من ضمن الشعارات الكثيرة التي رفعها متظاهرو ساحة التحرير والمحافظات اعجبني هذا الشعار الموجه الى رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي فهو يستنهض فيه الشعور بمطالب الشعب قبل الكتل والاحزاب والاصدقاء والمعارف ..ولأن الشعب يريد الاصلاح الحقيقي وليس الظاهري فقد استوقف الكثيرين ذلك اللقاء الذي تم بين العبادي واعضاء كتلته بعد
إلغائه مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ، واعقبه ظهور المالكي (منفوش الريش ) في حوار مع قناة العراقية وهو يتحدث بطلاقة وثقة نادرتين عن المرحلة منزها نفسه وكتلته عن أي شائبة من شوائب الفساد ومتهما المحاصصة بانتشار الفساد فقد اثبت في حديثه الصريح انه كان على دراية كاملة بما حفلت به فترة حكمه الطويلة من فساد مبررا ذلك بعدم القدرة على ملاحقة الفاسدين لأن الفاسد لايترك وراءه اثرا ولايمكن الامساك بأدلة ضده كما ان المتضرر لايجد من يشهد في صفه خوفا من تهديد وبطش الجهات الفاسدة ومايحميها من ميليشيات او عناصر مسؤولة لدرجة تهديد القاضي او رجل الامن الذي يحاول كشف الفساد !! كان الرجل يتحدث باقتدار ودراية دون ان يحاول معالجة الفساد فهو من وضع له حجر الاساس وسلّم البلد الى العبادي منخورا ومتهالكا والآن صار على العبادي ان يرتق كل الثقوب والشقوق التي طالت الرداء العراقي بطلب من الشعب وليس من تلقاء ذاته ..كيف اذن يناقش القضية مع المتهم الأول بالفساد ثم يعقب ذلك مغادرته الى ايران في الوقت الذي صدق الشعب ان المتهمين بالفساد ممنوعون من مغادرة البلاد ؟...
لم يتمكن حسني مبارك من التملص من المحاكمة رغم محاولته ذلك ولم ينجح مرسي في مغادرة البلاد وانتهى به الأمر خلف القضبان بينما يسافر المالكي بكل بساطة ليلبي دعوة او يحضر مؤتمرا في مثل هذا الظرف الحرج الذي يتطلب من الجميع ابداء نواياهم الصادقة لارضاء الشعب ...العبادي الآن مطالب امام شعبه بان يتجاهل حزبه وولاءاته والتاثيرات الخارجية عليه ويلتفت الى شعبه فهو حزبه الوحيد لأنه منحه تفويضا يمكن ان يجعل منه القائد الذي يحلم العراقيون بحمله اعباءهم وحمايتهم ممن يهدد امنهم وحياتهم او يكشف عجزه عن المواجهة الحقيقية مع حيتان الفساد...
على العبادي الآن ان يضع يده في النار حتى لو احترقت اصابعه حين يشير الى الفاسدين بجرأة ويفتح ملفاتهم بثقة ويحاكمهم امام الناس فهو ليس وحيدا ليخشى سلوك طريق الحق ..المرجعية معه ...والشعب معه ، وحين يقول الشعب كلمته فلايوقفه احد ولن يجامل من يتلاعب بمشاعره وحياته وربما يخدعه باصلاحات ظاهرية ..نحن ندرك تماما ان طريق الحق والاصلاحات شديد الوعورة والخطورة ومهما كان الشعب متحمسا ومتحفزا لنيل حقوقه كاملة فلن يتحقق له ذلك الا بقيادة مخلصة ..واعية وغير مجاملة وصادقة النوايا ..لن نظلم العبادي فهوفي اول الطريق والايام المقبلة ستكشف جميع النوايا لكننا نصر على تذكيره بأن حزبه الوحيد هو شعبه فليلتفت له وينفذ مطالبه وأولها عدم مجاملة الفاسدين ومحاسبتهم حتى لو اجتازوا حدود الوطن ...
شعبكم ...حزبكم
[post-views]
نشر في: 17 أغسطس, 2015: 09:01 م