حسبت ان جماعة المالكي في ائتلاف دولة القانون، وليس الائتلاف كله، وبعد تصويت البرلمان على إحالة "صاحبهم" الى القضاء بقضية سقوط الموصل، سيختفون عن الأنظار ولو الى حين، وذلك لسبببين:
الأول، انهم هددوا بتقديم استقالتهم في حالة إصرار البرلمان على عدم شطب اسمه. الاسم لم يشطب و "الاخوان" لم يستقيلوا. الأقمش ان 9 فقط من أعضاء الكتلة لم يصوتوا.
الثاني، تصريح احدهم بما ملخصه ان الراد على المالكي كالراد على الرسول.
لم يستحوا من الفعلتين ولم يخفوا وجوههم بل ظهر آخر منهم متحدثا باسم دولة القانون كلها ليقارن المالكي بالإمام الحسين هذه المرة، معتبرا امر احالته للقضاء أخذا بثأر "بدر وحنين".
وان كان زميلي علي حسين قد تناوش بعموده الأخير "بدعة" عامر الخزاعي التي وضع بها رأس المالكي بمنزلة رأس النبي، لكني استأذنه للطرق من زاوية أخرى على مخ الخزاعي لعله يصحو.
أولا اشكر الخزاعي لأنه اثبت بان المتظاهرين لم يسيئوا للنبي ولا لدينه حيث لم يقارنوه بحاكم سياسي متهم بالتخاذل والفساد. لا اريد ان ازايد على المتدينين وحتى الإسلاميين لأعيرهم بالسكوت على هذا الاعتداء السافر على نبيهم. غايتي هنا توعية الناس للانتباه لهذا الضاحك على عقولهم:
الموصل سقطت على يد عصابة مارقة بينما كان محمد يقود معركة في مواجهة جيش منظم ومحترف وعالي العدة والعدد. ثم اين كان النبي يوم أحد وأين كان المالكي يوم سقوط الموصل؟ كان النبي في مقدمة القوم يدافع بسيفه ولم يكن مختبئا على كرسي او سرير في قصر الرئاسة. أيعرف هذا الخزاعي كم جرحا طال الرسول في تلك المعركة؟ خلّي يقرأ:
"جاء عن سهل بن سعد عندما سئل عن جرح رسول الله يوم أحد انه قال: جُرِحَ وجهُه، وكُسِرَت رَبَاعيتهُ، وهُشِمَت البَيْضةُ على رأسه، وكانت فاطمةُ تغسِلُ الدمَ، وكان علىُّ بن أبى طالب يسكُب عليها بالْمِجَنِّ، فلما رأت فاطمة الدمَ لا يزيد إلا كَثرةً، أخذت قطعةَ حصيرٍ، فأحرقتْها حتى إذا صارت رَماداً ألصقتهُ بالجُرحِ فاستمسك الدمُ".
هلا يقول لنا عامر حاشوش الخزاعي كم "شجاً" برأس "مالك" عقله هذا؟ وأين كانت ابنة المالكي وزوجها "اصخيل"، مثلا، ليلة سقوط الموصل وسبي نسائها وتهجير اهلها؟
لا يُسأل النبي عما حدث بمعركة أحد. لا لأنه فقط نبي معصوم، ولا لأنه لا ينطق عن الهوى، بل لأنه شجاع أيضا والشجاع لا يُسأل. المتخاذل فقط هو من يُسأل ويجر من ياخته. أيعرف هذا المسكين ان علي ابن ابي طالب، الذي لا تشك قشة بالأرض بشجاعته، قال عن يوم أحد انه "كنا اذا اشتد بنا الوطيس نلوذ برسول الله". أمثل هذا الشجاع يقارن بطالب سلطة ما قال وعدا الا واخلفه، وقضى عمره يدير معارك خاسرة عن طريق الموبايل دون ان يجرؤ على المشي وحده لدقيقة واحدة في شارع عراقي؟ غدا مع "خلف ابن امين" وثارات "بدر وحنين".
البارحة كانت "أحُد".. واليوم "بدر وحنين"
[post-views]
نشر في: 18 أغسطس, 2015: 09:01 م