TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > انتهت اللعبة

انتهت اللعبة

نشر في: 12 أغسطس, 2015: 09:01 م

قد علمنا، حفظكم الله ، أن هناك نية او نوايا لان يحتفظ العراق بنائب واحد لرئيس الجمهورية، ومثله لرئيس الوزراء، وعلمنا ايضا ادامكم الله ان هيئة النزاهة نفت نفيا قاطعا ، الاخبار التي تقول انها اصدرت مذكرات استقدام بحق مسؤولين حكوميين، لأن كل من روج لهذا الخبر لايعرف اننا نعيش في بلاد القادة "الملهمين"، أنا شخصيا، لن أصدق أن أرى يوما صورة لمسؤول عراقي وراء القضبان بتهمة سرقة المال العام، او بجناية تعريض السلم الاهلي للخطر، او بجريمة تحويل ربع العراقيين الى مشردين في الخيام، على اية حال فالديمقراطية العراقية لن تتخلى عن "فخامته" ولا عن "معاليه".. هذه نتائج ثلاثة عشر عاما من انفلات غرائز السراق والقتلة والطائفيين، الذين اصروا على سرقة حتى تاريخ البلاد، ونشر الفوضى وتعميم الخراب.
ظل فيلسوف اثينا سقراط يقول لكل من يراه في: الشر جهل، والخير عبادة.. ما هي أعلى مراتب الخير؟ يخبرنا سقراط انها في نشر الطمأنينة: سأظل اسأل كل من القاه مالي أراك يا صاحبي تعنى بجمع المال والشهرة ولا تنشد من الطمأنينة وحب الخير الا اقلها، الا يخجلك ذلك؟
لا تحتاج الكوارث والمصائب التي حصلت خلال السنوات الماضية، الى ذكاء لكي نكتشف ان المواطن العراقي دفع ثمن غياب الخير وغياب المسؤولية الوطنية، واعلاء شأن الطائفية والتحزب، وقد بدا ذلك واضحا في الطريقة التي تعامل بها البعض من مسؤولينا مع الأحداث الجسيمة. أرجو ألا يظن أحد أنني أحاول أن اعود في كل مرة الى سيرة "باني الديمقراطية العراقية الحديثة" وان جعبتي خلت من الحكايات، الا حكاية "فخامته" كما يظن البعض من القراء الاعزاء، ولكنني ايها السادة أحاول القول أن لا شيء يحمي الدول من الخراب، سوى مسؤولين صادقين، في العمل وفي الاعتراف بالتقصير، في الصح وفي الخطأ.. وفي محاسبة النفس ، ولهذا اتمنى على المسؤولين "السابقين" ان يتركوننا في حالنا، اذا كانت الديمقراطية تعني ان تستبدلوا كرسي وثير بآخر اكثر نعومة، شكرا. لانحتاج لمثل هكذا ديمقراطية.
اليوم يتحرك العراقيون لطي صفحة الفشل فى الحفاظ على استقرار البلاد ، والفشل فى تأمين ابسط شروط الحياة الكريمة للمواطن ، يقول الشباب العراقي هذه الايام كلمته، يتصدر الصفوف، ، يتحسب للحظة التى سيلحق فيها " صبيان السياسة " بذات المصير الذى يلحق كل مسؤول وسياسي تاجر بدماء الناس وامنهم ومستقبلهم .
اليوم الشباب يصرون على اقامة ديمقراطية يهزم فيها حيدر العبادي خصومه السياسيين، أولا باحتضان الخصوم، وبإقامة المصالحة، وبجعل العراق دولة للجميع.. عندها سنقرأ أفضل وأهم رواية عن فشل "فخامتك" يكتبها حيدر العبادي بهدوء ومن دون بيانات "فقاعية".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. د عادل على

    لنبدا من الصفر------الغاء مجلس النواب ومجلس الوزراء --ورؤساء المؤسسات الرسميه وشبه الرسميه-------لندعوا الناخبين لانتخابات جديده------ لااتنتخبوا السابقين--انتخبوا الشباب والمتخصصين والخبراء والنزيهين وارسلوا المفسدين في الأرض الى بيوتهم----------لاتشكلو

  2. Abu Ahmed

    مااوع كتاباتك وعمودك اليومي والامل فعلا باستمرار مظاهرات الشعب لحيت تحويل مشاريع الاصلاح الى واقع يعيشه ويتلمسه الناس بعد المعاناة من البطالة والفقر واليأس وغياب الخدمات اتمنى ان نشاهد اليوم الذي يكون السراق والحرامية والفاسدين خلف القضبان وهل يمكن ان يت

  3. حسين العبادى

    لم نرى رغم كل هذا الضجيج اى تغير يشير الى الاصلاح سوى انهم ضحوا باريعه كبش فداء وابقوا على راس الفساد والمشاكل سالما وسوف يرجعونه الى مكانه سالما غانما وسوف نعتذر له نحن الشعب ونقول له عذرا سيدى لست انت المقصود بالفساد ولابسوءالخدمات ولانقص الكهرباء ولاجر

  4. ام رشا

    أتمنى يا أستاذ علي ان تتحقق أمنيات ومطالب الشعب العراقي بالاستقرار والعدالة ولو ان ذلك صعب التحقيق في ظل وجود أحزاب الإسلام السياسي على راس السلطة والسيد العبادي من ضمن المنظومة والسؤال هل يستطيع العبادي التخلي عن حزب الدعوة ومحاسبة ابرز اعضائه باحالته إل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram