بغداد/ احمد نوفل يعد الإعلام من اخطر الأجهزة من حيث التأثير على توجهات المواطن الثقافية والاقتصادية والسياسية ويستطيع خلق الجمهور الذي يوجه سياسة البلد نحو الخطط المرسومة التي يبغيها الموجه. بعد التغيير حصلت قفزة كبيرة من الناحية الإعلامية في العراق من حيث الكم والتنوع ممثلة في إعداد الفضائيات الموجهة للمواطنين وكذلك الصحف والمجلات التي فاقت إصداراتها إصدارات بلدان عريقة في هذا المجال.
اللافت للنظر ان اغلب، ان لم نقل جميع وسائل الإعلام، تشترك بصفة واحدة هي الداعية للحزب او الكتلة او الجهة التي تسعى لتقلد مناصب السلطة ولكن بطريقة النيل من الخصم بشتى السبل ومنها إلصاق التهم او كيل الشتائم وما الى ذلك من أساليب لا يمكن ان يؤسس عليها إعلاماً عراقيا وطنيا يأخذ على عاتقه إشاعة ثقافة عراقية وطنية أصيلة ومميزة.المتتبع لوسائل الإعلام عندنا لا يجد تلك الوسيلة المعبرة تعبيراً خالصاً عن هموم المواطن ومستقبل البلد المعرض لشتى العواصف المثارة من كل حدب وصوب، لذلك لا يجد فيها هويته العراقية فيضطر للانتقال الى أخرى لا تعنى بشأن العراق او السياسة وتناحر الطوائف وما الى ذلك من امور تنحو نحو التمييز والتفرقة ما بين مكونات الشعب الواحد.رغم مرور فترة تناهز السبع سنوات على انطلاقة الإعلام العراقي لكن المواطن وجد فيها وسائل غير معبرة عن طموحاته كما كان يعتقد ويتمنى.في هذه الفترة بالذات يجب ان تنبري وسائل الإعلام بالعمل على بث الثقافة الوطنية الخالصة لتجعل المواطن وهو يتوجه الى صناديق الاقتراع في الدورة الانتخابية المقبلة وهو محصن بوعي يمكن ان ينأى به عن اختيار تلك الجهات التي لا تعتبره أكثر من وسيلة للوصول الى مبتغاها السياسي وبعدها تطوح به بعيدا ولا تهتم لمتطلباته في حياة أفضل أكثر استقرارا واقل عنفا. بطبيعة الحال نحن لا نطلب التشهير بهذه الجهة السياسية او تلك بقدر ما يهمنا وضع المواطن بحال يمكن له فرز الغث من السمين من اجل بناء مستقبل خال من اية مشاكل يعيش فيه العراقيون دونما تمييز على أساس مناطقي او مذهبي او عرقي .ما نطالب به هو أجهزة إعلامية فاعلة تأخذ على عاتقها تأهيل المواطن للمشاركة في انتخابات هدفها العراق وحده، لجعله اكثر فاعلية في اختيار الأنسب الذي يعول عليه في جعل المعاناة اقل ويحفظ للعراق وحدته الوطنية وتلاحم أبنائه في درء المخاطر المحيطة به.نعول على وسيلة الإعلام الموجهة لثقافة المواطن دونما غايات ضيقة لا تخدم سوى أقلية تريد العيش من خلال الاتجار بالنزعات وتبني مشاريع الغير التي لا تصب في خدمة المواطنين. نريد منها ان تعرف المواطن البسيط بمقدار فاعلية صوته وقوته لاختيار العراق لا لاختيار هذا وذاك من الذين لا يهمهم الا المغانم والمكاسب الضيقة .ولكن كيف ومتى نحظى بهذا الإعلام هذا ما لا نستطيع الإجابة عنه.
فــضـــائــيـــات مــوجــهـــة
نشر في: 4 يناير, 2010: 04:54 م