TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى السبت: سيمفونية شارل غونو

موسيقى السبت: سيمفونية شارل غونو

نشر في: 15 أغسطس, 2015: 12:01 ص

يصف بعض مؤرخي الموسيقى الموسيقار الفرنسي شارل غونو 1818 – 1893 بأنه من أصحاب العمل الواحد، يقصدون بذلك أنه كتب في حياته عملاً واحداً حاز على نجاح كبير وفر لمؤلفه الشهرة اللازمة، لكنه لم يكتب أعمالاً أخرى تصل إلى مستوى هذا العمل. والعمل المقصود

يصف بعض مؤرخي الموسيقى الموسيقار الفرنسي شارل غونو 1818 – 1893 بأنه من أصحاب العمل الواحد، يقصدون بذلك أنه كتب في حياته عملاً واحداً حاز على نجاح كبير وفر لمؤلفه الشهرة اللازمة، لكنه لم يكتب أعمالاً أخرى تصل إلى مستوى هذا العمل. والعمل المقصود هو اوبراه فاوست التي كتبها سنة 1859 التي لا تزال بين أكثر الأوبرات تقديماً على خشبات دور الاوبرا حتى هذا اليوم. ويعدها الفرنسيون من أهم الأوبرات في تاريخ الموسيقى الفرنسية. فكانت أعماله الباقية أقل أهمية وإن اشتهرت اوبراه الثانية روميو وجوليت، ومقطوعته "سلاماً يا مريم" التي أعاد فيها توزيع برليود (مقدمة) في دو الكبير – الكتاب الأول من الكلافير المعدل ليوهان سيباستيان باخ.
لكن اسمحوا لي أن أقول أنه ألف عملاً رائعاً آخر، هو السيمفونية الصغيرة (عمل رقم 216)، التي كتبها لتسع أدوات هوائية (وتسمى هذه المجموعة نونيت، أي "تُساعي"). وأدواتها هي فلوت واحد وأداتان من كل من الكلارينيت والأوبو والباسون والهورن، أي أنها مكتوبة لخماسي هوائي تقليدي وخماسي آخر حذف منه الفلوت. ألف غونو هذا العمل لصديقه بول تافانل، عازف الفلوت الماهر وأحد أشهر الاساتذة في كونسرفاتوار باريس الذي قدمه سنة 1885 بنجاح ساحق. لذلك يصح القول أن الفلوت قد وضع في مصاف الأداة المنفردة والرئيسية في العمل لهذا السبب، وبشكل مقصود.
تتجلى في السيمفونية الصغيرة قدرات غونو الفائقة على ابتداع الألحان الجميلة والتعامل الماهر مع انسياب هذه الألحان وحسن اختيار الايقاع والشكل، فهو عمل أنيق ورقيق جداً. كتب هذا العمل بتأثير واضح من أعمال موتسارت للأدوات الهوائية، على الخصوص المكتوبة في شكل سَرَناد، لهذا استعمل غونو الشكل الكلاسيكي في التأليف الموسيقي: الحركة الأولى في شكل السوناتا، والثالثة في شكل سكرتسو كما هو معتاد في شكل السيمفونية الكلاسيكي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي
عام

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

د. نادية هناوييؤثر الذكاء الاصطناعي في الأدب بما له من نماذج لغوية حديثة وكبيرة، حققت اختراقًا فاعلا في مجال معالجة اللغة ومحاكاة أنماطها المعقدة وبإمكانيات متنوعة وسمات جعلت تلك النماذج اللغوية قادرة على الاسهام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram