TOP

جريدة المدى > عام > الروائية والمخرجة والمسرحية تسيتسي دانكاريمبكا:

الروائية والمخرجة والمسرحية تسيتسي دانكاريمبكا:

نشر في: 19 أغسطس, 2015: 12:01 ص

تسيتسي دانكاريمبكا Tsitsi Dangarembga : كاتبة رواية وقصة ومسرحية ومخرجة وصانعة أفلام ولدت في روديسيا ( زيمبابوي حالياً ) عام 1959 وقضت جزءا من طفولتها في بريطانيا حيث نالت تعليمها والتحقت بجامعة كامبردج لدراسة الطب غير أنها قطعت دراستها وعادت إلى وطن

تسيتسي دانكاريمبكا Tsitsi Dangarembga : كاتبة رواية وقصة ومسرحية ومخرجة وصانعة أفلام ولدت في روديسيا ( زيمبابوي حالياً ) عام 1959 وقضت جزءا من طفولتها في بريطانيا حيث نالت تعليمها والتحقت بجامعة كامبردج لدراسة الطب غير أنها قطعت دراستها وعادت إلى وطنها الأم بعد أن بزغ نجمها ككاتبة عام 1980 مع نشر أول أعمالها الأدبية . واصلت دانكاريمبكا دراستها في زيمبابوي فالتحقت بالجامعة لدراسة السايكولوجيا ( السايكولوجيا الصناعية بالتحديد ) وكتبت أولى مسرحياتها وهي لمّا تزل طالبة في الجامعة ، ثم تعزّزت مكانتها الروائية مع النجاح الذي حقّقته روايتها ( حالات عصيبة Nervous Conditions ) التي نالت عليها جائزة كتّاب الكومنولث البريطاني عام 1989 ويعدّها الكثير من النقّاد واحدة من أفضل 12 رواية أفريقية كتبت حتى اليوم وهي في الأساس رواية شبيهة بالسيرة الذاتية إلى حد بعيد ، و أعقبتها بعد ثماني عشرة سنة برواية مكمّلة لها بعنوان ( كتاب النفي The Book of No) تتناول فيها اضمحلال الكينونة البشرية في وسط عدائي.
أخرجت دانكاريمبكا عام 1996 فيلماً بعنوان ( طفل الجميع Everyone"s Child ) تحكي فيه عن المصير المأساوي لاربعة أشقّاء بعد موت والديهم بالايدز ، ثم واصلت تعليمها في أكاديمية الفلم الألمانية ببرلين و ساهمت هناك في اخراج و انتاج بضعة أفلام وثائقية للتلفزيون الألماني . أطرت كلّ من دوريس لسنغ وأليس ووكر على رواية ( حالات عصيبة ) و قد كتبت لسنغ تقول في هذا الصدد : " هذه هي الرواية الافريقية التي لطالما انتظرناها و ستبرهن جدارتها بأن تكون واحدة من الكلاسيكيات العالمية " . في عام 2006 عدّت صحيفة الإندبندنت اللندنية دانكاريمبكا واحدة من بين الفنّانين الخمسين الأعظم الذين سيعيدون تشكيل خارطة الثقافة الافريقية . فيما يلي أجزاء منتخبة من حوارين مع دانكاريمبكا : الأول في موقع kubatana.net الالكتروني ، و الثاني في موقع BRICK الأدبي ، و قد حرصت على نقل أجزاء الحوارين الأكثر كشفاً لشخصية الكاتبة وعملها الأدبي و سعيها في ميدان الثقافة الجندرية وحقوق المرأة ، وسنرى في الحوارين غلبة المعضلات التي تعاني منها المرأة -الافريقية تحديداً - على فكر الكاتبة حدّ أنه يرقى إلى مرتبة الهم اليومي وتلك سمة غالباً ما نراها في كاتبات وكتّاب العالم الذي يوصف بأنه عالم الجنوب حيث نلمح الابتعاد عن التمركز الذاتي والانوية الخالصة في ذات الوقت الذي يجب فيه التنويه أن ثمة استثناءات صارخة بين كتّاب الشمال ذوي الهمّ الإنساني الكوني .
ل. د.
الحوار
* يبدو عملك منغمساً إلى حدّ بعيد في الموضوعات الجندرية . أية ظروف قادتك لمقاربة موضوعات الجندر والقمع في أفريقيا ؟
- الموضوعات الجندرية تهمّني حتماً لأنني أولاً وقبل كل شيء امرأة عانيت ولا زلت أعاني من نتائج القمع المترتبة على التمييز الجندري . استنفدت الكثير من طاقتي و أنا أحارب هذا الشكل من التمييز ولطالما تساءلت لماذا أفعل هذا ؟ ، و انا واثقة أن الكثير من النساء في العالم يفعلن الشيء ذاته . تصوّروا حجم الجهد الخلّاق الذي يستهلك يومياً في هذا الكفاح وكيف كان الحال سيكون لو استثمر هذا الكفاح في خير عالم يخلو من هذا التمييز الجندري المؤذي . أرى في كفاح النساء ضد التمييزالجندري عزاءً ربّما سيساهم - كما آمل – في تخفيف وطأة الكفاح لدى كل النساء المكافحات وتقليل حجم معاناتهنّ .
