كشف حزب العمال الكردستاني، امس الاثنين، عن قيامه باتصالات سرية مع الولايات المتحدة لحثها على التوسط لوقف القتال مع تركيا، وفي حين عد أن "النجاحات" التي حققها مقاتلو الحزب ضد (داعش) أسهمت في تغيير الموقف الدولي تجاهه، أكد أن استمرار واشنطن بدعم سياسات

كشف حزب العمال الكردستاني، امس الاثنين، عن قيامه باتصالات سرية مع الولايات المتحدة لحثها على التوسط لوقف القتال مع تركيا، وفي حين عد أن "النجاحات" التي حققها مقاتلو الحزب ضد (داعش) أسهمت في تغيير الموقف الدولي تجاهه، أكد أن استمرار واشنطن بدعم سياسات تركيا قد يجعلها تخسر الكرد، وعندها سيكون من الصعب عليها القضاء على داعش

وقال قياديون في الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني PKK، بحسب ما أوردت صحيفة التلغراف The Telegraph البريطانية، في تقرير لها امس، تابعته (المدى برس)، إن "الحزب سيقبل بوقف اطلاق نار مع تركيا بضمانات أميركية"، مشيرين إلى أنهم "يخوضون مباحثات سرية غير مباشرة مع واشنطن، لحثها على التوسط لإيجاد حل للحرب التي يخوضونها مع تركيا، برغم أن الولايات المتحدة تصنفهم على أنهم إرهابيون". ونقلت الصحيفة، عن القيادي البارز في حزب العمال الكردستاني، جميل بايك، قوله إنه "لن يكشف عن أسماء الوسطاء في المفاوضات لحرمان الحزب من الحماية القانونية الدولية باعتباره حركة إرهابية"، مبيناً أن "الحزب كان يرفض أي إيقاف لإطلاق النار من طرف واحد خلال المعارك الأخيرة مع أنقرة، التي تسببت بمقتل أكثر من 20 شرطياً أو جندياً تركياً في وقت تعرض فيها أعضاء الحزب لهجوم جوي عنيف من قبل القاصفات التركية" .
وأضاف بايك، وهو من القادة المؤسسين لحزب العمال الكردستاني، أن "الحزب قد يقبل بوقف إطلاق النار لكن بضمانات أميركية"، مقراً بأن هناك "مراسلات ولقاءات متبادلة مع الجانب الأميركي، يمكن أن تتطور أكثر".
ودعا القيادي في الـPKK، الولايات المتحدة لأن "تتوسط في النزاع مع تركيا"، مؤكداً أن "الحزب سيقبل بالدور الأميركي في المفاوضات مع تركيا، إذا ما أعطته واشنطن الضمانات اللازمة، وبخلاف ذلك لا يمكن اتخاذ خطوات من جانب واحد فقط ."
ومن مقره في منطقة جبال قنديل في شمالي العراق، قال بايك، وفقاً للتلغراف، إن "لدى الأميركيين الفرصة المناسبة للتدخل حالياً لمنع استمرار العنف"، عاداً أن "النجاحات التي حققها مقاتلو حزب العمال الكردستاني ضد مسلحي تنظيم داعش قد بدأت بتغيير الموقف الدولي تجاهه". وبشأن شروط حزب العمال الكردستاني للبدء بمفاوضات جديدة مع تركيا من أجل التوصل لسلام دائم، أكد بايك أن من ضمنها "ايقاف تركيا لحملتها الجوية ضد مواقع الحزب، وأن تسمح بمقابلة زعيم الحزب عبد الله أوجلان، وحرية الوصول إليه في المعتقل الذي يقيم فيه منذ العام 1999 ".
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن "السلطات التركية كانت تسمح لأوجلان اللقاء بشقيقه مع سياسيين كرد آخرين، لكنها منعت أي شخص من اللقاء بأوجلان منذ نيسان 2015".
وطالب القيادي في حزب العمال الكردستاني، تركيا أيضا أن "توقف عملياتها البوليسية تجاه عناصر الحزب، وأن تسمح بتنصيب مراقب مستقل لسير المفوضات، وتطبيق عملية وقف إطلاق النار"، وتابع أن "الدور الذي لعبه الأميركيون في عملية سلام شمالي ايرلندا، يبين كيف تسطيع الولايات المتحدة أن تسهم بدور مماثل بين الحزب وأنقرة، لاسيما أن القرار يرجع لها بشأن التدخل ودعوة تركيا للامتثال". ورأى بايك، أن "أميركا إذا ما استمرت بدعمها لسياسات تركيا فمن المحتمل أن تخسر الكرد"، معتبراً أن "أميركا إذا ما خسرت الكرد فسيكون من الصعب عليها القضاء على داعش ."
يذكر أن القتال تجدد بين تركيا وحزب العمال الكردستاني بعد هدنة حذرة بينهما، وذلك في أعقاب اتهام أنقرة للحزب بالمسؤولية عن تفجير انتحاري أسفر عن مقتل 32 شخصا في (العشرين من تموز 2015) بمدينة سروج.
وكان نائب مستشار الأمن القومي في البيت الابيض بن رودس، أكد في حديث لعدد من وسائل الإعلام الدولية، تابعته (المدى برس)، في،(الـ26 من تموز 2015)، أن الولايات المتحدة تعدّ حزب العمال الكردستاني منظمة "إرهابية"، مبيناً أن من حق تركيا ضرب الحزب. ويدعو حزب العمال الكردستاني ذو التوجه اليساري، الذي تأسس في سبعينيات القرن الماضي، إلى تشكيل (دولة كردستان المستقلة) ويقاتل الحكومة التركية منذ العام 1984، وهو من أهم الأحزاب الكردية في المنطقة بعد حزبي الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، وأهم حليف لهما بالرغم من الحديث عن تلقيه دعماً من قبل نظام صدام حسين الذي كان من أشد أعداء الحزبين الكرديين خلال مدة حكمه.
يذكر أن السلطات التركية اعتقلت عبد الله أوجلان، في كينيا، في شباط من العام 1999، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة.