كادت المهندسة مروة عصام بكر، تفقد الأمل بالحصول على شهادة الماجستير نتيجة ظروف صعبة خارجة عن إرادتها، اضطرتها العودة إلى إقليم كردستان وقطع رحلة دراستها في إحدى الجامعات الماليزية التي استمرت على مدى سنتين، لكن الأقدار شاءت أن تنجز رسالتها وتناقشها م
كادت المهندسة مروة عصام بكر، تفقد الأمل بالحصول على شهادة الماجستير نتيجة ظروف صعبة خارجة عن إرادتها، اضطرتها العودة إلى إقليم كردستان وقطع رحلة دراستها في إحدى الجامعات الماليزية التي استمرت على مدى سنتين، لكن الأقدار شاءت أن تنجز رسالتها وتناقشها من دون تكبد عناء السفر، بفضل التقنية الرقمية، في تأكيد جديد على أن العالم أصبح اليوم "مجرد قرية صغيرة". صبح أص
وتقول المهندسة مروة، إن "ظروفاً صعبة اضطرتني وزوجي قطع مشوار دراستي العليا في جامعة سيلانكور الماليزية في مجال الميكاترونيكس Mechatronics الذي يجمع بين فروع الهندسة الميكانيكية والكهربائية والحاسوب والإلكترونيات، بعد رحلة استمرت سنتين أكملت فيها الجانب العملي تمهيداً للشروع بكتابة البحث"، وتشير إلى أن "بحثي يتعلق بالمسيطرات المتكيفة، التي تتكيف مع المؤثرات أو المتغيرات الخارجية المفاجئة، وكيفية استثمارها في مختلف المجالات الصناعية المتطورة ومنها ركن السيارات آلياُ وبعض الأجزاء المتحركة في الطائرات كالعجلات، على سبيل المثال لا الحصر".
وتضيف المهندسة الشابة، أن "الأساتذة المعنيين في الجامعة الماليزية وافقوا مشكورين على أن أكمل البحث في كردستان وأتواصل معهم عبر البريد الالكتروني، على أن أعود لاحقاً لوضع اللمسات الأخيرة وإجراء المناقشة"، وتستدرك "لكن الظروف لم تسمح لي بالسفر برغم إنجاز البحث وتنقيحه من قبل أساتذتي المشرفين في ماليزيا".
وتوضح مروة، أن "الدنيا أسودت بعيني ما أصابني بالإحباط الشديد وأنا أرى ثمرة جهدي العلمي يكاد يذهب سدى"، وتبين أن "ما زاد من معاناتي أن النتائج التي توصلت إليها كانت جيدة بشهادة المشرفين الماليزيين".
وتذكر المهندسة مروة عصام بكر، أن "القدر شاء أن يكون بجانبي من خلال مساعدة المختصين بجامعة السليمانية التقنية، لاسيما رئيسها الدكتور آلان فريدون علي أمين، ورئيس قسم الإنتاج والمعادن في الكلية الهندسية التقنية، الدكتور باسم علي خضر دزه يي، عندما عرضا علي التدخل مع الجامعة الماليزية من خلال مشروع تعاون مشترك يتيح مناقشة رسالتي في إقليم كردستان".
من جانبه قال رئيس قسم الانتاج باسم دزه يي، إن "المشروع يتضمن تعاوناً في مجال الإشراف المشترك على طلبة الدراسات العليا بما يخدم مصلحة الطرفين".
ويوضح دزه يي، إن "الجامعة الماليزية وافقت على مقترح جامعة السليمانية التقنية، إجراء مناقشة الطالبة مروة عصام بكر، في الكلية الهندسية التقنية، من خلال الانترنت مع تسمية ممتحن محلي بدرجة بروفيسور توافق هي عليه"، ويبين أن "جامعة السليمانية التقنية رشحت بالفعل عدة مختصين، اختارت الجامعة الماليزية أحدهم، وهو البروفيسور صالح مهدي العكيدي، من الجامعة التكنولوجية في بغداد، بعد الاطلاع على سيرته العلمية".
ويذكر الدكتور دزه يي أن "عملي السابق في الجامعات الماليزية طوال أربع سنوات، أسهم في تذليل هواجس المعنيين في جامعة سيلانكور وقبولهم بالتعاون مع جامعة السليمانية التقنية بما في ذلك الإشراف المشترك على برامج الدراسات العليا"، ويلفت إلى أن هذا "التوجه يأتي في إطار حرص رئاسة الجامعة على مد جسور التواصل مع الجامعات الإقليمية والعالمية خدمة للمصلحة المشتركة".
وتعاود المهندسة مروة، الحديث قائلة، "لم أصدق اذني عندما زف لي د. باسم دزه يي البشرى، لكنه أكد صحة الموضوع بالوثائق وحثني على الاستعداد لأكون عند حسن الظن"، وتواصل "تم بالفعل تهيئة المستلزمات من خلال تأمين أجهزة الحاسوب وشبكة الاتصال اللازمة عبر الانترنت والتنسيق مع المعنيين بالجامعة الماليزية لتحديد الوقت المناسب للطرفين".
وتذكر المهندسة مروة أن اللحظة الحاسمة حلت يوم الأثنين الموافق الـ17 من آب 2015 الحالي، لإجراء أول مناقشة رسالة ماجستير لا في إقليم كردستان حسب، إنما في العراق بعامة، عن طريق الانترنت، وهكذا اجتمعت اللجنة، عبر الانترنت، حيث كان البروفسور صالح العكيدي، وأنا في قاعة قسم الحاسوب بالكلية الهندسية التقنية، في منطقة جوار جرا، بمدينة السليمانية، وباقي أعضاء اللجنة الثلاثة في ماليزيا، فضلاً عن أحد المسؤولين بتلك الجامعة للتأكد من حسن سير الأمور".
من جانبه يقول البروفسور صالح مهدي العكيدي، إن "مناقشة الرسالة استمرت أكثر من ساعتين، بسلاسة برغم كونها عن بعد"، ويضيف "توقعت حدوث بعض العقبات لكن التجربة الريادية مرت بنجاح جيد جداً لم يشبه إلا بطء خط الانترنت في بعض مراحل المناقشة ما اضطرنا للاكتفاء بكامرتين اثنتين بدلاً من ثلاث".
ويشيد البروفسور العكيدي، بـ"الجهد العلمي الذي بذلته المهندسة مروة عصام بكر، وما توصلت إليه من نتائج تتيح استعمال المسيطرات المتكيفة في طيف واسع من المجالات الصناعية الحديثة"، ويدعو إلى "التوسع في تجربة الإشراف المشترك لأهميتها للباحثين والتدريسيين في آن معاً".
وقد تأسست جامعة السليمانية التقنية، في البداية باسم هيئة المعاهد التقنية عام 1996، وفي عام 2003 تغير اسمها إلى هيئة التعليم التقني، قبل أن تكتسب أسمها الحالي في العام 2012 المنصرم، وكان هدفها الرئيس الإشراف على التعليم التقني في إقليم كردستان العراق، الذي يعد جانباً مهما ورئيساً من التعليم العالي، بهدف إعداد الملاكات الوسطية المؤهلة علمياً وتقنياً للإسهام في تأمين احتياجات سوق العمل وتنمية المجتمع، عبر تشكيلاتها حالياً خمس كليات وثمانية معاهد، منتشرة في عموم محافظة السليمانية،،(364 كم شمال شرق العاصمة بغداد)، ومنطقة كرميان.