* تبدو حالة الانسان الماسأوية التي تحكين عنها في روايتك " حالات عصيبة " هي المعلم الأساس في الرواية . هل كان عملك هذا بمثابة تلويحة إجلال في سياق روائي للكاتب ( فرانز فانون ) وكتابه الأشهر ( المعذّبون في الأرض ) ؟
- لم يكن عملي في الأساس يرمي لأن يكون تنويهاً بعظمة عمل ( فانون ) بقدر ما كان توكيداً لأهمية ما قاله في عمله والذي دفع كاتباً بحجم سارتر لان يلتقط أهمية ما كتب فانون و ليكتب من بعد ذلك مقدّمة رائعة للكتاب .
* أعلم أنّك درست الطب والسايكولوجيا في جامعة كامبردج البريطانية . هل يمكنك ان تعدّدي لنا بعضاً من العوارض السايكولوجية الشائعة التي تعاني منها النساء الافريقيات والناجمة عن عقود من البطرياركية المهيمنة مترافقة مع الكولونيالية الجديدة في القارة الافريقية ؟
- التقدير الواطئ للذات ، قلة الإنجاز ، السلوكيات المضادة للمجتمع ، الطاقة السلبية ، الشعور بالعجز المستديم ، الغضب ، الإدمان ، الاغتراب ، الاضطرابات السايكولوجية بكافة صنوفها من العصاب وحتى الذهان ، إنخفاض الحيوية ، التوجّهات الإنتحارية و الشعور بتفاهة الذات الى حد الاستعداد لتقديمها كقربان من أجل أهداف بائسة .
* لماذا تركت دراسة الطب في كامبردج المرموقة وعدت إلى الوطن متّخذة طريقة جديدة تماما في كسب العيش ؟
- عندما عدت إلى زيمبابوي واصلت دراسة السايكولوجيا في جامعتها و انضممت إلى نادي الدراما فيها وأخرجت عدة أفلام هناك ، ومنذ وجودي في الجامعة أحسست توقاً عارماُ إلى الكتابة : كتابة المسرحيات والروايات معاً رغم أنني كنت أدرك منذ البدء صعوبة الحصول على العيش من وراء مهنة الكتابة ، و قد تساءلت كثيراً وأنا لا أزال في الجامعة : ما الاعمال الأخرى التي يمكن لي أن أعملها بجانب الكتابة الروائية والمسرحية ويمكن بذات الوقت ان تكون وسيطاً لنقل الأفكار المنتجة ؟ وهكذا نشأت لديّ الرغبة في كتابة وصناعة الأفلام . دعنا نؤكّد الحقيقة التالية : على الرغم من أن زيمبابوي تمتلك درجة عالية من قدرة الناس على معرفة القراءة والكتابة ترقى إلى مرتبة 80% من مجموع السكّان لكن هذا لا يعني أن كل إمرئ سيكون قادراً على قراءة قطعة من نص أدبي و الاستمتاع بها كما ينبغي من المتابعة الشغوفة للافكار الواردة في العمل . يبدو لي أن الأفلام تخدم كوسيط ثقافي مهم للغاية لإخبار الناس بالقصص والحكايات التي ينبغي أن يطلعوا عليها .
* ولكن لماذا إندفعت إذن في عالم صناعة الأفلام وإخراجها في اللحظة التي تذوّقت فيها طعم النجاح والأنتشار العالميّين مع نشر روايتك ( حالات عصيبة ) ؟
- أوووه ،،، دعني أقول لك أن روايتي ( حالات عصيبة ) لم تكن عملاً ناجحاً منذ البداية فقد انتهيت من كتابتها عام 1984 وعندما حاولت نشرها لم تقبلها أي من دور النشر ولم تعاملها بأي قدر يذكر من الاحترام لأن دور النشر آنذاك لم تكن مشغولة بسماع صوت امرأة مثلي ، و قد تطلّب الامر منّي أربع سنوات كاملة من الكفاح المضنيّ في محاولة نشر الرواية التي نشرت فعلاً عام 1988 .
* تبدو روايتك ( حالات عصيبة ) عملاً باعثاً على الأمل . هل يكمن هذا الأمل في كون الشخصية الرئيسية في الرواية ( تامبودزاي ) ترى الطريق سالكاّ لحريتها الموعودة من خلال مفردات بسيطة وواضحة الدلالة تشير إلى ان التعليم سيقود إلى تحقيق الحرية الكاملة للمرأة ؟
- تنطلق تامبودزاي في حياتها كطفل مثالي موهوب ، وتنجز الكثير من الاعمال بمحض دافعها الشخصي وترى في العالم مكاناً تستطيع ان تنجز فيه وتحقق ما تريد وتنجح إلى أقصى حدود النجاح وترى في نفسها امرأة خارقة ، ولكنها تدرك لاحقاً أن الحرية الناجمة عن هذا الشعور المتضخّم تنقلب لتكون قيداً على المرء ، وكان على تامبودزاي أن تدفع ثمناً لهذا التصوّر وان تجد لها طريقاً خارج ذلك الفخ .
* ما هي أهم التحدّيات المعاصرة التي يقع على عاتق النساء الافريقيات عبء مواجهتها اليوم؟
- الحالة الاقتصادية السائدة في العالم الرأسمالي المعولم هي التحدي الأكبر وهي ما يترجم عملياً إلى تحدّيات على صعيد قضايا مثل : تأمين الغذاء ، والصحة ، و السكن ، والتعليم . ثمة مسألة أخرى تكمن في كيفية جعل صوتك المطالب بهذه الحاجات الأساسية مسموعاً من قبل صنّاع السياسات الذين يرغبون سماعه و الذين لا يرغبون كذلك ، والمسألة في نهاية المطاف ستكون تحدّياً بخصوص الموارد المالية لان قلّة من النساء الأفريقيات فحسب لهن التأمين المالي اللازم و الكافي لجعلهنّ يكتبن رواية أو يصنعن فلماً أو برنامجاً إذاعياً أو أية أعمال إبداعية تساهم في تحسين الأوضاع الإنسانية للنساء . الكاتبات المبدعات في أفريقيا لسن واثقات من أن ما يكتبن سيجد طريقه للنشر و تلك معضلة متجذرة في القارة الافريقية.
* ما الذي ترين فيه المساهمة الكبرى التي ساهمت بها النساء في دول العالم النامي وبخاصة النساء الإفريقيات ؟
- أرى في النساء الإفريقيات اللواتي تركن بصمة راسخة في هذا العالم مثالاً للمدى الذي يمكن أن تبلغه القدرة البشرية في الفعل والإنجاز ، فقد تعلّمنا منهن كيف ينبغي أن نحتفظ بروح الإندفاع الانساني وعدم التخاذل إزاء الصعوبات .
* ربّما كانت الكاتبات الأفريقيات – الأمريكيات من أمثال : بيل هوكس ( اسمها الحقيقي غلوريا جين واتكنز ، المترجمة ) ، أنجيلا ديفيز ، توني موريسون ، زولا نيل هيوستن ،،، نظيرات لك في طبيعة الكتابة التي تخصّ الموضوعات الإثنية والجندرية . هل كان لهؤلاء الكاتبات من تأثير ما على عملك ؟
- بالتأكيد كان لكل واحدة منهن تأثير عظيم فيما أكتب : أذكر كيف كنت مهووسة بفكرة النزعة الإفريقية التي كانت تدعو إليها ( أنجيلا ديفيز ) ودخلت لأجلها السجن وتساءلت طويلاً عن الدوافع التي تدفع بامرأة في أمريكا إلى دخول السجن ثم عرفت الأسباب وقرأت عنها في مرحلة لاحقة ، وقد أحببت على الدوام الكاتبة ( بيل هوكس ) وطريقة كتابتها عن الغضب الذي يدفع المرء لأن يكون قاتلاً ثم يكتشف لاحقاً أن الحياة مليئة بالإمكانات الأفضل من فكرة القتل الشنيعة ، كما صعقتني ( زولا نيل هيوستن ) في كل ما كانت تكتبه ، أمّا ( توني موريسون ) فأرى فيها نموذجي المثالي المفضّل لما يمكن أن يكون عليه الكاتب .
* استطعت عبر المشاركة مع الكاتبات الافريقيات من أمثال : بوجي إيميشيتا ، أما أتا أيدو ، مارياما با ،،، أن تعيدي هيكلة الدور الأدبي الذي تنهض به الكاتبات الافريقيات من خلال الوسائط الأدبية المتاحة . أي دور ترينه مهمّاً و ينبغي للكاتبات الافريقيات أن يضطلعن به اليوم ؟
- أنا أكتب في العادة لكي أحكي قصّة ما ، وأعتقد ان الناس يحبّون سماع القصص لانها تخدم طيفاً واسعاً من الأغراض تمتد من التسلية إلى التعلّم و نمذجة الأدوار الإنسانية و ترقى في النهاية إلى مرتبة التطهير .
* ما الذي ترين فيه إنجازك الأعظم ؟
- بقائي على قيد الحياة معافاة وسعيدة ، وحبّ عائلتي ، والحصول على التعاطف الباعث على العمل والإنجاز .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بمناسبة مرور ستة عقود على رحيل الشاعر بدر شاكر السياب

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

وجهة نظر.. بوابة عشتار: رمز مفقود يحتاج إلى إحياء

أربع شخصيات من تاريخ العراق.. جديد الباحث واثق الجلبي

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي
عام

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

د. نادية هناوييؤثر الذكاء الاصطناعي في الأدب بما له من نماذج لغوية حديثة وكبيرة، حققت اختراقًا فاعلا في مجال معالجة اللغة ومحاكاة أنماطها المعقدة وبإمكانيات متنوعة وسمات جعلت تلك النماذج اللغوية قادرة على الاسهام...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram