من الضروري جدا اعلان الحكومة موقفا واضحا ثابتا ، يؤكد حرصها على حماية المتظاهرين المؤيدين لحزمتها الاصلاحية المتعلقة بالحد من الفساد وحالة المسؤولين المفسدين الى القضاء ، الحكومة حصلت على تفويض شعبي ، لاتخاذ المزيد من القرارات الخاصة بتشخيص حيتان الفساد لانهم بدأوا بالتحرك ، لتشكيل حلف لإحباط الارادة الشعبية ، ومصادرة صوت الشارع بأي شكل من الاشكال ، سواء بتنظيم تظاهرات مضادة ، تقف وراءها جهات وشخصيات وصلت الى قناعة اكيدة بأنها المقصودة بشعار " باسم الدين باكونا الحرامية "، او بتسويف المطالب بذريعة مخالفة الدستور وضمان حقوق المكونات .
مافيا الفساد في العراق تمتلك من التأثير والنفوذ والهيمنة ما يجعلها قادرة على قلب الطاولة والعودة الى المربع الاول ، وليس من المستبعد ان تنفذ حملة تصفيات ، تطال ناشطين او قوى سياسية تسعى الى ارساء أسس بناء دولة مدنية ، حيتان الفساد ستقف ضد ترشيق الوزارات ، ستعترض على تمرير تشريعات اصلاح النظام السياسي بإقرار قانون الاحزاب ، وتعديل النظام الانتخابي ، على الرغم من اعلان دعمها وتأييدها لتوجهات المرجعية الدينية في النجف .
العبادي اكد وجود حيتان فساد بأحجام كبيرة تحاول افشال اصلاحاته ، من دون ان يشخصها ، بإمكانه فضحها بعلاماتها الفارقة لكي يؤكد للشارع ، بانه سيواصل مسيرة الاصلاح حتى الشوط الاخير ، الجهات المتضررة من الاصلاح ، واغلبها احزاب تنتمي الى ما يعرف بالإسلام السياسي ، تحاول اشعال فتيل حرب بين الدينيين والعلمانيين، لحرف مسار التظاهرات لافشال اهدافها ، بعد شعورها بالعزلة ، وتوصل قواعدها الشعبية الى قناعة اكيدة بان بعض الزعماء السياسيين شاركوا في خراب العراق وجره الى منزلق خطير .
في دول خارجية شهدت نشاطا واسعا للمافيات، يتوحد زعماء المافيا حين يشعرون بالخطر زعماء فيشكلون حلفا واحدا للحفاظ على نفوذهم ، يستخدمون شتى الوسائل لتحقيق اهدافهم ، يسخرون المال والنفوذ لإجهاض اية محاولة لفضح جرائمهم وممارستهم ، التجارب في الخارج بوجود مؤسسات حكومية قوية ، مدعومة بتأييد شعبي ، اثبتت بان عصابات المافيا مصيرها الزوال او الانتقال الى مكان آخر لاستعادة حضورها في المشهد ، بتجنيد البلطجية وتزويدهم بعشرات البعران على غرار طريقة المخلوع حسني مبارك لإفشال التظاهرات المطالبة بالإصلاح.
صوت الشارع العراقي اليوم تجاوز الاصطفاف المذهبي ، وحد المشاعر والتطلعات نحو دولة مؤسسات تعالج اخطاء السنوات السابقة ، الشعب يريد اصلاح النظام ، يطالب بتوفير الخدمات الاساسية ، وهي حقوق طبيعية ، من يعترض عليها يعطي دليلا واضحا على ارتباطه بمافيات الفساد ، وامامه فرصة اثبات مزاعمه في تأييد الاصلاح ، بالوقوف مع الارادة الشعبية ، ويتخلى عن محاولاته في اشعال حرب جديدة للتغطية على فشله . نداء الى جميع الاطراف المشاركة في الحكومة دعوا الشارع العراقي يقول كلمته بتظاهرات سلمية راجعوا مواقفكم السابقة لتحافظوا على قواعدكم الشعبية ، ابتعدوا عن استخدام البعران والبلطجية .
بعران البلطجية
[post-views]
نشر في: 17 أغسطس, 2015: 09:01 م