صفية المغيريمن الممارسات السلبية التي بدأت تجد لها أرضا خصبة لدى فئة الأطفال داخل المجتمع العراقي هي ظاهرة التدخين. ولمعرفة ما تحمله هذه الظاهرة من تأثيرات سلبية على صحة المدخنين والتي بدأت تستشري وبشكل ملفت للنظر بين الأطفال ارتأينا أن نجري عدة لقاءات لمعرفة ذلك.
لقاؤنا الأول مع بائع السكائر (رضا عبد الكاظم) في إحدى مناطق بغداد الشعبية فقال لنا: أبيع السكائر في منطقتي واعرف جميع الذين يدخنون شبابا كانوا أم أطفالاً، وحقيقة يوجد أطفال تتراوح أعمارهم مابين 10 -15 سنة يدخنون بشكل مستمر ويبتاعون كميات كبيرة من السكائر تفوق أحيانا المدخنين من كبار السن (البالغين).جميع الأطفال المدخنين الذين يبتاعون السكائر هم من الذكور الذين لا تعرف عوائلهم بهذه الممارسات الخاطئة، واغلبهم من عوائل يكون الأب وإلام من المدخنين وهؤلاء الأطفال يعانون من إهمال واضح من قبل عوائلهم ولا توجد متابعة لما يفعلونه فمنهم من ترك المدرسة ومنهم يتسرب منها دون علم الأهل .قال لنا المعلم (سرمد الخفاجي): الطالب يدخل المدرسة وهو في سن السادسة وبحكم اختلاطه مع طلبه آخرين يمتلكون صفات سلبية تكون المشكلة في تقبل هذه الممارسات إذ تكون الإدارة (إدارة المدرسة) غافلة عنها الأمر الذي يجعل المشكلة تتنامى ويصبح من المستحيل السيطرة عليها.هناك عوائل كثيرة تبعث أبناءها إلى المدرسة وهي مطمئنة بأنهم ذاهبون لتلقي دروس في التربية أولا والتعليم ثانيا متجاهلين متابعتهم وما يتمتعون به من مستوى علمي وأخلاقي داخل المدرسة .ذكر لي احد الطلبة انه يتبادل السكائر مع طالب أخر داخل المدرسة وهذا مرض خطير، لذا يجب المتابعة وهي ضرورية من قبل الأهل لتنشئة جيل يستطيع التمييز بين التصرف الايجابي والسلبي ويبعد العائلة عن مطبات هي في غنى عنها.ويقول المواطن (جعفر صادق) ولديه خمسة أطفال: المعروف عن الطفل انه يكسب من محيطه داخل المدرسة أو البيت مما يدور بشأنه من صفات ايجابية كانت أو سلبية والتركيز هنا يكون على المدرسة لأنها المكان الوحيد الذي يختلط فيه بأطفال على مستويات مختلفة وغالبا ما يوجد طلبة يمارسون حالات غير صحيحة مثل (التدخين) ويمثلون دائرة داخل هذه المدرسة أو تلك وتجدهم يؤثرون بمن ينضم إليهم، فالمدرسة والبيت لهما دور كبير في الحد من هذه الظاهرة.يجب أن نركز على أن يكون للمدرسة دور واضح وتحمل المسؤولية في الحد من هذه الظواهر هكذا بدا الحديث الباحث الاجتماعي (سلام كاظم) وأضاف :وان تحاسب أدارة المدرسة أذا قصرت في احتواء بعض الطلبة الذين هم بحاجة إلى الرعاية والحماية خصوصا المعرضين للانحراف نتيجة إهمال أسرهم.وللطب كلمتهذكر لنا الدكتور (عباس إبراهيم الوندي) من دائرة صحة بغداد – الكرخ: هناك مخاطر جسيمة على صحة الطفل المدخن من جراء استنشاق السموم التي تحتويها السيكارة.اكتشفنا أن الأطفال المدخنين يستهلكون كميات كبيرة من السكائر الأمر الذي يعرضهم لأمراض خطيرة في أعمار أو في مراحل مبكرة من العمر ( الشباب ) وهذا يهدد مستقبل كثير من الشباب والأطفال المدخنين ناهيك على ممارسة التدخين عند الأطفال تعد خرقا اجتماعيا للعائلة.فهنا يجب أن تكون هناك حملات إعلامية وإعلانية ولاسيما الموجهة منها إلى طلاب المدارس وان تقوم بدور ايجابي في التوعية في مضار التدخين وتأثيره السلبي على صحة الإنسان ولابتعاد هؤلاء الشباب الصغار عن هذه الظاهرة يجب منع (الحملات الدعائية) لشركات صناعة ونقول من جانبنا.ظاهرة التدخين عند الأطفال منتشرة وبدرجات متفاوتة حسب المرحلة العمرية وطبيعة حياة الطفل، فالطلبة الذين تركوا المقاعد الدراسية ومستواهم العلمي ضئيل نجدهم الأكثر ميلا لهذه الحالة التي يجدون فيها ممارسة لحرياتهم المقيدة داخل المدرسة فضلا عن الإهمال الذين يعانون منه داخل عوائلهم، أما تلاميذ المدارس الابتدائية فلا يوجد بينهم المدخن ألا بنسب متفاوتة، وهناك حالات شاذة تحصل نتيجة عدم تعاون العائلة مع أدارة المدرسة.وأيضا لا يقف الأمر عند التدخين فقط فالسكائر بحاجة إلى نقود والأطفال لا يحصلون على نقود كافيه وهذا قد يدفع المدمن على التدخين إلى ممارسة أمر مشين آخر ألا وهو السرقة او ما شابه ذلك، ومنها تكون مسؤولية العائلة بالدرجة الأساس حيث يجب أن نتابع الطفل داخل البيت والمدرسة ومع أصدقائه ولابد من أن يكون هناك تعاون بين جميع الأطراف، المدرسة، والعائلة للحد من هذه الممارسات السلبية داخل المجتمع.
ظاهرة التدخين عند الأطفال بين البيت والمدرسة
نشر في: 4 يناير, 2010: 04:57 م