خصمها مظفر النواب ببساطة وكأنه وضع قواعد للشتم والسب: يجوز شتم السلطة ومن فيها أما الانسان فلا يجوز. كان يتغزل برموزه الشعبية من "حمد" الى "سعود" و"صويحب" و"حجام البريس". اما مع الحكام فكان يرشقهم بأقسى الشتائم والفشاير، من أولاد "الكذا" صعودا ونزولا الى "قراد الخيل". يندر ان استعمل مظفرا "فشورة" واحدة بقصائده الشعبية بينما كان "الفشار" في فصيحاته بين قصيدة وقصيدة ان لم يكن بين بيت وآخر. صرنا وكأننا امام مظفرين: عراقي غاية بالرقة والتغني بالإنسان، وعربي سليط اللسان يشتم ذات اليمين وذات الشمال.
كثير من شعرائنا، ومن الصنفين، أوقعوا أنفسهم في فخ تقليد النواب. اغلبهم ان لم اقل كلهم سقطوا. ما من مقلّد في عالم الثقافة والادب الا وسقط. ففي الشعر الشعبي مثلا بالغ البعض بحقن قصائده بمفردات وأسماء ليقول انه "حداثوي" مثل مظفر فتكرشت وماتت قبل ان يموت. وصنف من اهل الفصحى فهم الحسبة بطريقة أخرى. شلون؟ فهمها بان "الفشار" واستعمال الالفاظ البذيئة سيصيره نجما مثل مظفر. عندما ينبههم ناقد او حتى انسان بسيط، من باب الحرص عليهم، يردون: الم يكن مظفر يشتم ويفشر؟ يمعودين مظفر سب الحكام والسلطويين بس مو الناس. ما يفيد.
روحوا لصفحات هؤلاء في فيسبوك لتجدون بهم من يفتخر بانه يمتلك قدرة على "تفليش" اكبر واحد بالفشار ووساخة الالفاظ. وشوفوا مدعي الشعر والثقافة الذين ان لم يشجعوه بالكتابة فـ"باللايكات".
شغلتهم الأولى ان يترصدوا كاتبا او شاعرا او أي انسان قال او طرح رأيا حرا. فان وجدوا انه ليس من "مازن"، التموا عليه. ودك شتايم وفشار. هذا وهم مثقفون كما يدعون. لا تستغربوا ان تجدوا فنانا عراقيا، يدخل صفحة "مفشرجي"، ليقول له: لقد حطمت "مشتوم" الصفحة وانه لن يقوم بعدها ولن يقعد! وشاعرا يستنجد بآخر ليقول له تعال "استلم" فلان هذه فرصتك وفعلا ينفذ الاخر وكأنه "جرو" عند الحاجة. من كل عقلهم يتصورون ان الشخبطة بالكلام البذيء تؤثر في الانسان وتحطم مستقبله. ياله من غباء وانحدار قد لا يصل له اشد الناس امية.
هل تتصورون ان علي الوردي او الجواهري او حتى النواب نفسه لو دخل تلك الصفحات سيصفق لأصحابها؟ هذا ان فكر في دخولها أصلا. وهل حقا يعتقد هؤلاء انهم وكل ما يكتبون سيهز شعرة في مفرق انسان اختار ان لا سلطة عليه سوى لعقله وفكره الحر؟
احذروا التقليد
[post-views]
نشر في: 14 أغسطس, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
خليلو...
وددت أن أعين قراءك في فهم ما قصدته من مازن الذي اوردته في سلاماتك : مازن فرع من تميم لجأ اليها شاعراسمه قريط بن أنيف حينما اغار عليه نفر من شيبان فأخذوا ما يملك فاستنجد بكثيرين ولم ينجده أحد ثم استنجد ببني مازن الذين استرد بنجدته ما سلب من الابل وع
خليلو...
أبياتا لا أبيات .. وأنت اللبيب .....