طه كمر جميل جدا ان يقترن اسم شخص ما باسم ناد رياضي وهو تعبير لهذا الشخص عن ولائه ووفائه وحبه لهذا النادي مهما كان دوره فيه لاعبا او مدربا او اداريا او حتى مشجعا وكثيرة هي الاسماء والاندية التي من المفروض ان نستذكرها لاسيما ممن يمثلون ماركات مسجلة باسم تلك الاندية بين فترة واخرى كي نعطيهم حقهم.
وقد اعطى الظرف الذي نعيشه اليوم الحق للاعب او المدرب ان يحيد عن مبدئه وينتقل من نادٍ الى آخر بحثاً عن الرزق الأفضل وهذا حق مشروع لكن لم يعط الحق للمشجع والاداري الذي اقترن اسمه بنادٍ معين، لذلك نرى هؤلاء وخصوصا الاداريين يجسدون صورة الجندي المجهول الذي يقدم كل ما لديه من امكانية لخدمة ناديه من دون مقابل فقط، لانه احب ذلك النادي.للاسف الشديد لقد تأخرت كثيرا عن كتابة هذا الموضوع الذي كنت أود من خلاله تسليط الضوء على الاداري المعروف فخري (أبو الليل) الذي افتقدته ملاعبنا منذ زمن وتوارى عن الانظار وانزوى في مقرعمله الذي يرتاده جميع محبي القيثارة الخضراء وهو عبارة عن مقهى صغير يركن في احد زوايا ساحة الرصافي في بغداد وقد علق على جدرانه صور لاعبي فريق الشرطة على مرّ الاعوام وفيها يقدم فخري الشاي لزبائنه الذين يقصدونه من جميع مناطق بغداد وأنا احدهم خصوصا في شهر رمضان المبارك وتراه يملأ المكان بهجة ومرحاً ويردد عبارة دائما اسمعها منه بخصوص نوعية الشاي الذي يقدمه (بس بالجنة موجود) لجودة الشاي النابعة من طيبة نفسه .موضوعي اليوم أخذ مسارا غير مساره فانا كنت اروم ان استذكره بعد ان طرق اسماعي ان المرض اخذ منه ما أخذ كي يلتفت اليه من قدّم عصارة جهده لخدمته لاسيما ان راعي الرياضة العراقية اليوم هو الكابتن رعد حمودي الذي بكل تأكيد يحمل ذكريات معه عسى ان يلتفت اليه في محنته لكن كانت ارادة الله سبحانه وتعالى فوق ارادتي وارادته هو ايضا فقد لبّى فخري قبل ايام نداء ربه ليفارق جسده الحياة وتبقى ذكراه شاخصة وبصماته التي تركها على أديم نادي الشرطة تطبع اسمه دائما في ذاكرة جمهوره حيث كان دؤوب الحركة لا يهدأ طوال وقت المباراة وهو يحمل بيده قناني الماء ليروي عطش اللاعبين بسرعته الفائقة التي طالما طالبه محبوه ان ينتقل الى ميدان العاب القوى ويشارك العدائين عسى ان يحقق رقما قياسيا !هكذا كان ابو الليل فقد سألته يوميا عما يجنيه من هذا الجري المسرع تجاه اللاعب المصاب والخدمة التي يقدمها لنادي الشرطة فقال والابتسامة تملأ وجهه الضحوك دائما: حبي للقيثارة الخضراء يفوق ما سأجنيه من ورائه فانا افرح لفرح جمهور النادي واحزن لحزنه وتصور لم اجن اي اموال من وراء مهنتي هذه وفي بعض الاحيان ادفع من مالي الخاص لبعض اللاعبين المحتاجين واترك عملي في المقهى الذي هو باب رزقي ومعيل عائلتي .هكذا الولاء وإلاّ فلا ، ونستطيع القول ان فخري (ابو الليل) ما هو إلا تجسيد حي للعراقي الاصيل الغيور الصادق ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويغفر له ذنوبه انه سميع مجيب الدعاء وهذه دعوة للجميع ان يهدوه قراءة سورة الفاتحة ترحماً على روحه الطاهرة . Taha_gumer@yahoo.com
وداعاً (أبو الليل)
نشر في: 4 يناير, 2010: 04:38 م