TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "كنافذ" المخلوعين

"كنافذ" المخلوعين

نشر في: 18 أغسطس, 2015: 09:01 م

العاملون في مطار بغداد استهجنوا تصرف نائب رئيس الوزراء الذي ابعد من منصبه في حزمة اصلاحات العبادي الاولى ، النائب "المخلوع" حاول استخدام نفوذه للدخول الى صالة المطار فمنعه عناصر الشركة الامنية ، صاحب المعالي بصق بوجه المسؤول ثم غادر المكان ليترك انطباعا في أذهان من شاهد الحادث ، بان بعض المخلوعين من مناصبهم فقدوا حتى اللياقة وآداب التعامل مع الاخرين ، والله يستر من العواقب .
اثبتت الوقائع في الساحة العربية بان مصير المخلوعين من اصحاب الفخامة يتحدد بخيارين اما الاحالة الى القضاء وانتظار الحكم الصادر بحقه ، او التوجه الى دولة مستعدة لاستقباله ليتفرغ لكتابة مذكراته ومتابعة حركة ارصدته المالية في بنوك اجنبية ، فضلا عن الابتعاد عن وسائل الاعلام ومقاطعتها نهائيا ،لأنه لا يريد الجماهير تتعرف على صورته في المنفى الاختياري .
المخلوع العراقي يكابر ، يحاول التشبث بمنصبه على الرغم من تصويت البرلمان على اقالته ، يعلن امام وسائل الاعلام ، بانه مازال طبقا للدستور صاحب الحق الوحيد للاحتفاظ بمنصبه ، لن يتخلى عن لقب صاحب الفخامة ، مؤكدا لقواعده الشعبية استمرار حضوره في المشهد السياسي ، ليقتص ممن وقف وراء مؤامرة تجريده من موقعه ، هذا النموذج لطالما ابدى تمسكه بالمشروع الوطني ، ندد واستنكر تكريس المحاصصة في تقاسم المناصب والمواقع ، فانتحل صفة رجل الدولة ، في محاولة لتمرير كذبة تمنحه المزيد من الاصوات في الانتخابات المقبلة .
النموذج العراقي المخلوع من منصبه ينطبق عليه المثل الشعبي الشائع (يسرح بالكنافذ ) يقال لشخص اذا حضر لا يعد واذا غاب لا يفتقد ، احيانا يرفع صوته ليسمعه الاخرون ، يرتكب حماقات ليثير انتباه من كان سببا في منحه مهنة رعي القنافذ في صحراء واسعة ، لا يجني منها منفعة مادية او اعتبارية .
زعماء قوى سياسية مشاركة في الحكومات المتعاقبة بعد الغزو الاميركي للعراق سيكون مصيرهم رعي القنافذ ، في حال وقوفهم ضد حركة الاحتجاج الشعبية المطالبة بإصلاحات جذرية ، بعضهم توجه الى دول الجوار للحصول على دعم لتشكل تنظيم سياسي جديد ، وآخر استقر في عمان لأجراء مقابلات مع فضائيات عربية ، يستعرض فيها وجهة نظره بخصوص مستقبل العراق ، محذرا من تداعيات ابعاد رموز وطنية تاريخية تمتلك قاعدة شعبية واسعة من مناصبها ، كانت حتى وقت قريب صمام أمان، ابعد البلاد من شبح اندلاع حروب اهلية، بمعنى آخر فسر انضمامه الى منتدى المخلوعين بمؤامرة خطيرة استهدفت مستقبله السياسي ، لذلك يريد العودة الى المنصب لتحقيق الاستقرار الامني والسياسي .
نائب رئيس الوزراء المخلوع حين بصق بوجه المسؤول الامني في مطار بغداد، اعطى صورة واضحة ثلاثية من نوع "سكوب ملون" بانه لا يصلح مع كثيرين غيره في ان يشغل موقعا في الدولة ، ولا يستطيع ان يسرح بالكنافذ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram