ان تكون المنطقة غير صالحة لمستخدمي الطرق من المشاة والمركبات إضافة إلى الاضرار التي لحقت بالمحال التجارية المحيطة بحدود المشروع، خاتما قوله بدعوة الوزارة والمحافظة إلى ضرورة إيجاد حل اجرائي سريع لهذا التوقف الذي أضر بمركز بالمحافظة.
 
 
وفاة بسبب المشروع
من جانبه قال المهندس العامل في المشروع حسين علي كنان : ان توقف العمل حتم علينا الطلب من الشركة بتسوير المنطقة وخلق طرق يتم من خلالها ربط الشوارع المتقطعة وذلك بموجب الامر الذي ينص على تسليم ارض المشروع إلى الشركة إلا ان هذا التسوير تحول إلى أماكن توقف السيارات ومكبات نفيات تخرج من السوق إلى منطقة العمل لتتحول المنطقة إلى فوضى بملامح غير واضحة وكان هذا امرا اضطراريا. مبينا: أن هذا هدفه المحافظة على حياة الناس بسبب تراكم الانقاض سيما وان المجسر شهد وفاة باسم الموسوي شقيق مدير الشركة حيث سقطت عليه إحدى الآليات مما أدى إلى وفاته على الفور.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram