TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: دعاية قافلة غالاوي

خارج الحدود: دعاية قافلة غالاوي

نشر في: 4 يناير, 2010: 06:02 م

حازم مبيضينوأخيراً دخلت قافلة شريان الحياة الحماسية، التي يقودها النائب البريطاني جورج غالاوي، عبر بوابة رفح الحدودية تمهيدا لدخول قطاع غزة. وأشاد غالاوي بالمقاومة الفلسطينية وقال إنه يلفه الشعور العارم والسعادة بوصوله للأراضي الفلسطينية، مؤكداً أنه قدم ليكون مع أبطال المقاومة وحكومة فلسطين،
 وكأنه يسعى لمنح حكومة إسماعيل هنية المقالة الشرعية التي تفتقدها، وحاول الانتقاص من الدور المصري، بإعلانه أن الجانب المصري أرغمهم على الموافقة بإدخال عدد قليل من المساعدات عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية، وكأن الحكومة المصرية تملك سلطة لإجبار الإسرائيليين على إدخال السيارات دون تفتيشها. قافلة غالاوي – والعراقيون يعرفونه جيداً ويتذكرون علاقاته مع نظام صدام حسين - تضم 120 شاحنة انطلقت من بريطانيا، ثم انضمت اليها 80 شاحنة في ليبيا، وحظيت باستقبال رسمي من المسؤولين الفلسطينيين في حكومة غزة واصطفت فرقة للكشافة تعزف مقطوعات موسيقية، وسمح لحملة الجنسيات الأجنبية دون غيرهم بدخول القطاع، ولم يسمح لأصحاب الجنسيات العربية ممن انضموا إلى القافلة أثناء رحلتها، وهي ليست الأولى فقد تمكنت ستون ناشطة سلام أميركية وأوروبية من عبور معبر رفح باتجاه غزة للتعبير عن تضامنهن مع نسائها والمطالبة برفع الحصار. بغض النظر عن ما قيل عن أهداف إنسانية للقافلة، فان الواضح أن هدفها السياسي الاول هو التشويش على المواقف المصرية قبل الإسرائيلية، خصوصاً بعد أن مارست مصر سيادتها فعلياً فبدأت ببناء جدار فولاذي يمنع التهريب من خلال الإنفاق، بعد أن تغاضت عن ذلك فترة من الزمن استغلتها حكومة هنية، فبدأت بمنح التراخيص للراغبين بإنشائها مقابل رسوم تدفع لبلدية غزة التي كانت تمنح التراخيص وتصدر الأوامر لشركة الكهرباء لتزويد تلك الإنفاق بالإنارة، وبمعنى أن الإنفاق تحولت إلى تجارة رابحة، تدر المال على حكومة هنية من جيوب الغزيين الذين يزعم الدفاع عنهم، ومعروف أن غالاوي لا يقوم بذلك لوجه الله، وأن نصب عينيه ما يستفيده شخصياً من حركته هذه، تماما كما استفاد من نظام صدام حين كان يقوم بزياراته المكوكية لبغداد متحدثاً عن قوافل لإغاثتها في حين كانت تلك الزيارات تستهدف القبض من أموال برنامج النفط الذي أقره المجتمع الدولي للتقليل على العراقيين من أثر الحصار المفروض على نظام البعث. أحسنت القاهرة إدارة الموضوع مع غالاوي وقافلته الحماسية، حين أصرت على دخولها من الطريق الذي تحدده هي، وليس من الطرق التي كان النائب البريطاني يخطط لعبورها عبر المدن المصرية باحثاً عن تأييد الجماعات الإسلامية كما حدث في الأردن، حين عبرها تحت أعلام جماعة الأخوان المسلمين الخضراء وهتافات أعضاء تلك الجماعة لتأييد فرعها الانقلابي في غزة، وأحسنت القاهرة حين أفهمت حماس وغالويه أنها عصية على محاولات لوي اليد، وأن سيادتها على أراضيها غير قابلة للمساومة ولا الاختراق، رغم علو أصوات بعض أجهزة الإعلام التي أتقنت التباكي على معاناة أهل القطاع المنكوب بحكامه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram