TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > صورة تفتقر لإطار

صورة تفتقر لإطار

نشر في: 12 أغسطس, 2015: 09:01 م

تداهمني صورتها — بإنسانيتها المسلوبة — كلما تناسيت تفاصيلها ، هممت بتدبيج مقال يستعرض مكنونات المشاهد الساخنة ، شديدة السخونة ، التي تسلب اهتمام العراقي ، وتستولي على لبه وهو يرى زرافات الناس ، وحشودهم البشرية تتقاطر وتتجمع في الشوارع وساحات الاعتصام . بحثاً عن طرق للخلاص . وخوفا من مجهول لا يمكن التنبؤ بنتائجه الكارثية المحدقة في عراق قلق ، قيل عن شعبه إنه قد يهجع - لفترة - ولكنه لا ينام ، قد يتوعك حينا لكنه يستعصي على الموت !
……
تداهمني صورتها - في الصحو والغفوة - صبية حلوة الملامح ، لوّحتها الشمس اللاهبة ، تتنقل عبر الشوارع ومفترقات الطرق ، تنتظر الضوء الأحمر لتتوقف الحافلات ، تعرض على الركاب بأنفة مفتعلة تشبه الاستجداء ، شراء علبة مناديل ورقية ، قد تعيل بثمنها امها الأرملة ، او لتسد بالثمن ، رمق طفل جائع يبجث في كدس الزبالة عن كسرة خبز ،
تقرعني صورتها ، ترتدي ثوبا استطال برقعة مغايرة اللون ضماناً للستر ، . افترشت رصيفا معشوشبا ، استظلت من لهب الشمس بعلب المناديل الورق . داهمها النوم فاستسلمت لسلطانه دون وسادة او مفرش او غطاء .
صبية ، لم تذهب لمدرسة ، لتتعلم ، لم تطأ مصنعا لترتزق . ما ضمها بيت آمن مستقر لتطمئن .
……….
ليت بالإمكان تأطير الصورة . وإرسالها لمن لا يهمهم الأمر ، لعلهم يستحون ، لوحة ناطقة . ليتفرج عليها العالم ، الباعة والمشترون ،، صورة تاريخية توازي في قيمتها الإنسانية ، تلك الصورة التي هزت ضمير العالم ، صورة الطفلة العارية المرعوبة ،الهاربة من نيران القصف في فيتنام ، التي غدت أيقونة إدانة ، وصارت وثيقة تاريخية معتمدة لتبيان بشاعة ظلم الإنسان لآخيه الإنسان .
مطلوب ذوو حمية وضمائر حية . ساسة وفنانون ومثقفون ، يتناخون لتأطير الصورة وإهدائها …. لمن ؟ هذا هو جوهر السؤال !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram