لم تترك لجنة المنتخبات ملفها الخاص بترشيح المدربين الأكفاء لقيادة المنتخبات الوطنية في كل مناسبة إلا والشكوك تحوم حول خياراتها نتيجة ضبابية المعايير التي تعمل بها اللجنة وشمول بعض المدربين باهتمامها على حساب آخرين يحظون بتاريخ مميز سواء في تمثل المنتخب الوطني أم بتدريب الأندية.
ولا نعتقد أن حلّ لجنة المنتخبات مع نظيراتها في اتحاد كرة القدم حسب القرار الأخير سينهي المشكلة المستديمة بظلم بعض المدربين ما لم تحدد معايير واضحة للملأ وليس في اجتماعات مغلقة ليأخذ كل مجتهدٍ نصيبه في قيادة أحد المنتخبات أو الانضمام مع ملاكاتها المساعدة للاستفادة من خبراته وسلوكياته ومقومات حضوره في رعاية أجيال اللعبة من الناشئين حتى الفريق الأول لكونه اضافة إيجابية نحرص على تواجده لمصلحة المنتخب.
ولا يُخفى أن السيرة الطيبة واللافتة للمدرب الخلوق شاكر محمود الذي يعد من المدربين القلائل ممّن تدرجوا في سلّم التدريب مع الاندية من الدرجات الأدنى الى الأعلى إن لم يكن سواه، فقد باشر مهمته منذ عام 1996 مع نادي كاره ضمن أندية إقليم كردستان ، ثم عمل مساعداً مع فريق الشرطة ، وتوجه لقيادة السماوة في أصعب الظروف قبل ان يختاره الاتحاد للعمل مساعداً مع منتخب الناشئين، ثم توالت مهماته مدرباً أول مع أندية بيرس والشرطة ودهوك والسليمانية والكهرباء الذي بقي معه خمسة مواسم ثم النفط وبعده عاد للكهرباء وأنقذه من الهبوط وثبّته في الموسم الحالي.
تحلّى محمود بالهدوء والحكمة والصبر، فماذا بوسع مدرب بكفاءته أن يقدم للكرة العراقية بعد هذا السجل الحافل بالاستقرار الفني مع الأندية والإلتزام المهني والأخلاقي من دون أن تسجل ضده أية مخالفة تخلّ من قيمته أو سمعته طوال السنين الماضية التي توّجها بانجاز تاريخي لامع وفريد بتأهيل منتخبنا الوطني الى مونديال المكسيك 1986 بعد تسجيله الهدف الثاني في مرمى سوريا خلال المباراة الحاسمة التي انتهت لمصلحتنا 3-1 في ملعب المدينة الرياضية في الطائف - السعودية، وغيرها من البطولات العربية والقارية والدولية التي كان فارسها بإناقة الأداء والروح الرياضية المُبهرة.
لا أعتقد أن لدى لجنة المنتخبات المنحلة أي سبب يحول دون ترشيح شاكر محمود أسوة بعشرات الأسماء التي لا يمتلك نصفها تلك السيرة بشهادة زملائه أنفسهم، وهذه ظاهرة سلبية استشرت بعد عام 2003 وتفاقمت في السنتين الأخيرتين بعد تصاعد شكاوى المدربين المستبعدين من الترشيحات عبر وسائل الإعلام المختلفة فيما بقي شاكر محمود يلوذ بصمته تاركاً القرار لأهل القرار في بسط معايير منصفة بدلاً من تسمية مدربين يشعرون في قرارة أنفسهم أن هناك مَن هو أفضل منهم ويتحدثون في مجالسهم الخاصة عن ذلك !
شاكر محمود ربما لن يكون المدرب المغبون الأول ولن يكون الأخير، لكن استمرار اتحاد كرة القدم في انتقاء اسماء بعينها لم يسبق لهم أن تحملوا المسؤولية في قيادة الأندية التي تعد المحك الرئيسي في كشف مؤهلاتهم يؤشر أن هناك ضغوطاً أخرى كالتي أفصح عنها المدرب الثائر أحمد (أبو العقل) أول مرة في حوار تلفازي عن مواقف سابقة لمسؤولين في الاتحاد تآمروا ضده من أجل الإطاحة به، مدافعاً عن مُبررات عدم تواجده في مقر الاتحاد كحال "زبائن اتحاد الكرة" ممن راق لهم الجلوس شبه اليومي في مكاتب اعضاء الاتحاد واللجان، وكان (ابو العقل) محقاً في وصف علاقته كمدرب بالاتحاد فعمله معروف في الملعب ومن يبحث عنه يذهب له أو يتصل به للتشاور عن أية قضية تحتاج الى خبرته ، هكذا يرى الرجل التواصل الصحيح مع الآخرين طالما أن الجميع متطوعون لخدمة الكرة العراقية.
زبائن اتحاد الكرة!
[post-views]
نشر في: 17 أغسطس, 2015: 09:01 م