ماذا ؟ لماذا ؟ متى ؟ أين ؟ كيف ؟ من ؟
تلك الكلمات الموحية ، المتبوعة بعلامات الإستفهام، العارية من الأسماء والأفعال والضمائر المضمرة، وحروف الجر والعطف وادوات النصب والجزم، يعتمدها العلماء وذوو الحكمة والتعقل نبراسا للبحث ، ومهمازا للإستقصاء والإستقراء ، ونثر قنطار من بذور الشك لإستنبات يضع سنابل لليقين.
مناسبة هذه المقدمة . ما نشهده من تداعيات لا حضارية ولا إنسانية في الملف الآمني العراقي وما يتفرج عليه العالم عبر آخبار القضائيات ، والمخيمات المعدة — والمهيآة مسبقا —مزروعة في الأراضي القفر ، حيث لا زرع ولا ماء ولا ظل ، يتقاذفها - بسكانها - العطش والعوز ورياح السموم عبر صيف لاهب درجة الحرارة فيه تقارب درجة الغليان.
ماذا يعوض المهجر عن بيته وبيئته ومدارس بنيه ومثابات عمله وابواب رزقه ؟؟ وقبل كل شى ، آمنه ؟
ها ؟
مليون دينار مكرمة / مغموسة بالمنة وذل السؤال ومرارة الإنتظار ؟
مشكلة ؟
والمشكلة التي لا يمكن إستباق مواجهتها وحل تداعياتها ، تصبح آزمة.
والأزمات انواع والوان متعددة ، منها : إفتعال آزمة من عدم ، وزج الناس بتفاصيلها لصرف إنتباههم عما هم فيه من خلل او خطل او خطر ، ومنها: تصعيد آزمة راهنة بغية التعامل مع ما حدث والإستعداد لما قد يحدث ، ومنها ، تفكيك مفاصل آزمة قائمة ، وإدعاء حلها لإتخاذها نصرا ومكسبا للسياسي او صانع القرار ، و….و…
إدارة الآزمات فن صعب ، لا يقوى على مجابهته إلا من أوتي دراية وحنكة وطول صبر . ولا منجاة من آلأزمات في آكثر الدول تقدما وتحضرا .
لا يمكن الحكم على مدى صلاحية المسؤول الأول وطاقمه الإداري والتنفيذي إلا بمقدار مواقفه الحاسمة و قدرته وحنكته اثناء التعامل مع الأزمات : متى بدآت المشكلة ؟ كيف تفاقمت وغدت ازمة ؟ من تسبب بالأزمة ؟ من المستفيد منها ومن أضرمها ؟كيف السبيل لإطفاء لهبها وتصاعد هباب دخانها ؟
العراق ، والعراقي في اتون تنور مسجر منذ سنوات ، شارك في إيقاد نيرانه الآبناء والآخوة واولاد العم ! والجيران .. ومكمن الخلاص : التعامل مع الأزمات بالإتزان المرن ، بالإنتباه الواعي على مدار الساعة والتحسب المسبق للأتي ، والتفكير بكل الإحتمالات .. فليس آدل على جدارة حكم إلا في تعامله وممارسته فنون إدارة الأزمات .
فليس آدل على جدارة حكم إلا في تعامله وتعاطيه فنون إدارة الأزمات .
فن إدارة الأزمات .
[post-views]
نشر في: 16 أغسطس, 2015: 09:01 م