صلاح نيازي البنادق مرفوعة بالطول فوق الرؤوسكأنّ الجنود يعومون إلى الرقبة في طوفانالبنادق مرفوعة بالطول والأصوات يشقّ بعضها بعضاً
العربات عائدة ببقايا الأحياءأكتافهم بلا رتب، وقمصانهم بلا أزرارأياديهم مجاديف في نهر جافّمن موجة يابسة إلى موجةنوح..نوح.. نوحبقايا أحياء، وأكتاف بلا رتبفي حومة كهذه لا تهمّ الأطراف المفقودةبقيّة إنسان أيّة بقية تكفيالمهمّ أنْ لا يختفي الإنسان كليةالنجاة في الحرب هي الآنتصار الحقيقي أوّلاً وآخراًأيّة بقية تكفي. لا تهمّ الأطراف المفقودةفي عداد الأموات والأحياء في آن واحدكلّ فرد في العربات العائدةفي عداد الأموات والأحياءالشكّ واليقين، الموت والحياة مضفوران معاً الآنلحظات فقط ويتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيضسيكون الميّت ميتاً إلى الأبد، والحيّ حيّاً ولو جزئياًالأزمات الحاسمة قاصمة بلا ريبلأنها تنجي وتميت بلحظةكالصاعقة تهجم مرّةً واحدة وأنت غافلكالطوفان لا ينتظرك تجمع أثاثكأو تلبس ثيابك بحشمةفي هذه الحومة سيكون الفرح فرحاً والحزنُ حزناًعالمان منفصلان تماماًوالأنانية أشدّ طبيعة في الإنسانتلك آمراة تفتش عن آبنهاتلوب كزورق تكسّرت ألواحُهوعلى بعد أشبار، عناقٌ، كأنّه أبديّ لا ينفصمالعرس والمأتم شجرتان متداخلتا الأغصانو منفصلتان تماماً من قصيدة أطول بعنوان "هل وصلت الطائرة العراقية بعد؟"
العودة من الحرب
نشر في: 4 يناير, 2010: 05:46 م